الثلاثاء، 1 مايو 2012

ملالي طهران يخنقون ما بقي من وسائل الاعلام

طهران - اتهم رئيس وكالة أنباء مهر الإيرانية الحكومة بخنق الإعلام عن طريق زيادة فرض القيود عليه.

وقال رضا مقدسي رئيس مهر وهي وكالة أنباء شبه رسمية في البلاد "تعمل الحكومة يوما بعد يوم على فرض المزيد من القيود على التدفق الحر للمعلومات".

وازدادت القيود على وسائل الإعلام المحلية والأجنبية باطراد منذ الاحتجاجات على التزوير في الانتخابات الرئاسية التي جرت في حزيران/يونيو عام 2009 والتي أعيد فيها انتخاب محمود أحمدي نجاد.

وأعلنت وزارة الثقافة انه يتعين على كافة وكالات الانباء تحديد مصادرها ولم يعد يسمح لها باستخدام مسؤولين كمصادر دون أن تذكر أسماءهم.

وأدى القرار إلى احتجاجات داخل وكالات الانباء شبه الرسمية أو التابعة للحكومة.

وقال مقدسي لوكالة أنباء فارس "القواعد الأخيرة التي أصدرتها وزارة الثقافة هي مؤشر أخر على القيود التي تفرض على الصحافة".

وأضاف "أحيانا يكون من الضروري والحتمي لوكالات الأنباء عدم تسمية المصادر أو الكشف عنها".

وجرى منع العديد من الصحفيين المحليين وسجن بعضهم بناء على جرائم مزعومة منذ عام 2009. وتم حجب بعض الصحف والمواقع الالكترونية المعارضة ويتم الوصول إليها فقط عبر برنامج بروكسي.

كما تم منع الصحفيين الأجانب من التغطية المباشرة للاحتجاجات ومن الاتصال برموز المعارضة. ويسمح لهم فقط بتغطية فعاليات معينة توافق عليها الحكومة.

ولا يزال وضع الصحافة والصحافيين صعبا بينما يشير المدافعون عن حقوق الصحافة باستمرار بالاتهام الى ايران التي تبقى بنظر منظمة مراسلون بلا حدود "اكبر سجن للصحافيين" في المنطقة.

وقتلت المصورة الصحافية الايرانية الكندية زهرة كاظمي في ايران من جراء تعرضها للضرب اثناء اعتقالها.

وثمة اليوم اكثر من ستين صحيفة وطنية تصدر في ايران، بينها 14 صحيفة اقتصادية وعشر صحف رياضية وصحيفة سينما. وتعتبر نصف الصحف السياسية مقربة من الاصلاحيين والمعتدلين.

واذا كان القارئ يتوقع صحافة ملجومة، فان النبرة المسيطرة حاليا على المقالات قد تفاجئهم.

غير ان هذه الحرية النسبية لا تزال هشة. فالقضاء الخاضع لهيمنة المحافظين المتشددين جعل الصحافة تدفع ثمن حريتها غاليا عام 2000 بحظره مئة صحيفة ومطبوعة.

وبالرغم من التحسن الذي طرأ في عهد الرئيس السابق خاتمي، فان عشرات الصحافيين اعتقلوا وادينوا وحكم عليهم، فيما لا يزال الكثير منهم يقضي عقوبة بالسجن صدرت بحقهم بسبب كتاباتهم.

وتنتقد المحامية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام الرقابة الذاتية معتبرة انها من الآفات الكبرى التي تعاني منها الصحافة الايرانية. وتشير الى ان الصحافيين ينشطون في هامش مناورة محاذ للخطوط الحمراء التي يحرم تخطيها.

وتنوعت وسائل التعبير سعيا للالتفاف على الرقابة.

وقد ازدهرت المواقع الاخبارية على الانترنت.

"42 الف موقع يوميات، وهو رقم يضع ايران في المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة والصين".

وقالت ايرانية شابة بدأت يومياتها على الانترنت قبل ثلاث سنوات ان "الضغط قوي الى حد يجعل الشبان يتشبثون باي وسيلة للتعبير عن انفسهم".

ويشكل اصحاب مواقع اليوميات ورواد شبكة الانترنت هدفا جديدا في ايران حيث اعتقل عشرون صحافيا وفنيا يعملون على الشبكة.

وقد حكم على احدهم مجتبى سمينجاد بالسجن سنتين بتهمة "الاساءة الى المرشد الاعلى" في حين لا يزال يواجه تهمة "الاساءة الى الانبياء" التي قد تستوجب عقوبة الاعدام.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية