السبت، 19 مايو 2012

تظاهرات غير مسبوقة في حلب وبان ينفي وجود أدلة على تورط القاعدة في سورية

صورة عن موقع يوتيوب لرجال أمن يضربون متظاهرين في جامعة حلب
شهدت مدينة حلب السورية التظاهرات الأضخم فيها منذ بدء الاحتجاجات قبل 14 شهرا، في وقت أعلن عن "زيارة قريبة" للموفد الدولي الخاص كوفي أنان إلى دمشق لاستئناف البحث في خطته للسلام.

وتحت شعار "أبطال جامعة حلب" التي بقيت لفترة طويلة في منأى عن الاحتجاجات وتشهد منذ أشهر تظاهرات تصعيدية قتل خلال محاولة قمعها على أيدي القوى الأمنية قبل أسابيع أربعة طلاب، خرج عشرات ألوف السوريين في دمشق وريفها ومحافظات حماة وحمص وحلب والحسكة وإدلب ودرعا ودير الزور.

وحاولت القوى الأمنية في أماكن عدة تفريق التظاهرات بإطلاق النار الذي تسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن مدينة حلب شهدت "أكبر تظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات" في منتصف مارس/ آذار 2011، وذلك "رغم القمع الذي ووجهت به تظاهرة" الخميس التي ترافقت مع وجود المراقبين في جامعة حلب.

وقال عبد الرحمن إن "عشرات الآلاف تظاهروا في كل سورية في أضخم تظاهرات منذ إعلان وقف إطلاق النار".

وذكر المرصد في بيان أن "عددا من المتظاهرين أصيبوا برصاص الأمن في حي صلاح الدين".

وهتف المتظاهرون في حي السكري: "ما رح نركع ما رح نركع خلي كل العالم يسمع"، بحسب أشرطة فيديو نشرها ناشطون على شبكة الانترنت.

"تزايد التظاهرات بسبب تواجد المراقبين"

وقالت الناطقة باسم المكتب الإعلامي للثورة في حماة مريم الحموية في اتصال عبر سكايب مع وكالة الصحافة الفرنسية: "هناك تزايد في عدد التظاهرات خلال الأسبوعين الأخيرين بسبب تواجد المراقبين في حماة وريفها رغم يقين الأهالي أن المراقبين لا حول لهم ولا قوة".

وأشارت إلى خروج "أكثر من مئة تظاهرة في المدينة وريفها".

وسقط جرحى بين المتظاهرين في دوما والتل في ريف دمشق.

وبلغت حصيلة أعمال العنف في سورية الجمعة 11 قتيلا.

ففي مدينة حمص، قتل متظاهر نتيجة حروق أصيب بها "إثر إطلاق قنابل غازية لتفريق تظاهرة في حي دير بعلبة"، بحسب المرصد الذي أشار أيضا إلى إصابة خمسة متظاهرين بجروح.

وقال المرصد إن ثلاثة مواطنين قتلوا في حي التضامن في مدينة دمشق في إطلاق رصاص من القوات النظامية التي كانت تلاحق متظاهرين بعد تفريق تجمع مناهض للنظام.

وأضاف أن هناك "مخاوف لدى أهالي حي التضامن من عملية اقتحام واسعة لقوات الأمن المنتشرة في محيط الحي وفي شارع نسرين بالحي، وذلك بعد سقوط اثنين من المسلحين الموالين من شارع نسرين حاولا اقتحام الحارات الثائرة في التضامن بحسب ما أكد ناشطون".

وفي محافظة درعا، قتلت طفلة واعتقل أفراد أسرتها في مداهمة نفذتها قوات نظامية لمنزل العائلة تخللها إطلاق رصاص في مدينة جاسم.

كما قتلت فتاة إثر إصابتها برصاص قناصة في بلدة الجيزة في درعا.

وقتل طفل وامرأة في إطلاق نار في حي طريق حلب في مدينة حماة.

وانفجرت عبوة ناسفة فجر الجمعة في حي الشعار في مدينة حلب أدت إلى مصرع ضابط وجرح خمسة عناصر من القوات النظامية، بحسب المرصد. بينما ذكر تلفزيون "الإخبارية السورية" أن عسكريا قتل وجرح خمسة آخرون أثناء تفكيكهم عبوة ناسفة عند دوار الشعار في حلب.

وأفاد الإعلام الرسمي السوري من جهته عن ستة قتلى في انفجارات عبوات ناسفة، أحدهم ورد أيضا في حصيلة المرصد.

استمرار قصف الرستن

واستمر اليوم قصف مدينة الرستن في حمص التي تعتبر معقلا للجيش السوري الحر، على أيدي قوات النظام.

وتحاصر القوات النظامية منذ أشهر الرستن. وحاولت اقتحامها مرات عدة بعد سيطرتها على حي بابا عمرو في مدينة حمص في مطلع مارس/ آذار.

وندد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة بـ"صمت المراقبين الدوليين الذين لم يعملوا على وقف القصف المستمر منذ أيام على مدينة الرستن".

"لا بديل لخطة أنان في الوقت الحالي"

وبالرغم من الخرق اليومي لوقف إطلاق النار الذي بدأ في 12 أبريل/ نيسان، كجزء من تطبيق خطة أنان لحل الأزمة السورية، فإن الدول العظمى تتمسك بخطة أنان بسبب عدم وجود بديل لها في الوقت الحاضر، بحسب ما يقول دبلوماسيون في الأمم المتحدة.

وأكد رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية الجنرال روبرت مود الجمعة أن المراقبين، مهما ارتفع عددهم، لا يمكنهم وحدهم وضع حد لأعمال العنف في البلاد، ما لم يكن هناك التزام حقيقي من كل الأطراف بعملية السلام.

وقال مود للصحافيين: "لا يمكن لأي عدد من المراقبين أن ينجز انخفاضا تدريجيا في وتيرة العنف أو أن يضع حدا لأعمال العنف إذا لم يكن هناك التزام حقيقي بإعطاء الحوار فرصة من جانب كل الأطراف الداخليين والخارجيين".

وأشار إلى أن لا بديل في الوقت الحالي من مهمة المراقبين من أجل حل الأزمة.

وينتقد بعض الناشطين على الأرض استمرار أعمال العنف في ظل وجود المراقبين، كما شكك بعض الدبلوماسيين والمحللين بفاعلية مهمتهم التي حدد مجلس الأمن مدتها بتسعين يوما.

وأشار مود إلى "مستوى متقدم من التعاون" من جانب السلطات السورية مع المراقبين الذين وصل عددهم إلى 260 من أصل 300 هو العدد الذي قرره مجلس الأمن. وهم ينتمون إلى 60 بلدا.

بان: لا دليل على تورط القاعدة في سورية

من جهته، أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسيركي الجمعة أن بان كي مون لا يملك "دليلا قاطعا" على أن القاعدة تقف وراء تنفيذ اعتداءات في سورية، لكنه يخشى أن تكون مجموعات إرهابية تستفيد من الاضطرابات في البلاد.

وكان بان كي مون اعتبر الخميس أن القاعدة قد تكون مسؤولة عن اعتداءات نفذت أخيرا في سورية.

وأقر نيسيركي بأن الأمم المتحدة لا تملك "دليلا ملموسا وقاطعا في الوقت الراهن"، مضيفا أن "بعض الاعتداءات تحمل بوضوح بصمات إرهابيين نعرفهم من أماكن أخرى".

وأعلن أن بان كي مون والوسيط الدولي كوفي أنان والجنرال روبرت مود الذي يترأس بعثة مراقبي الأمم المتحدة، يخشون جميعا أن "تكون مجموعات إرهابية تستفيد من العنف وانعدام الأمن في سورية".

أردوغان يحض على إرسال مزيد من المراقبين

وحض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الجمعة الأمم المتحدة على إرسال مزيد من المراقبين إلى سورية، قائلا "300 مراقب ليس عددا كافيا. ربما من الضروري إرسال ألف، ألفين وحتى ثلاثة آلاف مراقب".

وأضاف خلال اجتماع ثلاثي على ساحل البحر الأسود ضمه إلى نظيريه القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والبلغاري بويكو بوريسوف "ينبغي تغطية الأراضي السورية برمتها ببعثات مراقبين لكي يعلم العالم اجمع ماذا يحصل".

وفي جنيف، توقع أحمد فوزي، المتحدث باسم موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، "زيارة قريبة" لأنان إلى دمشق، من دون تفاصيل إضافية.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية