السبت، 21 أبريل 2012

الجميّل أفسد «طبخة» 14 آذار بطرحه الثقة بالحكومة

«فلتة شوط» من خارج السيناريو المرسوم للكرنفال النيابي الذي شهده البرلمان اللبناني على امتداد ثلاثة أيام، أدت الى تجديد الثقة بحكومة الرئيس نجيب ميقاتي بأصوات نواب الأكثرية (63 نائبا) ومعارضة نواب حزب الكتائب الثلاثة، أصحاب فكرة طرح الثقة، بينما انسحب نواب المعارضة خارج القاعة.

وهكذا كسبت حكومة ميقاتي ثقة مجددة، لطالما عملت المعارضة لتجنبها، لكن النائب سامي الجميل، أصر على طرحه الثقة بالحكومة ما لم تجب عن أسئلة طرحها، وبقي على موقفه حتى منتصف الليل، رغم محاولات اقناعه من جانب نواب الكتلة الجنبلاطية، الذين تمنوا عليه ان يسحب طرحه، والا اضطروا الى اعطاء الثقة للحكومة التي لهم فيها ثلاثة وزراء، وهذا ما حصل عندما لم يقتنع الجميل بصرف النظر.

يحدث أحيانا ما لا نفكر فيه

موقف سامي الجميل المبرر دستوريا قد يوسع الصدع في علاقات حزب الكتائب مع قوى 14 آذار، التي رأت انها كانت بغنى عن تجديد الثقة بحكومة ميقاتي لكن يحدث أحيانا ما لا نفكر فيه، كما قال احد نواب المعارضة لـ «الأنباء».

وقال النائب الذي لم يشأ ذكر اسمه ان موقف الجميل، الذي يعكس واقع الحال داخل المعارضة المسيحية، سبّب استنفار قوى الأكثرية، حيث جيء بالعماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية والنائب طلال أرسلان الى المجلس على عجل من أجل تأمين الأصوات اللازمة للحفاظ على الحكومة. وكانت السجالات النيابية توزعت حول رفض سلاح حزب الله خارج اطار الدولة، والتركة الثقيلة للحكومات السابقة، على مدى ست جلسات خلال ثلاثة ايام متواصلة من دون التوصل الى حلول تعني المواطنين المرهقين بأزمات الكهرباء الدائمة الانقطاع والاتصالات الخلوية المسكونة بالتشويش، والبنزين المتصاعد الأسعار فضلا عن الأمور المعيشية الأخرى.

بري القرف يهدد برفع الجلسة

في اليومين الأولين، لم يكن من جديد في مساجلات النواب، اما في اليوم الثالث والأخير فقد تخطت الخطابات السقف المعتاد، وكاد نواب المستقبل ان يشتبكوا بالأيدي مع نواب التيار العوني الذين نالهم ونال وزراءهم الكثير من رذاذ الكلام النيابي، ما اضطر رئيس المجلس نبيه بري الى التهديد برفع الجلسة معلنا قرفه مما يقال من كلام طائفي ومذهبي «لن يوصلنا الى لبنان الموحد».

اتهامات المعارضة رد عليها رئيس الحكومة ميقاتي في نهاية المناقشات في ساعة متقدمة من الليل، حيث اعتبر هذه الجلسات خطوة تؤكد الحرص على وثيقة اتفاق الطائف لاسيما لجهة الفصل بين السلطات وتوازنها.

وأشار الى تقبل الحكومة لكل الكلام الذي قيل خصوصا لجهة المحكمة الدولية التي التزمنا بها قولا وفعلا، وهي تتجاوز كل ما خرج عن نطاق الملاحظات البناءة. وعن سياسة النأي بالنفس التي اعتمدتها الحكومة قال ميقاتي انه قرار لبناني بامتياز فرضته العلاقات اللبنانية ـ السورية، والعلاقات مع المجموعة العربية، ويرتكز على مواقف اللبنانيين المتباينة، معتبرا ان الاختلاف بين الوزراء ظاهرة صحية، مشيرا الى ان النأي بالنفس لا يشمل المساعدات الانسانية المرتبطة بأحداث سورية.

السنيورة لحكومة تكنوقراط

رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة تناول في كلمته موضوع الداتا معتبرا ان من يمنع تزويد الاجهزة بالمعلومات يسهل الاغتيالات. وقال: لقد استخدموا كلمة الارث في الكهرباء وقد فاتهم انها من مسؤوليتهم منذ سنوات، معتبرا ان رئيس الحكومة خضع لرغبات اقليمية، اما عن الانتخابات فقد تبنى دعوة المعارضة الى حكومة تكنوقراط محايدة، للإشراف على هذه الانتخابات، بعد الذي سمعناه من حماتها من اصحاب السلاح، وبفشلها وانحيازها بحيث انها لا تعد حكومة وطنية صالحة لإدارة الشأن العام.

وكان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد قد اعتبر ان الاساءة للمقاومة خروج عن الثوابت والتفلت منها ودعا الى الحوار والكف عن التشهير وفبركة الأوهام، وقال ان حكومة ميقاتي استطاعت تجنيب لبنان مخاطر الانزلاق الى مشاريع القوى الخارجية.

ردود الوزراء

من جهته، وزير المال محمد الصفدي اكد ثقته برئيس الجمهورية والحكومة، بإيجاد وسيلة لتأمين الانفاق ومطمئنا الى عدم وجود أزمة لدفع رواتب موظفي الدولة الشهر المقبل.

أما وزير الطاقة جبران باسيل فقد اكد ان التفاوض مع شركات بواخر الكهرباء لم يحسم بعد، وطالب بآلة كاشفة للكذب كي تركب على منصة مجلس النواب. وزير الداخلية مروان شربل شدد على ان الامن في لبنان لم يكن يوما من الايام امرا إجرائيا، انما يعتمد على المعارضة وعلى الموالاة وعلى المتوافر في الادارة.

وقد توالى على الكلام 63 نائبا منهم 35 معارضا و28 مواليا، وفي النهاية انتهت المناقشات بإعطاء الحكومة الثقة.

تنفيس الاحتقان ونجاح بري

نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي فرزلي قرأ في مضمون الجلسات النقاشية للحكومة، وما تخللها من خروج على ادبيات الحوار، فقال، ان مهمة المجالس النيابية الاتيان بالاحتقان الموجود في الخارج، الى داخل الجدران لتنفيس هذا الاحتقان وبالتالي منعه من اتخاذ مسارات غير مستحبة، وبهذا فإن هذه الجلسات استطاعت تنفيس الاحتقان القائم بالرغم من محاولة المعارضة استفزاز تكتل الاصلاح والتغيير دون ان تقارب بقية التكتلات الاكثرية. واعتبر ان جلسات المناقشة كرست انتصار رئيس المجلس شخصيا، بحسن إدارة الجلسة واستيعابها وتوجيهها بالاتجاهات المحددة، بحيث نجح الرئيس بري في تأمين الحماية الحقيقية للحكومة. من جهته قال د.سمير جعجع عن جلسات المناقشة العامة للحكومة: انها مجرد خطابات.وأضاف ما نصبو إليه هو دولة المؤسسات.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية