الأربعاء، 1 فبراير 2012
"١٤ آذار" لـ"الوطني السوري": رسالتكم وثيقة تاريخيّة قدّمت رؤية هي الأولى من نوعها
3:12 م
اضف تعليق
توجّهت الأمانة العامّة لقوى "14 آذار" بعد إجتماعها الأسبوعي بـ "رسالة جوابيّة مفتوحة" على رسالة "المجلس الوطني السوري" (التي طالب من خلالها بإعادة النظر وتصحيح العلاقات بين البلدين). وجاء في الرسالة: "أيّها الأشقّاء السوريّون، إنّ قوى 14 آذار، على مشارف الذكرى السابعة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه (ذكرى 14 شباط)، وإستذكارًا لقافلة شهدائها على درب الإستقلال والسيادة والحرّية، تنحني إجلالاً لشهداء الثورة السوريّة في شهرها الحادي عشر، الثورة التي تزداد توهجًا بتضحيات جسيمة في مواجهة النظام الديكتاتوريّ من أجل الحرّية والكرامة والديموقراطيّة للشعب السوريّ الشقيق".
وإذ أعربت عن "بالغ إهتمامها بالرسالة المفتوحة الموجّهة من "المجلس الوطني السوري" إلى الشعب اللبناني بتاريخ 25-01-2012"، رأت الأمانة العامّة فيها "وثيقةً تاريخيّة إذ تقدّم أوّل رؤية سوريّة من نوعها إلى العلاقات اللبنانيّة – السوريّة محدّدةً أسباب الخلل السابق فيها ومعيّنةً الطريق إلى طي صفحة مؤلمة وسوداء في تاريخ تلك العلاقات".
وفي السياق عينه، أعلنت الأمانة العامّة لقوى "14 آذار" عن رغبتها في التشديد للمجلس على المبادئ الآتية:
١- لقد دلّت التجربة التاريخيّة على عمق الرابط بين ديموقراطيّة سوريّا من جهة وإستقلال لبنان وسيادته من جهة ثانية. فالنظام الآيل إلى الإنهيار في سوريّا قام بمصادرة حريّة السوريين وكرامتهم وديموقراطيّتهم مثلما قام بإنتهاك سيادة لبنان وإلغاء دوره والوصاية عليه والتدخّل في شؤونه ورعاية حروبه الداخليّة وقهر أبنائه ومحاصرة بلداته ومدنه وقصفها وقتل قياداته.
٢- من هنا، فبقدر ما يشكّل التغيير الديموقراطي فرصةً تاريخيّة لسوريّا والسوريين، لسلام سوريّا ولتطوّرها، فإنّه فرصةٌ تاريخيّة لسلام لبنان المستقلّ السيّد.
٣- إنّ إعلانكم إعتراف سوريّا الحرّة المستقلّة الديموقراطيّة بلبنان وطناً سيداً مستقلاً نتلقّاه بالمحبّة والترحيب، لأنّه السبيل الوحيد إلى إعادة تأسيس العلاقات اللبنانيّة – السوريّة على قاعدة صلبة من الثقة والتعاون "بين دولتين متساويتين وشعبين شقيقين يقوم بينهما تاريخ مشترك وحاضر مشترك ومستقبل مشترك" كما ذكرتم في رسالتكم.
٤- إنّ التنوّع والتعدّد في كلّ من لبنان وسوريّا ، هما مصدر غنى وقوّة لهما. ونتطلّع إلى أن يقوم البلدان السيّدان الديموقراطيّان وعلى أساس التنوّع والتعدّد فيهما، بدور حضاري مشترك في المنطقة العربيّة، ولا سيما في المشرق العربي، وبين المنطقة العربيّة وأوروبا، مع الإنفتاح على العالم أجمع، وهو دور سبق أن لعباه معاً في عصر "النهضة العربية"، كما يؤهلهما له وعيهما المشترك لأهميّة سلام المنطقة وموقعها على خارطة العالم.
5- إنّ قوى 14 آذار مقيمةٌ على قناعة راسخة بأنّ دولة الديموقراطيّة في سوريّا ودولة السيادة في لبنان هما خيرُ معين لدولة الإستقلال الوطنيّ في فلسطين، بل إنّ قيامة هذه الدول الثلاث وترسُّخها من شأنهما أن يُكسبا الربيع العربيّ بُعداً إضافيّاً، لا سيما على صعيد محاصرة التطرُّف في المنطقة، وفي مقدّمته التطرّف الاسرائيلي، وأن يدفعا نحوَ ولادة نظام عربيّ جديد ديموقراطي وتعدّدي. وإننا لنستلهم معكم إعلان الرياض للعام 2007 الذي يُعطي البُعد الجوهريّ للعروبة بما هي رابطةٌ ثقافيّة إنسانيّة حضاريّة تتّسع لقيم التعدّد والتسامح والعدالة وحقوق الإنسان.
وتوجهت "الأمانة العامّة لقوى 14 آذار" إلى "الأشقّاء السوريّين" بالقول: "إنّ قوى 14 آذار تعتزّ بأنّ ربيع بيروت 2005 "ثورة الأرز" كان الإشارة الأولى للربيع العربيّ، إذ أخرج آلة قمع النظام السوري من لبنان قبل سبع سنوات، فشكّل مقدمة تأسيسية لأزمة هذا النظام التي إنفجرت على يد أحراركم في آذارٍ آخر قبل عام". ومن هذا المنطلق، أعربت قوى 14 آذار عن التضامن مع الشعب السوري و"مع الدماء الغالية التي تهرق في ميادين الكرامة، وتدعم كفاحكم لتحقيق التغيير الديموقراطيّ الذي نرى أنّه يدخلُ في هذه الأيّام منعطفاً حاسماً".
وأضافت الأمانة العامة: "إنطلاقاً من إقتناعنا بأنّ بيننا وبينكم قضيّة مباشرة مشتركة، نرحّب بما تضمّنته رسالتكم من عناوين وملفّات للمعالجة الفوريّة بين بلدينا، أي التمثيل الديبلوماسي الصحيح وإلغاء المجلس الأعلى والمعاهدات التي أُبرمت في مرحلة الوصاية وترسيم الحدود وضبطها لا سيّما في منطقة مزارع شبعا، والتحقيق في ملف المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في سجون النظام السوريّ".
وختمت الامانة بالقول: "أيّها الأشقّاء السوريّين، إنّ ثورتكم وضعت سوريّا ولبنان وفلسطين والمنطقة على مفترق إستراتيجيّ. وإنتصارها الحتميّ هو إنتصارٌ حاسم للربيع العربيّ. سنكون معاً، نعملُ معاً، نؤسّس مستقبلاً يليقُ بشعبينا وشعوبنا العربيّة قاطبةً. المجدُ لثورتكم المظفّرة ولشهدائها. المجدُ لشهداء إستقلال لبنان وحريّته.عاش لبنان المستقلّ السيّد الديموقراطي وعاشت سوريّا الحرّة الديموقراطيّة".
0 comments:
إرسال تعليق