السبت، 25 أغسطس 2012

مَن كتب بيان التهديد لجنبلاط ولابنه وللحريري والسنيورة؟

ما تشهده طرابلس من أحداث دموية قاسية، وما تحفل به الساحة السياسية من تطورات تهدد الائتلاف الحكومي، لم يمط اللثام عن التهديدات التي أطلقت الاسبوع الماضي بحق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وابنه البكر تيمور، وبحق الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة بواسطة بيان تم توزيعه، على انه صادر عن الجناح العسكري لآل المقداد. لم يعلق المعنيون على مضمون البيان في العلن، إلا أن ذلك لا يعني أن الامر مر مرور الكرام، ومن دون تداعيات، وقد تكون تداعياته غير المعلنة أكبر بكثير من مجرد ردود فعل إعلامية، كادت لو حصلت أن تلهب الساحة السياسية والأمنية، نظرا لمكانة الزعماء المهددين، ولكون التهديد جاء في العلن من جهة مكشوفة في خلفية انتمائها، حتى لو كانت خلفيتها السياسية غير واضحة. ولعل استهداف جنبلاط وابنه تيمور في التهديد كان الابرز، رغم خطورة تناول الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، حيث لم يشمل تهديدهما التعرض لأبنائهم على الاقل. ومحاصرة جنبلاط لردود الفعل على التهديد، وعدم الرد عليه بالاعلام، كان بهدف تهدئة مؤيديه وليس تقليلا من خطورة ما حصل. لا يوجد في السياق التاريخي لتعاطي العائلات الروحية اللبنانية، ولا في تجربة الخصومة بين الاحزاب، تقليد بتهديد علني للزعماء، أقله لأشخاصهم، ولعائلاتهم، وهذا الامر كان استحداثا مستوردا من تجربة المخابرات السورية، عندما كانت موجودة في لبنان، وحتى بعد أن خرجت منه في العام 2005، وقد تحدث بهذه اللغة التهديدية المرتبطون بالنظام السوري، والذين كانوا ينفذون تهديداتهم في غالب الاحيان، بواسطة التفجيرات، أو الاغتيالات، أو بخلق متاعب واضطرابات لهؤلاء، عندما تتعارض مواقفهم مع مصلحة النظام السوري. الرئيس نبيه بري نفض يده من مجموعة المخلين بالاستقرار (من العشائر والملل) على حد تعبيره، وهو حريص على الاستقرار العام في لبنان، وأكثر من أي وقت مضى، خاصة أنه دعا علنا الى قطع يد من يقطع طريق المطار. والسيد حسن نصرالله اعتبر أن ما حصل من تجاوزات «خارجة عن سيطرته» ولا يوافق عليها، رغم أن كلامه المستفيض عن دقة إصابة الصواريخ لم يكن محل ارتياح من شريحة واسعة من اللبنانيين، يتفقون معه في العداء لإسرائيل. أوساط متابعة لما يجري رأت «ان الاحداث الاخيرة في بيروت وطرابلس، وما رافقها من خطة توتير إعلامية، لم يكن بهدف إطلاق المخطوفين المظلومين في سورية، لاسيما منهم حسان المقداد الذي يعتقد أن أجهزة النظام السوري خطفته في دمشق، إنما الهدف إشعال الساحة اللبنانية للتغطية على مجازر النظام في سورية، وكذلك الانتقام من القيادات اللبنانية التي ناصرت الثورة السورية، لاسيما الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط. وتشير المعلومات الى أن كتابة بيان التهديد لجنبلاط كانت بمعرفة شخصية من الرئيس بشار الاسد، وخطة التفجير الجديدة كانت بهدف التعمية على قضية ضبط ميشال سماحة بالجرم المشهود، وقد دفعت أموال نقدية طائلة الى بعض المرتبطين بالنظام السوري أفقيا لتنفيذ هذا المخطط».

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية