الأربعاء، 8 أغسطس 2012
اللبناني شارل العشي ... من رياق الى المريخ
10:12 ص
اضف تعليق
لم تكن بلدة رياق البقاعية تعلم يوم 18 نيسان 1947 ان موعدها استثنائي، وانها تهدي الوطن مشعلا جديدا في مسيرة المبدعين اللبنانيين الذين جالوا العالم وكل ما في جعبتهم موهبة واحلام تفيض ومن هذا السرب حلّق ابنها شارل العشي الى البعيد، كطائر الفينيق، الذي أبى ان يحط هذه المرة دون ... المريخ.
وفي غمرة الازمات التي أوصلت اللبنانيين الى حد التفكير بكيفية تأمين رغيف الخبر وحطب الشتاء، كان هناك في البعيد من يحدّق عاليا الى حيث لا يجرؤ الآخرون وفي اللحظة التي حقق فيها ذروة نجاحه كان زعماء هذا البلد يسجلون النقاط والمصالح آخذين معهم مصير وطن الى المجهول.
وفيما يفشل 128 نائب و30 وزير في تسيير شؤون الناس بحدها الادنى كان العالم اللبناني شارل العشي يقود نحو 5000 عالم ومهندس في مختبر الدفع النفاث في وكالة الفضاء الأميركية "وكالة الطيران والفضاء الاميركية" "ناسا"، بعد النجاح التاريخي في اتمام برنامج المسبار المريخي "كيوريوسيتي"(Curiosity) الذي تكلل هبوطه بالناجح على كوكب المريخ.
فشارل العشي ليس مجرد عالم فضاء لبناني-أميركي او كما اعتدنا ان نسمع عن مسؤول هنا او هناك يفتخر فقط بانه من اصل لبناني، بالعكس تماما ففي ذاكرة العشي قرية وطفولة في بلدة رياق البقاعية وهو الذي تلقى علومه في معهد الرسل في جونيه، ومنحه الرئيس شارل حلو العام 1964 منحة لإكمال دراساته العليا في فرنسا، فحاز على شهادة في الفيزياء من جامعة غرونوب ودبلوم في الهندسة من البولتكنيك عام 1968. ثم انتقل إلى الولايات المتحدة فحاز على الماجستير ثم الدكتوراه في العلوم الكهربائية من معهد كاليفورنيا التكنولوجي عام 1971.
شغل عدة مناصب في "ناسا"، فكان المسؤول العام في عدة برامج أبحاث وتطوير مشاريع فضائية والمسؤول عن رحلات عدة للمكوك الفضائي "1981 ـ 1984 ـ 1994"، ومعاونا مسؤولا في برنامج المركبة "ماجلان" وهو قائد فريق تجارب مشروع "تيتان" ومعاون المسؤول عن مشروع "روزيتا" الفضائي. وله دراسات فاق عددها 230 تتعلق بالفضاء واستكشافات الأرض ومراقبتها من الفضاء الخارجي، والمايكروويف، ونظرية الكهرباء الممغنطة. ولعب دورا مميزا وبارزا خلال سنواته الثلاثين في مختبر الدفع النفاث في تطوير الرادار الفضائي، ما سمح بإطلاق مركبات ماسحة متطورة وتلقى عدة أوسمة دولية عن إنجازاته. وكان خلال التسعينات المسؤول عن تعريف وتطوير مركبات الفضاء الخارجي ومهمات محددة لاستكشاف النظام الشمسي، والمراقبة الفضائية والفيزياء النجمية. وفي أواخر التسعينات شارك في العديد من اللجان التي طورت خطط عمل الناسا لاستكشاف الأنظمة الشمسية المجاورة 1995 والمريخ 1998. وعيِّن في كانون الثاني 2001 مديرا لمختبر الدفع النفاث ونائب رئيس "كالتك".
ويشغل اليوم منصب مدير مختبر الدفع النفاث المسؤول عن تطوير تقنيات الاندفاع في الفضاء الخارجي للمركبات الفضائية في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، ونائب رئيس معهد كاليفورنيا التكنولوجي، وهو بروفيسور الهندسة الكهربائية وعلوم الفلك فيها. وكما أنار حسن كامل الصباح الطريق امام اديسون لينير العالم، عبّد شارل العشي في الامس طريق المريخ امام اجيال قد تبحث عن مستقبل جديد بعيدا من حدود كريستوف كولومبوس.
عن لبانون فايلز
0 comments:
إرسال تعليق