الخميس، 21 مارس 2013

صفقة السلاح الروسي للعراق: السمسار إيران والأكراد سرّبوا خبرها

ما زال الغموض يحيط بمصير صفقة السلاح الروسي للعراق، فيما تكشف معلومات القبس عن أسرار وملابسات كثيرة دارت حولها.
بغداد ما زالت تقول إن الصفقة ماضية، فيما قالت مصادر روسية إنها ألغيت، متهمة واشنطن بأنها وراء إيقافها. أما أربيل، 
فتقول إن الصفقة فشلت. وطهران لزمت الصمت ولكن تحركها يجري وراء الستار.
الصفقة تضم 30 مروحية هجومية «سمتية» من طراز مي - 28 مع 42 منظومة صواريخ أرض جو من طراز بانتسير، بمبلغ 4.2 مليارات دولار، ورافقت ذلك مفاوضات للحصول على مقاتلات ميغ 29 ودبابات من طراز حديث تي 72. وشكّل رئيس الوزراء العراقي لجنة لإعداد المستلزمات قبل أن يسافر إلى موسكو للتوقيع عليها، وحين وصوله (إن كان يدري أو لا يدري) كان هناك وفد إيراني يتباحث حول مطالبة روسيا بالتخفيف من تشددها في اجتماعات لجنة (5+1) حول النووي الإيراني.
لم تكن هذه هي مهمة الوفد فقط إنما كان ينتظر إبرام الصفقة التي كانت طهران «سمساراً» لها والزبون عراقي. وبحسب مصادر القبس فالوساطة الإيرانية بين بغداد وموسكو لم تكن فقط بمنزلة «رشوة» لروسيا مكافأة لها على موقفها الداعم لإيران وسوريا، إنما جاءت رداً على طلب واشنطن من بغداد إيقاف رحلات السلاح الإيراني إلى دمشق عبر الأجواء العراقية. أما واشنطن، فكانت تنظر إلى الصفقة بعين القلق رغم أنها أظهرت عدم مبالاتها. وكالعادة في مثل هذه الحرب السرية، تحركت المخابرات الأميركية لتضع أول عصا في عجلة الصفقة، بتسريب معلومات عن فساد اللجنة التي شكّلها المالكي وأن هناك عشرات ملايين الدولارات «رشوة» سيقبضها أعضاؤها عند إتمامها.
وتلقفت لجنة النزاهة البرلمانية في بغداد وبدفع كردي هذه المعلومات، وطالبت بالتحقيق. وفوجئ المالكي فقرر لفلفة الفضيحة بإيقاف الصفقة مؤقتاً ريثما تتولاها لجنة جديدة، وأبلغ الجانب الروسي بذلك. موسكو من جانبها لزمت الصمت منتظرة وعد بغداد. أما الأكراد، فكانوا معترضين، معتبرينها «سلاحها هجومياً» سيستعمل يوماً ما ضدهم. فسافر الزعيم مسعود البرزاني إلى موسكو لثنيها عن إتمامها. وبعد يوم من المباحثات أعلن من موسكو أن الصفقة فشلت.
وحسب مصادر القبس، فإنه تلقى وعداً روسياً بالتريث في إتمامها لقاء تغيير موقفه الداعم للمعارضة السورية والقبول بمرور شحنات السلاح الإيراني إلى النظام السوري عبر أراضي كردستان، ووعدوه، أيضاً، بتسليح البشمركة. بغداد تطايرت من هذه المعلومات، واعتبرت تسليح البشمركة إحدى المخالفات الكبرى للأكراد. فيما طمأنت طهران المالكي بأن الروس لن يلعبوا على الحبلين كعادتهم.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية