السبت، 30 أبريل 2011

اذا ابتليتم“ بالزهايمر ” فاستتروا



هذه ليست فقط نصيحة للذين أطلقوا التسمية ولا للذين أصيبوا بالداء ، فمن الواضح أن أكثر من طرف في فريق“ الأكثرية ” ( المجتمعة قسرا ) قد التقط العدوى ، كل التقطها بطريقته و على“ ليلاه ” او أصابت“ فؤاده ” حيث ينقله في الهوى ، مسكينة“ الذاكرة ” حين يفتقدها أصحابها و مسكين من يتفقدها فتغيب عنه ،“ ذاكرة ” رئيس مجلس النواب مثلا ، تفتقد الى وجود“ الدولة ” حينا و تعود إليها أحيانا ، لا شروط استثنائية تأذن بغيابها ، وما من شروط ( فوق العادة ) تسمح بعودتها ، وحده“ مزاج ” دولته يحدد ( حجمها و مفعولها و صلاحياتها ) ، طبعا وفقا“ لتعرجات ” المصالح المشتركة مع حلفاء ( أمر اليوم ) و تأكيدا لسياسة وضع اليد التي يمارسها“ شركاء ” الأمر الواقع ، من تمرد سجن“ رومية ” ، الى أزمة البناء على“ المشاعات ” ، الى صراع“ الديوك ” على الحقائب الوزارية و“ بري ” ( مع حفظ الألقاب ) يعاني من تداخلات في“ مجاهل ” الذاكرة ، يأخذ أمورها ( بالنكتة ) تارة و طورا بالجدية“ المفرطة ” ، الى أن استقر به واقع الحال عند ( تعثر تأليف الحكومة ) و نظرية“ المؤامرة ” على سوريا ، معه حق ، فمن أدرى من“ جحا ” بشؤون أهل بيته ؟
اما بالنسبة الى“ الجنرال ” عون ( ممثل الأكثرية المسيحية ؟! ) فحدث ولا حرج عن أزمته“ المتواصلة ” مع الذاكرة ، مقياس غيابها عنه و عودتها إليه مرتبط حصرا بعملية توزير“ الصهر ” و حصريا بكابوس“ تصريحات ” الرئيس ميشال سليمان ، وحدها“ الداخلية ” عالقة في ذاكرة الجنرال و وحده حلم الرئاسة يهزم“ ميزة ” الإفتقاد إليها ، هو أيضا يحدد“ مفاهيم ” وجود الدولة إنما من منطق ( ممسحة ) الدستور ، بقدر ما يتذكر منه ساعة يشاء و بحجم ما“ يمسحه ” من ذاكرته حين يريد ، بين“ حرب ” النوايا التي يشنها على الرئيس المكلف و“ انتفاضته ” على دروس الأخلاق التي ضاق ذرعا بمطلقيها اختلط ( الحابل بالنابل ) في الرابية و سقطت“ طمأنينة ” جنرالها ، استفاقت ذاكرة“ الحقوق ” لدى من يمثل أكبر ( تكتل نيابي ) في الأكثرية الحالية ، و بين“ التمثيل ” الطائفي و الوزارات السيادية ، عادت“ همروجة ” الحصص و المغانم لتأخذ مكانها في ( أولويات ) مطالبه ، تذكر فجأة“ عدالة ” توزيعها و افتقدت ذاكرته عدالة“ الثلث المعطل ” في الحكومة السابقة ، بين“ الممسحة ” و التعطيل و التأليف و بين“ التوزيع ” و التوزير و التمثيل تبقى مصداقية ذاكرة الجنرال على“ المحك ” و تبقى بوابة“ التأويلات ” مفتوحة.
حزب الله أيضا أصابته“ عوارض ” الذاكرة المفقودة ، الذاكرة التي أخفاها في“ سراديب ” مربعاته العسكرية و أضاعها في“ دهاليزه ” الأمنية ، اختطفها من البقاع و“ أخرسها ” بقوة السلاح ، افتقدها في“ انتفاضة ” البحرين و افتقدت له في“ ثورة ” سوريا ، دربها على القتال و حرضها على“ العدوانية ” في شوارع بيروت ، غيبها ،“ بنجها ” ، وضعها في الإقامة الجبرية و فرض عليها الحصار ،“ حزب الله ” اغتال ذاكرته“ اللبنانية ” كما اغتال من قبلها ذاكرة ( المقاومة الوطنية ) في الجنوب الأسير ،“ جيرها ” بكامل رصيدها للولي الفقيه و حولها الى ( صندوق بريد ) ايراني ، ورطها في رسائله و حملها أعباء نزاعاته ، ذاكرة“ ميليشيا ” يسعى لتخزين“ ذكرى ” الدولة في مستودعاتها ، جعل منها“ منصة ” لإطلاق صواريخه ، زور تاريخها و هويتها و محتواها ، حزب الله“ حقن ” نفسه بالعدوى ، أفقد ذاكرته“ وعيها ” و أغرقها في ( ويكيليكسية ) الإتهامات الفارغة ،“ ذبحها ” من الوريد الى الوريد ، دفن“ تفاصيلها ” و صب فوق عظامها“ الكبريت ” ، أضرم النيران فيها ، أحرقها عن بكرة أبيها و“ سيج ” رمادها بحراب بنادقه ، صادرها حتى بعد أن قضى عليها و أخمد أنفاس“ موتها ” بيديه ليطمئن.
يبدو أن“ الزهايمر ” الذي أصاب شريحة واسعة من“ لبنانيي أكثرية السلاح ” ليس ( زهايمرا ) عاديا يختصر التعريف المبسط لداء ينال من الذاكرة“ فيقعدها ” ، كما أن ما أصبح يعرف عنه ( بالزهايمر اللبناني ) لا يحتل مساحات تلك“ الذاكرة ” ولا يطوي مسافاتها إلا بمشيئة ( حاكم ) صاحبها ، يسكتها او يعلنها شعارا“ وطنيا ” حسب متطلبات أهدافه و دوافعه ، يحذف منها ما يشاء ساعة يشاء و كيفما يشاء ، يغفل عنها بالتوقيت المحلي ليوقظها على رنين“ المنبه ” الإقليمي ، مسكينة ( ذاكرة ) يملكها“ مملوك ” و مسكين من يمتلك ذاكرة“ مستعمرة ” ، ( شاهدة زور ) محترفة و دائمة على قوس الحقيقة ، مسكين من يمتلك ذاكرة ( معتقلة ) و لغيره حق“ الفيتو ” على قرار الإفراج عنها ، مساكين جماعة“ الزهايمر اللبناني ” ، ( لاجئون ) في ذاكرتهم ، تلفهم عوارضه كأحزمة البؤس ، تسكنهم في“ مخيماته ” و تزنرهم“ بمحاوره ” ، مسكينة تلك الأكثرية ( مستكبرة ؟! خاضعة ، مرتبكة ، مقصرة و منهكة ) ، مسكينة ذاكرتها ( تائهة ، مريضة ، عاجزة و خائرة ) ، مساكين أهل الذاكرة المفقودة و مسكينة“ ذاكرة ” فقدت أصحابها ، تعيش حالة“ خجل ” ، تتذكر وحدها ، لا تشاركهم ما يمر في“ شريطها الوثائقي ” ، ما سجلته و يحاكمهم ، ربما لو تكلمت تلك الذاكرة للعنتهم و“ نعتهم ” ولما قالت لهم سوى ( اذا ابتليتم بالزهايمر فاستتروا ) .. لو تكلمت


بقلم طوني أبو روحانا

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية