الثلاثاء، 1 يناير 2013

أنهاء الكفاح المسلح - الجزء الرابع - صناعة المذهبية غاية و وسيلة .


بقلم المناضل الناصري الحاج مصطفى الترك - أمين عام أنصار الثورة في لبنان

  بعد قضاء النظام السوري على قواعد منظمة التحرير الفلسطينيه في البقاع و اخراجها من طرابلس لم يتبقى في لبنان سوى عامة الشعب الفلسطيني و قلة ممن ارتضى عنهم النظام السوري من المعارضين لعرفات ..!  

التفت الاسد بعدها الى مواجهة نظام امين الجميل ليس لأسقاطه بل لاعادة تموضعه في لبنان مجددا بعد الخروج المشروط من بيروت .. اذاً العودة الى العاصمة مركز القرار و التأثير السياسي داخلياً و عالمياً كيف يحدث ذلك و هو من شروط تسوية فيليب حبيب ...؟ خروج قوات هذا النظام ! من طبيعته و تاريخه و تجاربنا معه لا يمارس حروبه على الساحة العربية و لبنان خاصة سوى بالادوات و الحلفاء و البديل عنه من الخاضعين للتنسيق و التعامل معه تحت ظروف مختلفة !! الجبل هو مفتاح بيروت التي كانت خاضعة لنظام امين الجميل و القوات اللبنانية بشكل مبطن .. الاسد لم يعتمد للعودة الى بيروت سوى حليفان يومها لأنه قد سبق له تحجيم الحركة الوطنية اللبنانية و اسقط السلاح الفلسطيني .. فأعتمد لمعركة الجبل الزعيم وليد جنبلاط ظاهرياً مدعوما بجافل المجموعات الفلسطينية التي تعمل بتوجيهات دمشق و تحت هيمنتها و في بيروت حليفه حركة امل بقيادة الاستاذ نبيه بري الذي عمل جاهداً على انتفاضات ضد نظام الجميل و قد نجح بذلك بعد سقوط الجبل - سوق الغرب و اصبحت طريق الدعم لبيروت كبيرة .

لكن هذا كان فقط لحليفي النظام السوري   بري/ جنبلاط مع قرار ضمني بمنع اي نشاط للقوى المحلية لبيروت بعد نجاح الانتفاضة ٦ شباط عادت خطوط التماس الى الوضع التي كانت عليه ما قبل اجتياح اسرائيل لها .. شرقية / غربية و بدء التوافد الى بيروت العديد من كوادر م ت ف عبر مرفاء مستحدث في الحمام العسكري عن طريق قبرص و قليلاً من المطار. .

القوى المحلية في بيروت كان من حقها الطبيعي ان تأخذ موقعها و دورها في العاصمة وفي طليعتها  حركة الناصريين المستقلين - قوات المرابطون و ترافق في ذلك الوقت أنشاء المجلس العسكري الاسلامي بقيادة الشيخ الراحل عبد الحفيظ قاسم يجمع العديد من القوى المحلية لتوحيد جهودها و منهم .. انصار الثورة / الاحباش / مجموعة شاكر برجاوي / التنظيم الطليعي - علي الحاج و المحامي خليل شهاب و تجمع العلماء المسلمين و لكن يبدو ان التآمر لاسقاط هذا العمل كان كبيراً ضده من الاجهزة و لم يكتب له الاستمرار لمعطيات لا استطيع ذكرها و كان دوري يومها ان ان اكون مسؤول الجناح العسكري للمجلس..!

حافظ الاسد كان امام صورة لبيروت لا تروق له ومخالفة لما يريده  هو و كما يبدو متفق عليه اقليمياً  ( عندما اقول اقليمياً اقصد اسرائيل و التوجه الاميركي ) لتنظيف الساحة من بقايا م ت ف و يهمنا ان نذكركم بالمطلب الاسرائيلي قبل الخروج الفلسطيني بضرورة ترحيل قوات المرابطون ..؟؟ من بيروت ..؟ كيف يُقْبل هذا الشرط و هم اهل العاصمة ؟ نعود الى ان بيروت خرجت من عصمة امين الجميل الى القبضة السورية عبر حليفاه جنبلاط/ بري و لتنفيذ ما تبقى من تعهداته مع فيليب حبيب قرر النظام السوري عملية تصفية لقوات المرابطون تحت ذرائع واهية تتعلق بمحادثات لوزان حول لبنان بينما الواقع ان هذه العملية تهدف الى تفريع بيروت من سلاح  أهل السنة اولاً لأسباب تتعلق بتركيبة نظامه و خشيته من هذا السلاح ثم الانقضاض على المخيمات الفلسطينية لاقتلاع كل جذور الكفاح المسلح منها ..!و حرمانها من اي دعم عسكري لمساندة الشعب الفلسطيني .!

 لأنهاء تواجد المرابطون اعطى الدور لوليد جنبلاط و لا اتصور ان يكون هناك اي بعد مذهبي من هذا الزعيم الدرذي الذي قاد الحركة الوطنية و تحالف مع ابراهيم قليلات زعيم المرابطون و الدليل على ذلك ان جنبلاط احتضن كل ابناء بيروت و لم يبخل عليهم بالسلاح و لكن القرار الاقليمي كان ضاغطاً عليه...! بعد الانقضاض على المرابطون اصبحت خاصرة المخيمات مكشوفة و شبه محرومة من المساندة المحلية لها فأعتمد حركة امل لتنفيذ عملية ضرب المخيمات لما تمثل من تنظيم ينتمي الى طائفة يمثل التصادم بين ابناء هذه الطائفة و الفلسطينيين سداً منيعاً لعدم عودة البندقية الفلسطينية الى الجنوب ( أليس هذا ما تريده اسرائيل من عدوان ١٩٨٢)  

لم تنتهي حرب المخيمات عند هذا البعد الذي يخدم اسرائيل فالاسد يريد منها ان تكون عملية قهر مذهبي لطائفة اخرى تنفيذاً لمخطط عودته الى بيروت فأوعز الى الغوغائية المذهبية ان تمعن بأستفزازتها ضد ابناء العاصمة و فرض حالة من التعديات المتعمدة و الممنهجة و ليست هي نتاج فوضى السلاح وصولاً الى الاستغاثة بالقائد المُخْلّص لأهل بيروت المجردين من السلاح و قد افتعل صدامات بين حلفائه بري / جنبلاط لا مبرر لها حيث كانت اصابع مخابراته التي عادت و تواجدت في بيروت تلعب دورها بغطرسة متناهية مع اهل بيروت تحت شعار الحرب على العرفاتية .. و عندما اندلعت صدامات حرب العلم بين حلفاء الاسد اصبح من المبرر دخوله لأنقاذ العاصمة ..؟ كمنقذ و لم يستطع ان يخفي محاولاته تغييب السنة سياسياً بعد تجريدهم من السلاح .. و ذلك بتعمد تحقيق تسوية للازمة في لبنان سميت بالاتفاق الثلاثي بين ( دروز- شيعة- مسيحيين) رغم انها فشلت و لكنها كشفت نواياه .. القومية؟؟ و عندما زار زعماء السنة دمشق و التقوا خدام للاحتجاج على عدم تمثيل السنة في هذا الاتفاق اجابهم .. أنا أمثلهم..؟ رغم مرارة حرب المخيمات التي تورطت بها حركة أمل فأن اواصر القرابة بين الشيعة و الفلسطينيين لعبة دوراً مهما بتحجيم ضررها و ايضاً العلاقات الخاصة بين كوادر من حركة أمل و قيادات المنظمة رغم كل الضغط السوري

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية