عندما يكون قطع صلة إيران بالبحر الأبيض المتوسط جائزة استراتيجية تستحق المخاطرة، فليس من الصعب معرفة السبب الحقيقي وراء التدخل الأجنبي في سوريا.
يعزّز هذه الخلاصة مؤشرات عدة تشي بأن العالم لم ينته بعد من فرضية ضرب إسرائيل لإيران، لا سيما أن المفاوضات الجارية بين الأخيرة والدول الست لن تؤدي إلى تغيير جذري في البرنامج النووي الإيراني، علماً أن الترجيحات تقرّ بعودة احتمال الضربة العسكرية بقوة إلى دائرة النقاش في أواخر العام الحالي. أضف إلى ذلك ما يمكن أن تقوم به العقوبات الاقتصادية واللهجة الديبلوماسية القاسية التي تعتمدها واشنطن من تبديل في حسابات إسرائيل.
من ناحية ثانية، تقع سوريا في قلب الصراع بين إسرائيل والغرب من جهة وإيران من جهة أخرى، فنظام الأسد يسمح لإيران بتقويض الأمن الإسرائيلي، ليس من خلال مواجهة عسكرية مباشرة بين طهران وتل أبيب، بل عبر وسيط هو «حزب الله» في لبنان الذي أثبت أنّ بإمكانه تهديد المصالح الإسرائيلية.
أما الرابط بين إيران وسوريا فسلّط عليه الضوء الكاتب في مجلة «فورين بوليسي» الأميركية جيمس روبن قائلاً، في تقريره «السبب الحقيقي للتدخل في سوريا»، إن العلاقة بين النووي الإيراني والحرب الأهلية في سوريا وثيقة إلى أبعد حدّ. ويشرح: خوف إسرائيل الحقيقي، من خسارة احتكارها للقوة النووية وبالتالي القدرة على استخدامها قواتها التقليدية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، هو ما يسيّر خيارها تجاه إيران.
أما المسألة السورية فتبرز في هذا الإطار في ظلّ الخوف من استخدام إيران لـ«حزب الله» للرد على إسرائيل عبر الأراضي السورية. وفي هذا الإطار، يعدّ انهيار نظام بشار الأسد ضربة قاصمة للحلف الإيراني – السوري الذي يهدّد أمن إسرائيل، بحسب روبن الذي أعاد التذكير بما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عن أن سقوط نظام الأسد «سيمثل هزيمة كبيرة للمحور الراديكالي، وهزيمة كبيرة لإيران.. وهي الطريقة الوحيدة لضرب نفوذ إيران في العالم العربي، كما سيضعف هذا السقوط «حزب الله» في لبنان و«حماس» و«الجهاد الإسلامي» في غزة دراماتيكياً».
من ناحية ثانية، يتطرق روبن إلى مخاوف الإدارة الأميركية من تولي حملة جوية ضد سوريا شبيهة بما جرى في ليبيا، لعدة أسباب، فبعكس القوات الليبية فإنّ المسلحين السوريين غير موحدين ولا يسيطرون على أراض في سوريا.
وعليه، يرى الكاتب أنّ التدخل العسكري الناجح في سوريا يقتضي بأن يبدأ من خلال إعلان أميركا عن الاستعداد للعمل مع حلفاء إقليميين كقطر والسعودية وتركيا لتنظيم وتدريب قوى المعارضة السورية، وبعدها من خلال استخدام الأراضي التركية وربما الأردنية، يمكن الديبلوماسيين الأميركيين والبنتاغون أن يبدأوا تعزيز المعارضة السورية وتوحيدها.
أما الخطوة الثانية من «الحملة الناجحة»، والكلام للكاتب، فتقتضي تأمين الإجماع الدولي، لكنه يستدرك «بما أن روسيا لن تقبل بهذا ولن تشارك فيه، لذا فإنّ مثل هذا التحرك لا يمكن أن يتم من خلال مجلس الأمن. كما أنّ مشاركة الناتو صعبة نظراً للحالة التي تعيشها بعض الدول الأوروبية. لذا فإنّ العملية يجب أن تتم من خلال تحالف غربي وشرق أوسطي».
الخلاصة التي تؤكد «السبب الحقيقي للتدخل في سوريا» يسوقها الكاتب «ببساطة»: النجاح في إسقاط الأسد سيضمن أمن إسرائيل ويقطع الطريق على إيران بقوة في الدول المحيطة، كما سيقطع الطريق أمام «حزب الله» على الراعي الإيراني.
في المقابل، تتناول مجلة «التايم» الدور الإيراني في المسألة السورية من منظار مختلف، وتطرح السؤال «ماذا عن الحوار مع إيران بخصوص سوريا؟»، ثم تشرح كيف أن الأمر ليس بيد الروس، «الذين نحاول إقناعهم»، بقدر ما هو بيد الإيرانيين.
وهو ما يدعمه الباحث في مجلة «فورين بوليسي» راند سليم بالقول إنه «حتى لو ما زال انخراط إيران في صفقة بشأن سوريا غير واضح، إلا أن اعتراف طهران بوجود عناصر من الحرس الثوري على الأرض في سوريا يعني توجيه رسالة إلى الناتو بأن تدخله سيكون مكلفاً، وهو مؤشر كذلك إلى أن أي اتفاق مستقبلي بخصوص سوريا لا بدّ حتماً أن يتضمن إيران». ويلمح سليم إلى أن الإيرانيين سعوا إلى إدراج الأزمة السورية على لائحة التفاوض في جلسات بغداد مع الدول الست
يعزّز هذه الخلاصة مؤشرات عدة تشي بأن العالم لم ينته بعد من فرضية ضرب إسرائيل لإيران، لا سيما أن المفاوضات الجارية بين الأخيرة والدول الست لن تؤدي إلى تغيير جذري في البرنامج النووي الإيراني، علماً أن الترجيحات تقرّ بعودة احتمال الضربة العسكرية بقوة إلى دائرة النقاش في أواخر العام الحالي. أضف إلى ذلك ما يمكن أن تقوم به العقوبات الاقتصادية واللهجة الديبلوماسية القاسية التي تعتمدها واشنطن من تبديل في حسابات إسرائيل.
من ناحية ثانية، تقع سوريا في قلب الصراع بين إسرائيل والغرب من جهة وإيران من جهة أخرى، فنظام الأسد يسمح لإيران بتقويض الأمن الإسرائيلي، ليس من خلال مواجهة عسكرية مباشرة بين طهران وتل أبيب، بل عبر وسيط هو «حزب الله» في لبنان الذي أثبت أنّ بإمكانه تهديد المصالح الإسرائيلية.
أما الرابط بين إيران وسوريا فسلّط عليه الضوء الكاتب في مجلة «فورين بوليسي» الأميركية جيمس روبن قائلاً، في تقريره «السبب الحقيقي للتدخل في سوريا»، إن العلاقة بين النووي الإيراني والحرب الأهلية في سوريا وثيقة إلى أبعد حدّ. ويشرح: خوف إسرائيل الحقيقي، من خسارة احتكارها للقوة النووية وبالتالي القدرة على استخدامها قواتها التقليدية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، هو ما يسيّر خيارها تجاه إيران.
أما المسألة السورية فتبرز في هذا الإطار في ظلّ الخوف من استخدام إيران لـ«حزب الله» للرد على إسرائيل عبر الأراضي السورية. وفي هذا الإطار، يعدّ انهيار نظام بشار الأسد ضربة قاصمة للحلف الإيراني – السوري الذي يهدّد أمن إسرائيل، بحسب روبن الذي أعاد التذكير بما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عن أن سقوط نظام الأسد «سيمثل هزيمة كبيرة للمحور الراديكالي، وهزيمة كبيرة لإيران.. وهي الطريقة الوحيدة لضرب نفوذ إيران في العالم العربي، كما سيضعف هذا السقوط «حزب الله» في لبنان و«حماس» و«الجهاد الإسلامي» في غزة دراماتيكياً».
من ناحية ثانية، يتطرق روبن إلى مخاوف الإدارة الأميركية من تولي حملة جوية ضد سوريا شبيهة بما جرى في ليبيا، لعدة أسباب، فبعكس القوات الليبية فإنّ المسلحين السوريين غير موحدين ولا يسيطرون على أراض في سوريا.
وعليه، يرى الكاتب أنّ التدخل العسكري الناجح في سوريا يقتضي بأن يبدأ من خلال إعلان أميركا عن الاستعداد للعمل مع حلفاء إقليميين كقطر والسعودية وتركيا لتنظيم وتدريب قوى المعارضة السورية، وبعدها من خلال استخدام الأراضي التركية وربما الأردنية، يمكن الديبلوماسيين الأميركيين والبنتاغون أن يبدأوا تعزيز المعارضة السورية وتوحيدها.
أما الخطوة الثانية من «الحملة الناجحة»، والكلام للكاتب، فتقتضي تأمين الإجماع الدولي، لكنه يستدرك «بما أن روسيا لن تقبل بهذا ولن تشارك فيه، لذا فإنّ مثل هذا التحرك لا يمكن أن يتم من خلال مجلس الأمن. كما أنّ مشاركة الناتو صعبة نظراً للحالة التي تعيشها بعض الدول الأوروبية. لذا فإنّ العملية يجب أن تتم من خلال تحالف غربي وشرق أوسطي».
الخلاصة التي تؤكد «السبب الحقيقي للتدخل في سوريا» يسوقها الكاتب «ببساطة»: النجاح في إسقاط الأسد سيضمن أمن إسرائيل ويقطع الطريق على إيران بقوة في الدول المحيطة، كما سيقطع الطريق أمام «حزب الله» على الراعي الإيراني.
في المقابل، تتناول مجلة «التايم» الدور الإيراني في المسألة السورية من منظار مختلف، وتطرح السؤال «ماذا عن الحوار مع إيران بخصوص سوريا؟»، ثم تشرح كيف أن الأمر ليس بيد الروس، «الذين نحاول إقناعهم»، بقدر ما هو بيد الإيرانيين.
وهو ما يدعمه الباحث في مجلة «فورين بوليسي» راند سليم بالقول إنه «حتى لو ما زال انخراط إيران في صفقة بشأن سوريا غير واضح، إلا أن اعتراف طهران بوجود عناصر من الحرس الثوري على الأرض في سوريا يعني توجيه رسالة إلى الناتو بأن تدخله سيكون مكلفاً، وهو مؤشر كذلك إلى أن أي اتفاق مستقبلي بخصوص سوريا لا بدّ حتماً أن يتضمن إيران». ويلمح سليم إلى أن الإيرانيين سعوا إلى إدراج الأزمة السورية على لائحة التفاوض في جلسات بغداد مع الدول الست
0 comments:
إرسال تعليق