قد يحير الموقف الروسي البعض، خاصة هؤلاء الذين استثمروا مالياً وسياساً في قلب نظام الحكم السوري بشكل جذري واقصد تركيا والسعودية وقطر.
لكن وبعد مؤتمر جنيف الأخير، يثبت الروس انهم مع بقاء الدولة السورية بشكلها الحالي وأنه لا حل بتجاوز طبيعة ومكونات الدولة السورية، وتركيبتها الاجتماعية التي يمثل النظام الحاكم جزءاً منها.
لذا قد يكون الحل القادم تدريجياً إذا توقفت الدول الممولة للتسليح بعد موافقة أميركية، لكن السؤال الحقيقي هل ترغب اميركا بهذا الحل الروسي المطروح ومنذ زمن بعيد، أم ان الصراع القائم بين المعارضة المسلحة والنظام سيستمر على حساب البنى التحتية والمواطنين السوريين؟ ومسلسل القتل اليومي من جميع الأطراف المتداخلة، بشكل عشوائي ذو طابع يرسخ الشرخ الوطني السوري إلى مناطقية ومذهبية وقومية، مما يصعب عملية حل استراتيجي وحاسم لشكل الدولة السورية كما نعرفها البارحة او كما كان يتوجب ان تكون دولة علمانية وديموقراطية حقيقية بمعايير شفافة وواضحة.
إن ما حدث ويحدث يومياً على حساب الأبرياء الذين يقتلون من الجانبين، وتهدم بيوتهم او تسرق او تنهب، يزيد من المعاناة والأسى لمكونات عديدة من المجتمع السوري في اي شكل او لون لها، ويضع مفهوم الدولة وعلاقة المواطنة السورية في ادنى مستوياتها.
فالجرح الذي افرزته الأحداث، خارج الصراع على السلطة السياسية، من بعض اشكاله الطائفية واثره على تهجير مئات الألاف من العائلات في مناطق متعددة من محافظة حمص او حماة او دير الزور او ادلب او درعا، لا يمكن حله عبر نصر حاسم لأي طرف. بل قد يؤسس لشكل مؤسف من العلاقات السورية السورية في مستقبل إلى اليوم لا يعتبر واضحاً على اي صعيد.
لقد كلف الدرس والتجربة الدائرة في قلب نظام الحكم السوري، عبر ما يسمّيه البعض بالثورة، وما تسميه السلطة بالمؤامرة، تقويض الإقتصاد السوري، واهدار دم عشرات الآلاف من الضحايا من كافة الأطرف مدنياً وعسكرياً. اما القتل الوحشي والتمثيل بالجثث والقيام بالمذابح في عدة مناطق سورية، وتكرار ذلك فلا يمثل اية قيمة مجتمعية سورية حقيقية، إلا إذا كانت الجسور والعلاقات الاجتماعية السورية، رداءً رقيقاً مزيفاً من تجربة طويلة وبعيدة في التاريخ سيطر عليها شيطان البدائية فحولها إلى وحش لايعلم من قيمة الإنسان وحقه في الحياة اي شئ.
أما الإصرار من اي طرف على حل جذري ينفي ويغيب الأخر، فإنها مقولة لا يمكن ان تستمر إلا على حساب ماتبقى من هيكلية وكيان لما يسمّى بالمجتمع السوري.
إن ما حدث يثبت أن الثقافة الإنسانية والتجربة السورية كانت اضعف من بدائية الإيديولوجيات التي تبرر القتل وتتخذه اسلوباً في العيش والحوار مع الأخر عبر نفيه او الغاء دوره.
لقد ذكرنا ولأكثر من مرّة في مقالات سابقة، انه لا يمكن حل المسألة السورية إلا عبر مكونات وطبيعة المجتمع السوري، الموزاييك الذي كنا نتغنى به وبسلميته، والذي اغتصبه الرغبات البدائية والتداخلات الخارجية واصرار السلطة على نمط واحد من المعالجة للمسألة.
قد يدفع الشعب السوري ثمناً اكبر مما دفعه إلى اليوم إذ اصّر على بقاء سورية دولة موحدة، لكن الحل لن يكون إلا عبر حوار حقيقي يحقق للمكونات السورية جميعها وليس الأكثرية فقط حقها ضمن دستور وقانون يساوي فيما بينها.
قد يعاند النظام ذلك بشكل عملي وحقيقي، وقد ترفض المعارضة الحوار والجلوس على طاولة واحدة، لكن ما يحدث على الأرض لا يبرر لاحد من قتل يومي، الذي قد يكون الثمن الكبير للتوصل إلى حل حقيقي لمفهوم المواطنة في دولة سورية ديموقراطية في المستقبل.
هذا ما حدث في الدول المتقدمة تاريخياً، لكننا ولأننا لا نملك قدرة التعلم من تجارب الآخرين وثقافتهم في العلاقة والتعامل مع الآخر، فإن التحول لن يتم كما حدث في معظم دول اوروبا الشرقية وتحولها للديموقراطية، بل يبدو انه يتوجب على السوريين الاقتتال فيما بينهم كما حدث في البوسنة والهرسك، والجلوس على طاولة الحوار قسراً، عندما تقرر روسيا واميركا وحلفاؤهم فرض ذلك.
هذا إذا كان المخطط بقاء سوريا دولة واحدة موحدة، أما إذا كانت الأجندات تدخل في نطاق اعادة هيكلة جغرافية المنطقة، فعلى سوريا الحالية السلام، وما يحدث ليس إلا تمهيداً لهذه الهيكلة الجديدة، ينفذها وللأسف ابناء سورية انفسهم.
د.فاضل فضة
لكن وبعد مؤتمر جنيف الأخير، يثبت الروس انهم مع بقاء الدولة السورية بشكلها الحالي وأنه لا حل بتجاوز طبيعة ومكونات الدولة السورية، وتركيبتها الاجتماعية التي يمثل النظام الحاكم جزءاً منها.
لذا قد يكون الحل القادم تدريجياً إذا توقفت الدول الممولة للتسليح بعد موافقة أميركية، لكن السؤال الحقيقي هل ترغب اميركا بهذا الحل الروسي المطروح ومنذ زمن بعيد، أم ان الصراع القائم بين المعارضة المسلحة والنظام سيستمر على حساب البنى التحتية والمواطنين السوريين؟ ومسلسل القتل اليومي من جميع الأطراف المتداخلة، بشكل عشوائي ذو طابع يرسخ الشرخ الوطني السوري إلى مناطقية ومذهبية وقومية، مما يصعب عملية حل استراتيجي وحاسم لشكل الدولة السورية كما نعرفها البارحة او كما كان يتوجب ان تكون دولة علمانية وديموقراطية حقيقية بمعايير شفافة وواضحة.
إن ما حدث ويحدث يومياً على حساب الأبرياء الذين يقتلون من الجانبين، وتهدم بيوتهم او تسرق او تنهب، يزيد من المعاناة والأسى لمكونات عديدة من المجتمع السوري في اي شكل او لون لها، ويضع مفهوم الدولة وعلاقة المواطنة السورية في ادنى مستوياتها.
فالجرح الذي افرزته الأحداث، خارج الصراع على السلطة السياسية، من بعض اشكاله الطائفية واثره على تهجير مئات الألاف من العائلات في مناطق متعددة من محافظة حمص او حماة او دير الزور او ادلب او درعا، لا يمكن حله عبر نصر حاسم لأي طرف. بل قد يؤسس لشكل مؤسف من العلاقات السورية السورية في مستقبل إلى اليوم لا يعتبر واضحاً على اي صعيد.
لقد كلف الدرس والتجربة الدائرة في قلب نظام الحكم السوري، عبر ما يسمّيه البعض بالثورة، وما تسميه السلطة بالمؤامرة، تقويض الإقتصاد السوري، واهدار دم عشرات الآلاف من الضحايا من كافة الأطرف مدنياً وعسكرياً. اما القتل الوحشي والتمثيل بالجثث والقيام بالمذابح في عدة مناطق سورية، وتكرار ذلك فلا يمثل اية قيمة مجتمعية سورية حقيقية، إلا إذا كانت الجسور والعلاقات الاجتماعية السورية، رداءً رقيقاً مزيفاً من تجربة طويلة وبعيدة في التاريخ سيطر عليها شيطان البدائية فحولها إلى وحش لايعلم من قيمة الإنسان وحقه في الحياة اي شئ.
أما الإصرار من اي طرف على حل جذري ينفي ويغيب الأخر، فإنها مقولة لا يمكن ان تستمر إلا على حساب ماتبقى من هيكلية وكيان لما يسمّى بالمجتمع السوري.
إن ما حدث يثبت أن الثقافة الإنسانية والتجربة السورية كانت اضعف من بدائية الإيديولوجيات التي تبرر القتل وتتخذه اسلوباً في العيش والحوار مع الأخر عبر نفيه او الغاء دوره.
لقد ذكرنا ولأكثر من مرّة في مقالات سابقة، انه لا يمكن حل المسألة السورية إلا عبر مكونات وطبيعة المجتمع السوري، الموزاييك الذي كنا نتغنى به وبسلميته، والذي اغتصبه الرغبات البدائية والتداخلات الخارجية واصرار السلطة على نمط واحد من المعالجة للمسألة.
قد يدفع الشعب السوري ثمناً اكبر مما دفعه إلى اليوم إذ اصّر على بقاء سورية دولة موحدة، لكن الحل لن يكون إلا عبر حوار حقيقي يحقق للمكونات السورية جميعها وليس الأكثرية فقط حقها ضمن دستور وقانون يساوي فيما بينها.
قد يعاند النظام ذلك بشكل عملي وحقيقي، وقد ترفض المعارضة الحوار والجلوس على طاولة واحدة، لكن ما يحدث على الأرض لا يبرر لاحد من قتل يومي، الذي قد يكون الثمن الكبير للتوصل إلى حل حقيقي لمفهوم المواطنة في دولة سورية ديموقراطية في المستقبل.
هذا ما حدث في الدول المتقدمة تاريخياً، لكننا ولأننا لا نملك قدرة التعلم من تجارب الآخرين وثقافتهم في العلاقة والتعامل مع الآخر، فإن التحول لن يتم كما حدث في معظم دول اوروبا الشرقية وتحولها للديموقراطية، بل يبدو انه يتوجب على السوريين الاقتتال فيما بينهم كما حدث في البوسنة والهرسك، والجلوس على طاولة الحوار قسراً، عندما تقرر روسيا واميركا وحلفاؤهم فرض ذلك.
هذا إذا كان المخطط بقاء سوريا دولة واحدة موحدة، أما إذا كانت الأجندات تدخل في نطاق اعادة هيكلة جغرافية المنطقة، فعلى سوريا الحالية السلام، وما يحدث ليس إلا تمهيداً لهذه الهيكلة الجديدة، ينفذها وللأسف ابناء سورية انفسهم.
د.فاضل فضة
0 comments:
إرسال تعليق