الأربعاء، 18 أبريل 2012

Copy paste النسخ واللصق

::عــمــاد مــوسـى::

"لبنان الآن"

كل 13 نيسان لدينا طقوس مستعادة: مواعظ وطنية. وقفات ضمير. حملات توعية. مواقف أخلاقية. إستيحاءات من بوسطة عين الرمانة. إنه يوم موحٍ وفاتح للشهية على الحكي المُستعاد، كما يوم الإستقلال وعيد المقاومة والتحرير وعيد الجلاء ... ألخ.

في الذكرى السابعة والثلاثين للثالث عشر من نيسان دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اللبنانيين الى "التوقف ملياً عند هذه الذكرى والتبصر بمضامينها ومعانيها، ولأن يكون استذكارها لاستخلاص العبر مما تؤدي إليه الصراعات والخلافات عندما تتجاوز سقف المصلحة الوطنية الى لعبة المحاور والمصالح السياسية والآنية والمكاسب الخاصة".

ومن جهته ركز دولة الرئيس ميقاتي على الإتعاظ من عبر ودروس هذه الذكرى من خلال الحوار.

جميلُ جميلُ جميلُ جميلْ.

كنت سائراً فوقفت. شربت فنجان قهوة و"بصّرتُ" ثم تبصّرت في مضامين الذكرى ومعانيها. إستذكرتها واستخلصت مجموعة دروس وباقة عِبر.

العبرة الأولى: أدى قيام فتح لاند إلى حرب طويلة متعددة الوجوه واستمرار "حزب الله لاند" مشروع حرب مؤجلة مع الخارج والداخل.

الثانية: إن سقف المصلحة الوطنية في 13 نيسان 1975 عند سليمان فرنجيه وكميل شمعون وبيار الجميل لم يكن مطابقاً لسقف رشيد الصلح وكمال جنبلاط وصائب سلام وموسى الصدر فعن أي سقف يتحدث فخامة الرئيس؟ ومن كان يجسّد المصلحة الوطنية اللبنانية قبل 37 عاماً ياسر عرفات أو حافظ الأسد أو الشرعية المنقسمة والجيش المنقسم ومجلس النواب المهجّر؟

العبرة الثالثة: لا مكاسب خاصة عندما يدفع فقراء لبنان وشبابه الفاتورة الأغلى نتيجة تشرذم السلطة السياسية والعسكرية وضعفها وجلّ ما حصدوه نظرة فوقية ساذجة ممن لم يتورطوا بالصراع لأن لديهم من المال ما يكفي ليهربوا بأولاده إلى باريس ولندن وأميركا ويعودون بعد الحرب لإدانة الضحايا.

العبرة الرابعة: لا حوار مثمر بين مستقوٍ ومستضعف. ولا حوار بوجود دولة عاجزة عن الإلتزام بمقررات أي حوار.

العبرة الخامسة: لا أهمية تفوق أهمية الـ النسخ واللصق في الخطابات الرئاسية.

ففي الذكرى السادسة والثلاثين، أي قبل سنة، "أَمَلَ فخامة الرئيس في أن تكون محطة 13 نيسان في ضمير اللبنانيين وعقوله ذكرى وعبرة". ويبدو أن أحداً منهم لم يعتبر لذا أصر هذه السنة على استخلاص العبر.

والعام الماضي حضر "السقف" وتمت الدعوة إلى "التبصّر في ما حصل من إنقسام واقتتال بين اللبنانيين" وكأن الفلسطينيين والسوريين حلّوا ضيوف شرف على حربنا. لماذا لم توجّه إليهم الدعوة للتبصر وربما لو دُعيوا لما "دَبَكت" في إدلب وريف دمشق ودرعا وما ركبت متاريس وما صُفي مواطنون على الهوية المذهبية. وأما العبرة - بحسب الرقيم الرئاسي في 13 نيسان 2011 - فهي في أن يعي اللبنانيون ألا سبيل لقيام الدولة التي يصبون اليها إلا بالحوار والتفاهم والتلاقي تحت سقف الدستور ...

وشاء منظمو الذكرى الـ35 لاندلاع الحرب جمعَ نواب ووزراء في "ماتش فوتبول" في مدينة كميل شمعون الرياضية تحت لافتة "كلنا فريق واحد". إلى الأهداف والعرض الشيق شهد المواطنون حالات إسهال بالحكي.

لكل سنة نكهة وعظة ودروس وعبر.

في العودِ إلى هذه السنة، فيما كان فخامته يرشد مواطنيه إلى الصراط المستقيم وقع إشكال بين اشخاص من بلدتي الماري- قضاء حاصبيا وعين عرب-قضاء مرجعيون بسبب تلاسن بين راعي بقر وصيادي سمك تطور إلى اشتباك بالأيدي والعصي... وأخذ الإشكال بعداً طائفياً وفي هذه الحال بالتحديد حالَ "استخلاص العبر" ومفعول "التبصّر" دون نشوب حرب أهلية جديدة لا تُحمَدُ عقباها!

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية