الأربعاء، 30 مايو 2012
أدلة دولية على مسؤولية نظام بشار الأسد عن مجزرة الحولة
2:21 م
اضف تعليق
في خطوة دالة إلى امتلاك أدلة قاطعة تؤكد مسؤوليته المباشرة عن مجزرة "الحولة" في حمص، تلقى النظام السوري صفعة دبلوماسية دولية هي الأقسى منذ اندلاع الثورة السورية، مع قرار غربي منسّق بطرد سفرائه من واشنطن وأستراليا وكندا واليابان وسويسرا وألمانيا وبريطانيا فضلاً عن باريس ومعظم دول الإتحاد الأوروبي، ولاحقًا تركيا.. ومما يزيد أهمية هذه الخطوة أنها تأتي قبيل رفع مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان تقريره الدوري عما حققته مهمته إلى مجلس الأمن الدولي في الثامن من حزيران المقبل.
مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة مطّلع عن كثب على مهمة أنان في سوريا، أفاد أن تقرير المبعوث الدولي والعربي "سيتضمن تفاصيل زيارته دمشق وفحوى لقاءاته مع المسؤولين السوريين، ربطًا بوجهة نظره حيال مدى الالتزام السوري بتطبيق بنود خطته، وذلك بالاستناد إلى تقارير المراقبين الدوليين على الأراضي السورية".
وفي معرض إشارته إلى أنّ "محادثات كوفي أنان مع المسؤولين السوريين أظهرت أنهم متمسكون بأدائهم وبالسياسة التي ينتهجونها في مقاربة الأزمة"، قال الدبلوماسي الأممي: "يبدو واضحًا أنهم لا يريدون تغيير أي شيء في نهجهم، وكل ما يفعله (الرئيس السوري بشار) الأسد وغيره من المسؤولين السوريين هو مجرد تكرار الحديث عن "مجموعات إرهابية" يرددون إلقاء اللوم عليها في ما يحدث على الأراضي السورية".
إلا أنّ الدبلوماسي الأممي لفت إلى أنّ "مجريات الأحداث بيّنت أهمية دور المراقبين الدوليين، لناحية كونهم تمكنوا من تحديد الجهة المسؤولة عن العنف بعدما تثبتوا من أنّ النظام هو من يفتعل الجرائم والمجازر في مختلف أنحاء سوريا"، كاشفًا في هذا السياق عن "امتلاك بعثة المراقبين الدوليين إثباتات حول مسؤولية النظام السوري عن هذه المجازر، بحيث أنهم تأكدوا من خلال الوقائع والإثباتات أن هناك نساءً وأطفالاً تمت تصفيتهم عن قصد من قبل أجهزة النظام بشكل يشبه الإعدام الجماعي الميداني، فضلاً عن رصد المراقبين براهين إضافية عن مسؤولية النظام في أعمال العنف المرتكبة في المناطق السكنية حيث بدت لهم آثار الدبابات والآليات المجنزرة واضحة في هذه المناطق وحتى داخل أحيائها الضيّقة، ما يؤكد مسؤولية النظام السوري عن الجرائم المرتكبة بحق قاطني هذه الأحياء نظرًا لكون المجموعات المسلحة لا تمتلك دبابات وآليات مجنزرة تستخدمها في إطار صراعها مع النظام، فالجميع يدرك انعدام التوازن في التسلح بين النظام وقواته من جهة، والمجموعات المسلحة المنشقة عنه من جهة أخرى".
وإذ أكد "امتلاك ما يكفي من البراهين على الجرائم الفظيعة التي يرتكبها النظام السوري بحق المناطق المعارضة له"، شدد الدبلوماسي الأممي على كون "فظاعة هذه الجرائم تعكس نفسية انتقام وحقد لدى النظام السوري وأجهزته وليس قتالاً عسكريًا للدفاع عن النفس كما يدعي المسؤولون السوريون"، مشيرًا في ضوء ذلك إلى أنّ "الإثباتات والبراهين التي يمتلكها المراقبون غيّرت حتى في وجهات نظر وتصريحات بعض الدول المساندة للنظام السوري، وأبرزها روسيا".
وردًا على سؤال، أجاب الدبلوماسي الأممي: "نأمل أن يحدث تغيير معيّن بطريقة التعاطي الدولي مع الأزمة السورية في ضوء المعطيات التي سيُضمّنها كوفي أنان تقريره إلى مجلس الأمن"، ولفت الإنتباه في الوقت عينه إلى المسؤولية العربية في معالجة الأزمة المتفاقمة في سوريا، معولاً في هذا الإطار على "أهمية اجتماع جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في الدوحة"، ومتوقعًا أنّ يخرج هذا الإجتماع "بموقف عربي قوي في مقابل المجازر والتصفيات الميدانية المتزايدة في سوريا، وهو موقف سيشكل دعمًا وسندًا لتقرير كوفي أنان في مجلس الأمن بما يفتح الباب أمام بداية تحرك عربي دولي جديد أكثر فعالية في مقاربة حل الأزمة السورية".
بتصرف عن لبنان ألان
0 comments:
إرسال تعليق