الثلاثاء، 27 مارس 2012

قطر في التاريخ الإسلامي

دخلت قطر في موكب الحضارة الإسلامية حين استجاب للدعوة الإسلامية الملك المنذر بن ساوي التميمي ملك المناذرة العرب والذي كان يحكم أرض قطر والمناطق المجاورة لها في أواسط القرن السابع للميلاد. وقد تغنى الشعراء بقطر ونجائبها (الإبل الجيدة) ونسيجها، وذاعت شهرة برودها (جمع بردة) حتى ذكرت المصادر أن الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ لبس الثوب القطري، كما لبست أم المؤمنين عائشة ــ رضي الله عنها ـ درعاً من نسيج قطر، وكان لعمر بن الخطاب إزاراً قطرياً مرقوعاً من جلد.

وقد شارك أهل قطر في تجهيز أول أسطول بحري لنقل الجيش الإسلامي بغرض الجهاد تحت قيادة أبي العلاء الحضرمي، كما ثبت مهارة القطريين في صناعة الرماح وتقويمها والتي تعرف بالرماح الخطية. وقد نسب المؤرخون والرحالة العرب شهرة واسعة إلى شاعر قطر وفارسها قطري بن الفجاءة وذلك إعجاباً بشجاعته وثبات مواقفه.

وذكر ابن خلكان في ترجمة قطري بن الفجاءة قال: ليس اسمه قطري ولكن نسبة إلى قطر الكائنة بين عُمان والبحرين وكان من سكانها أبو نعامة الذي خرج على خلفاء بني أمية قرابة عشرين عاماً وسمي بأمير المؤمنين إلى أن قتل، وقطري هو الذي يقول في مجال الحرب يوطن نفسه على الصبر وملاقاة الأبطال.

أقول لها وقد طارت شعاعاً ... من الأبطال ويحك أن تراعى

فصبراً في مجال الموت صبراً ... فما نيل الخلود بمستطاع

فإنك لو سئلت بقاء يوم ... على الأجل الذي لك لن تطاعي

وقد قالت فيه الدكتورة سهير القلعاوي في كتابها (أدب الخوارج في العصر الأموي): لو أراد مصور أن يرسم صورة للفارس العربي الإسلامي في القرن الأول ما وجد أصدق من صورة قطري ولا أدق منها فهو يمثل في حياته وفي شعره الفروسية البدوية والإسلامية أقوى تمثيل، وقطري من خطباء العرب المفوهين اشتهر بالبلاغة وفصاحة اللسان وبالشجاعة وقوة النفس وكثرة الحروب، وقد ثار على الخلافة الأموية في عهد عبد الملك بن مروان).

كان قطري بن الفجاءة زعيماً من الخوارج وبطلاً من أبطالهم ، وكانت له كنيتان : كنية في السلم، وهي أبو محمد، وكنية في الحرب، وهي أبو نعامة (ونعامة فرسه) عرف بخطبه، وفروسيته، وشعره، فقد كان خطيباً مشهوراً، وفارساً شجاعاً، وشاعراً معروفاً، خرج زمن مصعب بن الزبير لما ولي العراق نيابة عن أخيه عبد الله بن الزبير كانت ولاية مصعب سنة 66 هـ/685م . فبقي قطري عشرين سنة يقاتل، ويُسلم عليه بالخلافة وإمارة المؤمنين. والحجاج بن يوسف الثقفي يسيّر إليه جيشاً بعد جيش، وهو يردهم ويستظهر عليهم. قيل عثر به فرسه، فاندقت به فخذه فمات سنة 78هـ / 697م. وقيل في وفاته غير ذلك.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية