الجمعة، 4 مايو 2012

البيت الأبيض يتهم سورية بالفشل في تطبيق خطة أنان ويدين مقتل طلاب بحلب

اتهم البيت الأبيض الحكومة السورية بعد احترام خطة السلام المدعومة من الأمم المتحدة، كما أدان الهجوم على جامعة حلب الذي أسفر عن مقتل أربعة طلاب وإصابة 28 آخرين بجروح.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "ما زلنا نراهن على نجاح خطة أنان ونجتهد لدعمها بجميع الوسائل"، في إشارة إلى خطة السلام التي وضعها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان لوقف العنف في سورية.

غير أنه أقرّ بفشل الخطة وبأن الرئيس السوري بشار الأسد لم "يبذل أي جهد لاتخاذ أي من الإجراءات" التي تشملها.

وقال للصحافيين "إذا واصل النظام السوري إبداء التصلب، فعلى المجتمع الدولي الاعتراف بفشله والبحث في إجراءات ضد تهديدات نظام الأسد للسلام والاستقرار".

كما أدان البيت الأبيض بحدة على لسان كارني الهجوم على جامعة حلب، حيث قتل أربعة طلاب هاجمهم الجيش على اثر تظاهرة سلمية داخل حرم الجامعة، على ما نقل ناشطون حقوقيون.

وقال إن "هذا النوع من الأعمال الذي بات شائعا اليوم، يظهر بوضوح عدم شرعية هذا النظام ويشير إلى الحاجة الماسة إلى انتقال سياسي" في سورية بعد أكثر من عام من قمع الانتفاضة الشعبية ضد عائلة الأسد المسيطرة على البلد منذ 40 عاما والتي اندلعت بعيد انطلاق شرارة ثورات تونس ومصر وليبيا.

واستمر العنف بالرغم من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منذ ثلاثة أسابيع في إطار خطة أنان التي تدعمها الأمم المتحدة.

تطبيق بطيء ومحدود للخطة
وفي السياق ذاته، قال احمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الدولي المشترك إلى سورية كوفي أنان الجمعة إن خطة السلام يجري تطبيقها على الرغم من التقارير التي تتحدث عن انتهاكات لوقف إطلاق النار.

وأضاف فوزي في تصريحات للصحافيين أن هناك مؤشرات على الالتزام بالخطة وإن كانت بطيئة ومحدودة.

وقال فوزي إن الموفد الدولي سيبلغ مجلس الأمن بمستجدات عملية تطبيق الخطة في الثامن من الشهر الجاري من جنيف.

من جانبه قال القيادي في المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا في مقابلة مع "راديو سوا" إن المطلوب هو الوقف التام لأعمال العنف من قبل القوات الحكومية.

وأوضح "دائما نقول هل إذا سحب النظام الأسلحة الثقيلة وقتل السوريين بالأسلحة المتوسطة والخفيفة هو أمر مسموح به؟ ما نطالب به وقف القتل نهائيا، ولا يمكن أن نغض الطرف عن قتل المواطن السوري ونقول إن هذه المسألة إما أن تكون كاملة متكاملة وإلا فإن المبادرة سيكون مصيرها الفشل.

ما نأمله من فريق كوفي أنان ومن القوى الداعمة لهذه المبادرة هو أن تدفع باتجاه إرغام النظام إلى العمل بها، وإلا فإن أنصاف الحلول خاصة في مثل أزمات كهذه لن تؤدي إلى النصر".

في المقابل، أبدى رئيس المركز العربي للدراسات الإعلامية والمقرب من دمشق صابر فلحوط ارتياحه لمستوى تطبيق وقف إطلاق النار، وأضاف في لقاء مع "راديو سوا":

"حتى الآن الايجابيات أكثر من السلبيات وإن كانت أقل من التوقعات ومن المراد والآمال المعقودة عليها، لكننا نأمل في أن تصل إلى نتائج تحقق الاستقرار والأمن في سورية، وتتأكد وتنقل للعالم عبر مجلس الأمن أن سورية تتعرض إلى هجمة من خارج أراضيها تموّل وتسلّح ويخطط ويراد بها لسورية أن تعيش حالة من الفوضى والإرتباك".

في هذه الأثناء، دعا المجلس الوطني السوري المعارض إلى عدم الاستجابة إلى العفو العام الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد للفارين من الخدمة العسكرية.

مواقف عربية ودولية
وفي سياق المواقف العربية والدولية، قال الرئيس اللبناني ميشيل سليمان إن بلاده ليست قاعدة لانطلاق العمليات ضد سورية أو تسليح المعارضة.

وأضاف سليمان خلال لقاءه الإعلاميين أنه تناول مع جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى حماية الأقليات في سورية في حال تغير النظام أو استمرار العنف أو تحقيق الديموقراطية.

وفي بيروت أيضا، دعا السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين إلى تحقيق دولي بقضية السلاح الذي وجد على متن باخرة كانت متوجهة إلى مرفأ مدينة طرابلس شمال لبنان احتجزها الجيش اللبناني الأسبوع الماضي.

وفي بكين، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الجمعة إن على الأمم المتحدة التفكير في استصدار قرارات أخرى ضد نظام الرئيس بشار الأسد في حال لم تلتزم الحكومة السورية بوقف إطلاق النار.

التطورات الميدانية
ميدانيا، أطلقت قوات الأمن السورية النار لتفريق تظاهرات مناهضة للنظام خرجت في عدد من المناطق السورية الجمعة تحت شعار "إخلاصنا خلاصنا"، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون.

وقال الناشط أبو عمر من دمشق عبر سكايب لوكالة الصحافة الفرنسية إن قوات الأمن أطلقت النار على تظاهرة خرجت من المسجد الكبير بعد صلاة الجمعة في حي جوبر في العاصمة.

وقالت لجان التنسيق المحلية في خبر عاجل إن "إطلاق نار كثيف وقع في حي العسالي في دمشق تلته حملة مداهمات واعتقالات عشوائية بعد خروج تظاهرة في الحي".

كما أشارت إلى إطلاق نار من القوات النظامية لتفريق تظاهرات في بلدة المليحة في ريف دمشق وفي انخل في محافظة درعا جنوب البلاد.

وقال المرصد السوري في بيان إن "القوات النظامية السورية أطلقت الرصاص لتفريق تظاهرات في حيي الفردوس والأندلس في مدينة حماة وسط، وفي بلدة قلعة المضيق في ريف حماة".

وشملت التظاهرات بلدات وقرى عدة في حلب شمال بالإضافة إلى المدينة، وجبل الزاوية في محافظة ادلب شمال غرب، بحسب المرصد.

كما بث ناشطون مقاطع فيديو على شبكة الانترنت لتظاهرة في مدينة الحسكة تهتف "يلا ارحل يا بشار".

وفي شريط آخر، بدأ متظاهرون في حي الحجر الأسود في دمشق يرفعون "علم الثورة" بقياس ضخم ولافتات كتب عليها "يا ابن بائع الجولان"، و"بعد أكثر من عام من القتل لا يزال العالم بحاجة لمراقبين لمعرفة الحقيقة. كفاكم كذبا".

وفي عربين بريف دمشق، كتب متظاهرون على لافتة "إلى المراقبين شكرا على زيارتكم انتهى"، وعلى أخرى "الجيش الحر حامي الدار والعرض والولد".

وقد قتل الجمعة 22 شخصا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية وناشطون.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية