الجمعة، 13 أبريل 2012

النار حتمية في سوريا




راجح الخوري

سواء دخلت سوريا في هدنة موقتة او في وقف ثابت للنار، فإنها لن تعود قط الى ما كانت عليه. ما حصل ويحصل فيها منذ عام ونيف زلزال مدمر ودموي لن يتيح للنظام ان يخرج مسيطراً يفرض ارادته على السوريين بالرهبة والقوة والاكراه، ولن يبقي المعارضة في شرنقة الخوف والاستسلام لسطوة الحكم الذي يمسك بالبلد منذ اربعين عاماً.
اذا كنا امام هدنة موقتة فليس من المستغرب ان تستأنف دورة العنف التي اجتاحت معظم المحافظات السورية لتصل هذه المرة الى حلب ودمشق وبزخم اكثر من السابق، وهو امر ليس خافياً على احد، وخصوصاً على النظام الذي يعرف ان حركة تسليح المعارضة ستنشط اكثر وبضوء اخضر دولي هذه المرة.
اما اذا كنا امام وقف ثابت للنار (وهو ما لم يحصل كما اعلنت المعارضة امس) فإن تطبيق المتطلبات الواردة في خطة كوفي انان ستدفع النظام حتماً الى استئناف تحريك المدرعات بهدف استكمال الحل العسكري. ذلك ان النقطة السادسة في مبادرة المبعوث العربي – الدولي تدعو النظام صراحة الى اطلاق المعتقلين والسماح بالتظاهرت السلمية وبدخول الوسائل الاعلامية، وهنا يبرز السؤال:
بعد مسارعة "المجلس الوطني" و"الهيئة العامة للثورة" امس الى دعوة السوريين للتظاهر، هل سيسمح النظام بنزول مئات الالوف من المطالبين برحيل الرئيس بشار الاسد الى الشوارع، بما يؤكد ان المعارضة السورية هي حركة شعبية عارمة لا مجموعة من "الارهابيين" كما يقول؟
وهل هناك من يشك لوهلة في انه بعد سقوط 10 آلاف قتيل وعشرات آلاف الجرحى وبعد التدمير الزلزالي للاحياء والبيوت وتهجير ما يزيد عن مليون سوري داخل سوريا، كما قيل، سيندفع السوريون الى الشوارع مثل سد انفجر بعد كل الدم الذي اريق والمآسي التي حصلت والمدن التي دمرت؟
في المقابل هل هناك من يشك لحظة في ان النظام لا يمكن ان يقبل بقيام مثل هذه التظاهرات التي ستعجل في سقوطه، وانه بعد كل ما قام به في سياق الحل العسكري المدعوم من قوى كبرى مثل روسيا والصين والذي تؤيده ايران وتدعمه بالسلاح والرجال، على ما تقول المعارضة، يمكن ان يتردد في استئناف اطلاق دباباته وآلته العسكرية لمواصلة تلك المواجهة الدموية التي كان واضحاً منذ البداية انها قياساً بالواقع الميداني الراهن والموروثات التاريخية الاليمة، تخاض على قاعدة يا قاتل يا مقتول؟
على هذا الاساس تبدو عودة النار الى الاشتعال في سوريا حتمية لا مفر منها، سواء بالنسبة الى النظام الذي قد يخسر نفسه اذا اطلق العنان للتظاهرات الحرة، وسواء بالنسبة الى المعارضة التي خسرت كل شيء تقريباً قياساً بفواتير الدماء التي تكبدتها،وخصوصاً بعدما كسرت جدار الخوف الطويل، وهو ما يمنعها من قبول العودة الى الماضي الذي لا يقبل النظام إلا بالعودة اليه!

1 comments:

د\ محمد كمال علام يقول...

يتباري البعض في الدفاع عن النظام النازي السوري بحجة ان بعض متسلقي الثورة يتعملون مع اولاد القردة والخنازير من قيادات النظام الصهيوني امثال غليون ولكن تناسوا ان غليون وامثاله تسالقوا علي ظهور الشعب السوري الابي وان هؤلاء المتسلقين يستخدمون انتفاضة الشعب السوري وثورته للوصول للحكم مثلهم مثل الاخوان والسلفيين ، ولكن العجيب ان من يهاجمون هؤلاء العملاء تناسوا ان بشار ورامي مخلوف هم اول من لاجئو لا اسرائيل والمحوا الي اسرائيل وامريكا ان سقوط الفاشيين الجدد من حكام سوريا سبكون خطر علي دولة الكيان الصهيوني ومتناسين ان المجحوم حافظ الاسد هو من باع الجولان في 1973 عندما استعدته القوات العربيه المشتركة بقيادة الجيش العراقي البطل ، وخانتهم الذاكرة في مذابح الجيش السوري ضد الشعبين السوري واللبناني بقيادة ال الجحش ، واذكرهم بقول المجحوم حافظ الاسد عندما قال انا من سوف احدد ميعاد ومكان وزمان المعركة ولقد شبنا ولم يحددو حتي الان ميعاد المعركه- نظام عندما اجبرت اسرائيل طائرة وعلي متنها عبد الله الاحمر وجعلته يركع علي ركبتيه وهو عضو كبير في البعث العربي السوري وبدل ان يقيله حافظ الاسد رفع منصبه الي اعلي ولم يتعظ ان ابو العباس رفض النزول من الطائرة وقال انا علي ارض ايطاليه(الطائرة) ولن انزل الاجثه هامدة استحو ا واتقو الله انه نظام يبيع النضال ويتشدق بالثوريه ابوه وعمه قتلوا اكثر من 5000 الف في حماة وحمص والان فشار واخيه الخرفان فاشل الاسد او الجحش يدبحون الشعب السوري كفانا شعارات واسأل سؤال اخير اوباما قال لمبارك اريدك ان تتنحي امس وليس اليوم ولم يفل لفشار نفس الكلام وشكرا ؟ وسلم لي علي ال الجحش

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية