منذ نشأة الكيان الصهيوني اعتمدت استراتيجيته على خلق عدو خارجي بشكل دائم حتى تقتل الخلافات الداخلية بين اليهود المتجمعين من شراذم الكرة الارضية وبالتالي حتى لو لم يكن هناك تهديد للكيان الصهيوني فغاليا ما يقوم الاخير باختلاق نزاعات او مناوشات مع دول الجوار حتى ترص الصف الداخلي الصهيوني وتوحده نبذا للخلافات الداخلية
طبعا هذا الكيان الصهيوني المحتل فيه من الصفات الجيدة رغما عنا وسوآءا شئنا ام ابينا فالسلبيات نعرفها كونه كيان محتل ومغتصب للأرض ومنتهك للحقوق ومتآمر على دول الجوار والمنطقة ......الخ
ام الصفات الجيدة فهي انها كيان ديمقراطي فيه انتخابات ويحاكم فيه أي مسؤول مهما كبر ولكم في محاكم شارون وعائلته على الرغم من كونه احد اعمدة انشاء هذا الكيان ولو كان شارون عربيا لنصبوا له التماثيل في شوارع المدن العربية ودرسوه في كتب التاريخ لكن في الكيان الصهيوني تم محاكمته هو عائلته وغيره من المسؤولين بالإضافة للاهتمام بالتنمية العلمية واستقطاب العقول وتطوير الاسلحة حتى انها تقوم باستبدال كل دارات واجهزة الطائرات الالكترونية المستورد من امريكا حتى لا يكون هناك مجال لتلاعب الامريكان بها رغم كونهم حلفاء اقوياء للكيان
هذه المقدمة تبين صفات ومميزات ومساوئ هذا الكيان
وللأسف فحكوماتنا العربية ومنها النظام الاسدي الذي هو محور حديثا لم تصبهم الغيرة والحماسة والنخوة على الوطن بان يكون هذا الكيان الوليد افضل من بلادهم واكثر دمقرطة وحرية وتقدم ولم يشعر بالخزي من نفسه كونه من اوصل هذه البلاد الى الحضيض بعد ان كانت شعلة ثائرة بعد الاستقلال من حيث استغلال العقول وتنمية البلد
فسوريا مثلا كانت في الخمسينات والستينات شعلة متقدة من العمل والبناء
والحرية والعمل السياسي حتى ان بعض القدماء اخبروني ان حتى البلدات ( القرى ) كانت تحوي اكثر من فرع لأحزاب مختلفة من بينها حزب البعث الاشتراكي
وان البلاد كانت تستقدم كل ما هو متطور وحديث في تنمية المدن وتعميرها كحال مدينة دبي الامارتية الان ، وكم ابدو لي دهشتهم وحسرتهم وحزنهم على تلك الايام وما يشاهدوه اليوم من انحدار وانهيار وتراجع لسورية في كافة المجالات حتى بتنا في اخر التصنيفات العالمية سواء بالخدمات او الشفافية وبالمقدمة من ناحية الفساد والرشاوي ونهب ثروات ومقدرات البلد
نعم عزيزي القارئ فمنذ استلام حزب البعث الاشتراكي للمراسيم الحكم في سورية بقيادة حافظ بدأت مرحلة انهيار الدولة السورية وتراجعها وتقزيمها ، الى ان اصبحت على ما عليه الان رغم تغير قائد المزرعة السورية عبر توريث شهير وغريب اضحك وادهش العالم كله في ان واحد ، حيث اعتبر البعض ان هذا الغلام بشار افضل من والده وكونه دارسا في الخارج فهو شاف كيف الناس والبني ادمين عايشين وبالتأكيد سيشعر بالغيرة وتأنيب الضمير على حال المواطن السوري ، لكن للأسف فالولد سر ابيه وحزب البعث هو حزب البعث يضل اعوج ولو حطيته بألف قالب
حيث ان في عهد الغلام بشار تراجعت سوريا اكثر واكثر وتم تحويل البلد لمزرعة اكثر من ايام ابيه فأصبحت جميع الشركات والخدمات بيد رامي مخلوف او ما يسمى شام القابضة التي قبضت على صدور الشعب السوري وجعلت معيشته صعبة عبر ارتفاع الغلاء وتقليل الدعم واصبحت نسبة الفقراء اكبر من ذي قبل
وادخل شركات الموبايل والانترنت كرشوة للمواطنين في بداية عهده التي رآها شعبنا المحروم وكأنها المن والسلوى من الجنة ليكتشف لاحقا ان اسعار تلك الخدمات اغلى من كل الدول المحيطة به وحتى التي شهدت حروب كالعراق رغم وجود شركتين المفروض ان تكون متنافستين لكن للأسف لا يختلف فيهم غير اللون فالأولى حمراء والاخرى صفراء وعندما ارادت شركة اخرى الدخول للسوق السورية فرضوا عليها ان تكون عروضها بالتراضي مع الشركات الاخرى المملوكة لرامي مخلوف وعائلة الاسد حتى لا تضر بهم مما دعا تلك الشركة للخروج
في عهد الغلام بشار ازداد الفساد حتى اصبح " عرفا " وهو في تقييم الفساد يعتبر اخطرها واكثر تدمير للاقتصاد فاصبح الرشاوي على عينك يا تاجر والوساطات حدث ولا حرج والسرقات ونهب الميزانيات سواء ميزانية الجيش التي تذهب للضباط او ميزانية الدولة التي تذهب للمسؤولين وحاشية الاسد
والاهم من ذلك كله انه ايام حافظ الاب كانت سورية مزرعة لعائلة الاسد وحاشيته اي كانت سورية مزرعة تتمتع بنوع من الاستقلالية بالنسبة لدول الجوار فكان المواطنون يشعرون بان من يستغلهم فقط مالك المزرعة وحاشيته لكن في عهد الغلام بشار اصبحت سورية مزرعة لإيران وتركيا ايضا وخسرت الكثير من المصانع والشركات السورية واغلق العديد منها لان المزرعة الاسدية فتحت على مصراعيها للأسواق الايرانية والتركية واستفادوا منا اضعاف ما نستقيده منهم لكن هدف الغلام بشار وحاشيته هو تأمين حماية اقليمية له ولحاشيته حتى لو كان بالتضحية بمصالح المواطنين السورين ، فالمهم ان تبقى هذه السلالة الصالحة تدير شؤون المزرعة ويتصبح المواطنين بخطاباتهم وصورهم في كل انحاء المزرعة ويلعنوهم باستمرار
بعد هذه المقدمة الطويلة نعود لموضوع الكيان الصهيوني وكيف اخذ منه حافظ والغلام بشار الجانب الذي يضمن مصالحهم واستمراريتهم وهو خلق عدو خارجي وتضخيمه ليبدو كالغول الذي سيلتهم المزرعة ومن فيها وليس حكام المزرعة فقط
وهو كما يقوم به الكيان الصهيوني لحماية كيانه وليس حكامهم لكن نحن نأخذ ما يناسب حكام المزرعة ويحميهم وطز بالشعب السوري فسوريا تملك 22 مليون مواطن سخرة لعائلة الاسد فبقاء اكثر من نصفهم على خط الفقر وربعهم تحت خط الفقر وانتشار البطالة وسوء الخدمات غير مهم ابدا ، فتصريح قيادي في حزب البعث قال انه لا مانع لديهم من ارجاع عدد سكان سوريا الى ما كان عليه لما استلموا زمام حكم المزرعة فدورة الحياة مستمرة ومن يموت يولد غيره والمزرعة وفيرة بالرؤوس وبذلك نقلل البطالة والازدحام السكاني وقلة الشغل وبنفس الوقت نجدد نوعية المواطنين بتقليم من لا يناسبه ان تكون سورية مزرعة للأسد وننجب اجيال نحشو ادمغتهم بان الاسد للابد ويجب ان يجلس مكان رب العالمين فهؤلاء هم البذرة الصالحة التي يجب ان تبقى لتنشئ جيل المزرعة المستقبلي المثمر
فلا جامعات ولا دور عبادة ولا كفاءات ولا متعلمين و مثقفين عليهم الوقوف بوجه حكام المزرعة فالإنسان بولائه للاسد لا بثقافته او تقواه وورعه
كن ما شئت لكن ابقى مخلصا لمالك المزرعة الاسدي فيغفر لك ما تقدم وما تاخر من ذنبك حتى لو كنت بنيمين نتنياهو بذاته
اما ان تقف بعكس مالك المزرعة فانت خائن ومجنون وعليك الويل والثبور بل انت اقذر من الشياطين
خصوصا ان عائلة الاسد توفر لك خيال خصب من الاحلام عبر وعود يطلقونها منذ توليهم عن تحسين البلاد وتطويرها بينما الامور بالعكس
ولا يجب ان تستعجل عليهم ان لم يفو بالتزاماتهم فهم مشغولون بنهب البلد وتطوير اقتصادات ال الاسد في الخارج حتى تؤمن لهم دخل يناسبهم
فمثلا في الاحداث الاخيرة ، بعد ان خربت البلاد من الفساد ونظر السوريون لأشقائهم العرب كيف انتفضوا على حكامهم اللذين لا يعتبرون شيئا بفسادهم وجبروتهم مقارنة بفساد وجبروت غلامنا
فخرج الغلام بشار وقال نعم نحن مخطئون وسنعمل على تجسين الامور وان الشعب لا يفتدي غلامه بشار بل بشار يفتدى شعبه
فماذا يريد المواطنون اكثر من ذلك ؟ شاب متعلم مثقف درس ببريطانيا ومتزوج واحدة من نساء الاعمال ومعها الجنسية البريطانية ويعترف بخطأة وبيفتدي شعبه
شو بده الشعب اكتر من هيك ؟ على اساس ان الشعب السوري خرج لان بشار لم يعدهم بالإصلاح عندما تولى الحكم وكان متعجرفا ولم يكن يومها حاصل على الدكتوراه ولم يتزوج السيد ذات الجنسية البريطانية
لكن الان بعد ان تواضع وقام بالأمور الاخرى فعلى الشعب ان يسكت وكل الامور ستكون بخير مستقبلا وسيقوم بشار بالإصلاح كما قام به عند استلامه الحكم
المهم على المواطنين السوريين الصبر فنحن صبرنا قليلا اكثر من 40 عام فقط
وهذه الفترة غير كافية لإصلاح سوريا التي كانت عمارا قبل استلامهم الحكم فاضحت خرابا
وبربع تلك المدة استطاع اوردغان الذي يغلي منه حزبيو البعث وجماعه الاسد استطاع هذا الرجل من انتشال تركيا من دولة مديونة الى دولة رائدة واقتصاد قوي
اما نحن فيجب ان نبقى فئران تجارب لعائلة الاسد ومهما اخطأوا واجرموا بحق البلد علينا السكوت والرضى واعطاء الفرص تلو الفرص وان طالب احد بتغير الرئيس حتى نجرب غيره فانت لا تستحق الحياة ويجب قتلك سجنك او سحلك وتعذيبك
عليك ان تبقى تسمع خطابات المقاومة والممانعة والتصدي والصمود وانت لا تملك ما تأكله وتداس كرامتك في العسكرية وتسرق مخصصاتك وتحرمن من الوظائف والعيش الكريم والزواج والرفاهية والبيت ....الخ التي يتمتع بها 5% من الشعب بثروات تقدر بـ 85%
مقاومة وتصدي .. وعائلة الاسد وحاشيتها تعيش بقصورها لا تؤثر بها لا عقوبات ولا انهيار العملة وبعز العقوبات لا ينقص عنهم لبن العصفور وبالاخر بيطلع يتفاخر على كتافنا بانه تحمل عقوبات او قتل ابنائه بحرب او انهيار سد
مقاومة وتصدي ... وجيشنا الذي بنيناه مهمته حماية حكام المزرعة ليبقوا على رؤوسنا وروس اولادنا نرضى بالذل والعبودية بقوة السلاح
كل هذا تغير بعد 15 اذار 2010 وسينتهي بسقوط شراذم الاسد ومن والهم
ومن والهم عقابهم اشد من بيت الاسد فهم من حمى النظام وقمع الشعب ليبقى على رؤوسنا
اللهم بارك باهل الشام وارضها .... فثورتنا ستنتصر ولو وقف العالم كله ضدنا
وكما اخبرتكم بمقالتي السابقة لن تدول الازمة السورية لان الجميع يريد بقائه خصوصا اسرائيل لأنها تبني منتجعات بالجولان وتريد الجبهة ان تبقى باردة
لكن الشعب السوري سيقاوم هذا النظام وينتصر وان غدا لنظاهر اقرب من القريب
0 comments:
إرسال تعليق