الاثنين، 30 أبريل 2012

قياديون في دائرة الإستهداف

اكد مرجع أمني لـ"الجمهورية" أن هناك جهات منزعجة من الاستقرار النسبي السائد في المرحلة الراهنة، في ضوء الأجواء العاصفة في المحيط العربي. وقد تُرجِم هذا الانزعاج مرات عدة قتلاً على الحدود وخطفاً في الداخل، إذا وضعت محاولة الاغتيال الأخيرة التي طالت رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع خارج خانة الاستهدافات التي تحصد أشخاصاً ينتمون إلى فكر واحد، حسب ما يؤكد بعضهم. ورأى المرجع "أنّ الأنظار شاخصة إلى ما يحدث في سوريا، لأنه في مكان ما لا بد من أن يرتدّ إلى ساحتنا التي هي ساحة صدى وليست ساحة فعل"، مؤكداً أن "التداعيات السورية على لبنان ما زالت تحت السيطرة لانعدام وجود قرار بتفجير البلد لا محلياً ولا إقليمياً ولا حتى دولياً، وحادثة خطف المواطنيَن السعودييَن لم تكن خلفياتها سياسية إنما مادية". وينفي المرجع وجود معلومات لديه مؤكدة عن مقتل عبد الغني جوهر الذي شاع قبل أيام. ويقول إنّ محاولة اغتيال جعجع ما زالت في طور التحقيق "ونعمل على كل الاحتمالات، ولكنّ التحقيق قد يستغرق قليلاً من الوقت، لأنه يقع ضمن القضايا الكبرى لكي نخرج بنتيجة مؤكدة لا بافتراضات، لأن ليس من حقنا الاستنتاج إلاّ في حال وجود دليل قطعي على رغم قراءتنا الخاصة لهذه القضية". وإذ يؤكد أن "كل ما يشاع عن وجود إرهابيين في لبنان، وخصوصاً في منطقة الشمال، غير صحيح على الإطلاق، يقول: "إن هنالك من اخترع هذه المقولة أو الكذبة لكي يصدّق بعضهم أنّ الشمال هو "تورا بورا" ثانية"، وأوضح "أنّ الإحصاءات تؤكد أن السلفيين في شمال لبنان لا يتجاوز عددهم 3 في المئة، وأنّ الأخوان المسلمين أو "الجماعة الإسلامية" لا يتجاوز عددهم 2،2 في المئة من سكان المنطقة"، ويلفت إلى أن "هنالك جهة تريد إقناع العالم بأنها تريد حماية المسيحيين من "البعبع" السنّي السلفي لغايات وأسباب معروفة للقاصي والداني". وجزم المرجع نفسه أن "هنالك شخصيات ما زالت مستهدفة وفي دائرة الخطر، ونحن سبق أن حذرناها لجهة ضرورة التحوّط في هذه المرحلة. ولا شك في أن هنالك مشاريع كبرى في البلد بدأت تتصادم في ما بينها، لذلك على هذه الشخصيات قليلة العدد الحذر خلال تنقلاتها". ويشير إلى أن "المحكمة الدولية هي أهم رادع لأي اغتيال، ولم يعد للجهات التي تقف وراء الاغتيالات مصلحة في تقديم أدلّة إضافية تدين ارتكاباتها الإجرامية، وخصوصاً أن هنالك محاسبة دولية آتية لا محالة مهما كلّف الأمر". ويقول: "صحيح أن العدالة الدولية بطيئة نوعاً ما، لكن، في النهاية، لا بد من أن تصل إلى مبتغاها. لذلك، ايّاً يكن الفاعل، يمكن أن يُقدم على عملية يائسة سيكتشف أنها لن تكون متاحة له بالنسبة الكبيرة التي كانت عليها سابقاً". وعن احتمال حصول خضّات أمنية في لبنان، يقول المرجع إن "توقعات كهذه ممكنة، ولكن ليس بحجم كبير، إذ قد يحصل عمل هنا أو هناك لأن التداعيات السورية تؤثر نوعاً ما فينا كلبنانيين"، ويشير إلى أن "جميع ضباط الأمن متنبهون لأي استهداف قد يتعرّضون له، لأن المرحلة المقبلة تتطلب الوعي والحذر، وعلينا في وقت البدل من ضائع أن لا نفرّط في حياة أي قيادي أو سياسي إلى أي جهة انتمى".

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية