الخميس، 26 أبريل 2012

"حزب الله" ضد تسليح الشعب السوري... ومع قتله

فادي شامية
تجاوز النائب عن "حزب الله" علي فياض تورّط حزبه في دم الشعب السوري، وغرق حلفائه في إيران والعراق في قتل السوريين، فدعا الحكومة الى التحرك؛ ليس ضد من يهرّب سلاحاً إلى الثوار في سوريا (باعتبار أن الأجهزة الأمنية تلاحق هؤلاء فعلياً) وإنما ضد السياسيين والإعلاميين "الذين يدعون إلى تسليح الداخل السوري"، معتبراً عدم تحرّك الحكومة ضد هؤلاء يناقض اتفاق الطائف. (كلمته في جلسة مناقشة الحكومة في مجلس النواب بتاريخ 18/4/2012). وبغضّ النظر عن مناقشة منطلقات فياض- التي تفترض أن غالبية الشعب السوري متآمرة على نظام "الممانعة" طبعاً-، وبعيداً عن وضعه تعسفاً اتفاق الطائف مانعاً من التضامن مع المضطهد المظلوم، فإن النقطة الأهم أن الحزب الذي يمثله هذا النائب متورط حتى أذنيه في قتل السوريين؛ بشهادات الضحايا عليه، وبشهادات لبنانية ودولية عدة، بما يصعب تكذيبه، سيما وأنه ما من نازح سوري وصل إلى لبنان أو تهجر داخل سوريا، وما من سوري خرج في تظاهرة واحدة ضد النظام إلا يقول قولاً واحداً: "حزب الله يقتلنا" (تعبير الناشطين عن الحزب يستبدل لفظ الجلالة من اسم الحزب بكلمة الشيطان). على أي حال وتنشيطاً للذاكرة؛ فإنه لا بأس من استذكار بعض الشهادات السورية بحق "حزب الله"، وهي أكثر من أن تحصى، ولعل أهمها على سبيل المثال لا الحصر: بيان "ائتلاف شباب الثورة في سورية" بتاريخ 20/3/2011، وبيان طلاب جامعة دمشق في شهر نيسان 2011، وشهادة الجندي المنشق والفار إلى تركيا أحمد خلف في 12/6/2011 (شهادته موثقة، لصالح منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة)، وشهادة المقدم السوري المنشق حسين هرموش بتاريخ 14/6/2011، وشهادة الجندي في الحرس الجمهوري المنشق وليد القشعمي في 21/7/2011، وبيان ووثائق المعارضين السوريين المقيمين في القاهرة بتاريخ 31/7/2011، وبيان الأمين العام لـ"ائتلاف شباب الثورة السورية" وحيد صقر في 26/8/2011، وشهادة محامي حماه العام عدنان البكور في 29/9/2011، وشهادة شيخ الثورة السورية أحمد صياصنة حول دور "حزب الله" وجيش المهدي في مذابح حمص وحماة وإدلب في 16/3/2012. فضلاً عن الاتهامات التفصيلية التي أدلى بها مؤخراً العميد حسام عواك، قائد عمليات "الجيش السوري الحر" والعميد السابق في المخابرات الجوية، لصحيفة "الشرق الأوسط" إذ بيّن أن: "كتائب لحزب الله تؤازر النظام السوري بالقنص والتفجير وحرب الشوارع. ألقينا القبض، أكثر من مرة، على ضباط من عناصر الحرس الثوري الإيراني وخبراء إيرانيين يعملون في مناطق عسكرية إيرانية.. لدينا على الأراضي السورية لواء مدرعات كامل من الحرس الثوري الإيراني وموجود باتجاه منطقة دير العشاير في معسكرات أحمد جبريل على الحدود اللبنانية السورية. حزب الله موجود على الأراضي السورية من خلال كتائب 101 و102 و103، والأخيرة كتيبة... متخصصة في الاغتيالات وعمليات التفجير، وهي تعمل الآن على الأرض لمصلحة بشار". وقريباً من هذه التصريحات تأتي شهادة العقيد أبو ياسين (الجيش السوري الحر) لجريدة "الشرق الأوسط" أيضاً (1/4/2012): "الجيش الأسدي سلّم بعض دباباته وآلياته ومدافع الميدان إلى عصابات حزب الله وهم يشاركون في اقتحام القرى ويرتكبون المجازر ويهجرون السكان إلى ما وراء الحدود والى الداخل... جماعات حزب الله تختطف النساء وتغتصبهن بعدما احتلت مستوصف حي العباسية المجاور لدير بعلبة وهو ذو كثافة شيعية، وحولوه إلى مركز قيادة ومعتقل في وسط حمص، بعدما تحدد دور عصابات نصرالله وهو دخولها بعد عمليات الجيش النظامي الأسدي، لارتكاب الفظائع والمجازر بحق المدنيين، مخافة حصول انشقاقات في صفوف ذلك الجيش إذا قام هو بارتكاب هذه الأعمال". - بيانات التحذير ضد السيد نصر الله الكثيرة، والمبنية على أساس أن "حزب الله" يقتل السوريين، وآخر هذه البيانات؛ بيان كتيبة خالد بن الوليد بعد التحفظ على كثير من العبارات الواردة فيها-، التي فصّلت في أفعال عناصر "حزب الله" في سوريا (18/4/2012). ولا شك أن في لبنان نفسه من الوقائع ما يحرج الحزب المذكور، وعلى سبيل المثال لا الحصر: الموكب التابع لـ "حزب الله" الذي ضُبط محملاً بالسلاح بتاريخ 13/8/2011، على نقطة المصنع، حيث كان المسؤولون عن الموكب - المنتمون إلى "حزب الله"- يحملون بطاقات صادرة عن المخابرات السورية، وتوثيق دخول عناصر من "حزب الله" في 26/6/2011 من منطقة حوش السيد علي إلى سوريا، للمشاركة في قمع أهالي بلدة ربلة في محافظة حمص السورية، والتشابكُ الذي وقع ليل الأحد 25/9/2011 بين أهالي العريضة وعناصر تتبع "حزب الله" كانت عائدة إلى لبنان، بعد إسهامها في عمليات القمع في سوريا (كانوا يلبسون بدلات سوداء ويرفعون صوراً للرئيس بشار الأسد والسيد حسن نصر الله)، وإصابة ن. المولى، مرافق عضو المكتب السياسي في "حزب الله" غالب أبو زينب، الذي أُدخل إلى مستشفى الهيكلية في طرابلس، ليوم واحد، قبل نقله للعلاج في الضاحية الجنوبية لبيروت، مع الطلب إلى المستشفى التكتم عن الموضوع... وتشييع جثمان ح.عباس م- 36 سنة- يوم الجمعة 16/3/2012، إثر مقتله في سوريا، وتَشييع ن.د ولقبه (أبو زهراء) - مواليد بنت جبيل 1980- الذي قضى في اشتباكات المزّة في 19/3/2012، فضلاً عن نشر المواقع السورية أسماء ستة قتلى لـ "حزب الله" في سوريا، سُلموا إلى قيادة الحزب في 2/6/2011. وغير بعيد عن ذلك التورط يأتي البيان المريب لكتائب عبد الله عزام (16/3/2012) الذي يتهم صراحة "حزب الله" بمحاولته استمالة هذه المجموعة الإرهابية لتنفيذ عمليات في لبنان ضد شخصيات تعارض النظام السوري: "... سنكشف للرأي العام عن حقائق تبيِّن خسَّتكم في إدارة معارككم السياسية، بنشرنا للعروض التي قدَّمها لنا حزب الله ومخابرات النظام السوري؛ لضرب أهداف مباشرة في لبنان، مقابل ما نريد من المال والخدمات، جاهلين أن المجاهدين أوعى من أن يكونوا أداة بيد الحزب تحقِّق له أهدافه. ونكتفي في هذا الموضع بمثال واحد على هذه العروض: هو عرضهم علينا أن نغتال زعيم الدروز في لبنان النائب وليد جنبلاط مقابل إطلاق بعض قيادات المجاهدين من سجون النظام السوري". (لم يعلق الحزب على البيان في حينه). وزيادة على ذلك كله؛ فإن التقارير الغربية تتحدث عن تورط "حزب الله" في دم الشعب السوري بوضوح، ولعل من أهم هذه التقارير؛ تقرير الأمم المتحدة بتاريخ 6/8/2011، حول سوريا الذي يتحدث عن وجود "عناصر في حزب الله والحرس الإيراني متورطين بقتل جنود سوريين رفضوا قمع المتظاهرين". كما أن موقع ويكيليكس-الذي أجرى الأمين العام "حزب الله" السيد حسن نصر الله قبل أيام مقابلة مع مؤسسه- سبق أن نشر تقرير مركز "ستراتفورد" للاستخبارات والتحليلات الاستراتيجية، الذي نقل أي التقرير- عن شاهد من "حزب الله"، أنّه يوجد "في سوريا 3000 عنصر حرس ثوري و2000 مقاتل من حزب الله بالإضافة إلى 300 مقاتل من حركة أمل، و200 من الحزب السوري القومي الاجتماعي، حيث يقوم هؤلاء بقتل الجنود السوريين الذين يرفضون قتل المتظاهرين". وأن "الجنود السوريين الـ17 الذين رُموا في نهر العاصي بحماه قد قتلوا على يد مقاتلي حزب الله (لرفضهم إطلاق النار على المتظاهرين)". وبحسب التقرير فإن 42 فرداً من الحرس الثوري و27 من "حزب الله" قتلوا في سوريا لغاية تاريخه (11/3/2012). أما في المشاهد المعروضة على الإنترنت فهناك الكثير لمن اراد أن يشاهد بالصوت والصورة، عناصر لـ "حزب الله" يشاركون في القمع، أو شهادات سوريين وسوريات عن مشاركة الحزب في قتلهم. كان أولى بالنائب فياض أن يجيب عن الوقائع المتقدمة، وأن يوضح للرأي العام اللبناني لماذا يتهم السوريون "حزب الله" بالتورط في قتلهم، وأن يخبرنا تالياً- عن موقف اتفاق الطائف من ذلك، بل موقف الشرائع الدينية والإنسانية كافة من قتل مواطنين عزل، أو ثوارٍ يدافعون عن حياتهم وأعراضهم، أو جنودٍ شرفاء رفضوا إطلاق النار على الناس ظلماً.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية