عادل الجوجري
رئيس تحرير الغد العربي
القاهرة
افتتح مؤخرا في الاسكندرية متحف الرئيس الراحل أنور السادات،داخل مكتبة الاسكندرية،يضم خطبه ولقاءاته وزياراته وسيرته الذاتية،ولعل السؤال هنا لوزير الثقافة الفنان فاروق حسني هو :أين متحف الزعيم عبد الناصر ،الذي هو زعيم الامة العربية؟ ولماذا التكاسل في تحويل منزله الى متحف رغم أن الزعيم غادر الدنيا منذ نحو 40عاما؟ألا تتوفر في الوزارة أموالا ،وهي التي تعرضت للنهب والابتزاز لاسيما في عمليات الترميم،وضاعت على الشعب أموالا تكفي لبناء أكثر من متحف؟
لقد تسلمت وزارة الثقافة منزل عبد الناصر منذ فترة،وكان يمكنها أن تبادر وتباشر بانشاء المتحف على مستويين:الأول هواستكمال تجميع كل الوثائق التي تتعلق بالمرحلة الناصرية الثورية خاصة الوثائق الاجنبية والعربية التي تم الافراج عنها مؤخرا،بموجب قوانين الوثائق ولاسيما البريطانية،ثم هناك الصور والخطابات التي ارسلها أو تلقاها البعض بامتداد العالم من الزعيم ولاشك أن تصويرها وتجميعها مسالة مهمة للباحثين ،ومعروف أن ناصر كان يرد على معظم الرسائل الشخصية بنفسه.
ونلفت هنا إلى الجهد الكبير الذي قامت به الدكتوره هدى عبد الناصر ،والتي جمعت كل خطبه في عدة مجلدات،كما تعاونت مع مكتبة الاسكندرية لتوثيق تراث الزعيم ،كما أن صديقنا الدكتور محمد السعيد ادريس نجح في انشاء وحدة دراسات ثورة 23يوليو ضمن نشاط مركز الدراسات الاستراتيجية بالاهرام ،وهو جهد مشكور وكان الاستاذ المناضل عبد العظيم مناف صاحب دار الموقف العربي قد وثق التراث الصوتي"الخطب" في شرائط لاقت اهتمام الباحثين ، وكل هذه الجهود ينبغي أن تتكامل وتتجمع في متحف عبد الناصر ،وإلى ذلك مطلوب أن تقوم وزارتا الثقافة والاعلام بتجميع المواد الفيليمية"جريدة مصر المصورة" والتي تم سرقة معظمها وتهريبها خارج مصر حيث وصلت الى المحطات الفضائية العربية وإلى العدو الصهيوني.
ثانيا:إن تراثنا المبعثر سيكرر جريمة التفريط في آثار الفراعنة والمنتشر في كل بقاع الدنيا ولانستطيع استعادته،ولعلنا نلاحظ في البرامج الوثائقية التي تبثها غير محطة أجنبية وعربية "بي بي سي-الجزيرة" عن تاريخ مصر المعاصر يتضمن مشاهد مصورة لاتتوفر في التليفزيون المصري لأنها تسربت من المخازن إلى الايادي التي تستغل هذه الثروة،وقد حصل ذلك بسبب النفاق الاعلامي ،فعندما قامت الثورة القوا تراث الملك فاروق في الجب،وعندما رحل عبد الناصر تم القاء تاريخ الثورة في المخازن ،لكن السادات مات بعدها بعقد من الزمان وحصل لتاريخه ماحصل للآخرين أيضا ،إنها العقدة الشهيرة وهي الاهتمام بالفرعون الحاكم وتجاهل تراث الفرعون السابق ،ونحن نريد أن نستفيد من اخطائنا،وأن نكرم القيادات الوطنية وليس هناك مثالا لجمال عبد الناصر في الوطنية ،وهو الرجل الذي جعل القومية العربية فكرة تتمشى في الحارات العربية بعد أن كانت تتجول فحسب في أبراج المفكرين العالية.
إن بناء متحف عبد الناصر لايعني فحسب مجرد ترميم منزله أو إعادة طلاء الجدران القديمة وانما بعث الحياة في هذا المبنى العريق،الذي شهد اخصب مرحلة في تاريخنا المعاصر، ويكون ذلك بادخال تكنولوجيا الوثائق من حيث التبويب العلمي ، وفق التسلسل الزمني،وتغذية موقع الزعيم عبد الناصر الموجود على الانترنت بمعلومات وصور ومواد فيلمية جديدة ،والتنسيق مع الدول العربية لتبادل الوثائق،بما يعني في نهاية الامر التوثيق الجاد لتاريخ مصر ،لأن أمة بلا تاريخ هي شجرة في مهب الريح....وأغلب الظن أن فاروق حسني كفنان ومثقف- رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني -حريص على أن يكتب في تاريخه أنه الوزير الذي شيد متحف عبد الناصر فهذا محل فخر له لاشك أنه يسعى- وربما يهرول- إليه.
ان وحدة الدراسات الناصرية بالقاهرة،والتي اتشرف بأنني عضو فيها ستبادر بالاتصال بوزير الثقافة،وتساهم في ايجاد قنوات ضغط من خلال الناصريين في نقابة الصحفيين،واساتذة الجامعات،وسنطرح هذه القضية خلال الندوة التي ينظمها المركز العربي للصحافة بالتنسيق مع الصديق الاستاذ جمال فهمي في نقابة الصحفيين يوم الثلاثاء القادم ويديرها الاستاذ محمد الشرقاوي مع كاتب هذه السطور لكي تظل القضية حية الى ان يتحقق الهدف وهو انقاذ ذاكرة الايام لاسيما ايام مجدها عوضا عن السنين العجاف التي نعيشها اليوم.
رئيس تحرير الغد العربي
القاهرة
افتتح مؤخرا في الاسكندرية متحف الرئيس الراحل أنور السادات،داخل مكتبة الاسكندرية،يضم خطبه ولقاءاته وزياراته وسيرته الذاتية،ولعل السؤال هنا لوزير الثقافة الفنان فاروق حسني هو :أين متحف الزعيم عبد الناصر ،الذي هو زعيم الامة العربية؟ ولماذا التكاسل في تحويل منزله الى متحف رغم أن الزعيم غادر الدنيا منذ نحو 40عاما؟ألا تتوفر في الوزارة أموالا ،وهي التي تعرضت للنهب والابتزاز لاسيما في عمليات الترميم،وضاعت على الشعب أموالا تكفي لبناء أكثر من متحف؟
لقد تسلمت وزارة الثقافة منزل عبد الناصر منذ فترة،وكان يمكنها أن تبادر وتباشر بانشاء المتحف على مستويين:الأول هواستكمال تجميع كل الوثائق التي تتعلق بالمرحلة الناصرية الثورية خاصة الوثائق الاجنبية والعربية التي تم الافراج عنها مؤخرا،بموجب قوانين الوثائق ولاسيما البريطانية،ثم هناك الصور والخطابات التي ارسلها أو تلقاها البعض بامتداد العالم من الزعيم ولاشك أن تصويرها وتجميعها مسالة مهمة للباحثين ،ومعروف أن ناصر كان يرد على معظم الرسائل الشخصية بنفسه.
ونلفت هنا إلى الجهد الكبير الذي قامت به الدكتوره هدى عبد الناصر ،والتي جمعت كل خطبه في عدة مجلدات،كما تعاونت مع مكتبة الاسكندرية لتوثيق تراث الزعيم ،كما أن صديقنا الدكتور محمد السعيد ادريس نجح في انشاء وحدة دراسات ثورة 23يوليو ضمن نشاط مركز الدراسات الاستراتيجية بالاهرام ،وهو جهد مشكور وكان الاستاذ المناضل عبد العظيم مناف صاحب دار الموقف العربي قد وثق التراث الصوتي"الخطب" في شرائط لاقت اهتمام الباحثين ، وكل هذه الجهود ينبغي أن تتكامل وتتجمع في متحف عبد الناصر ،وإلى ذلك مطلوب أن تقوم وزارتا الثقافة والاعلام بتجميع المواد الفيليمية"جريدة مصر المصورة" والتي تم سرقة معظمها وتهريبها خارج مصر حيث وصلت الى المحطات الفضائية العربية وإلى العدو الصهيوني.
ثانيا:إن تراثنا المبعثر سيكرر جريمة التفريط في آثار الفراعنة والمنتشر في كل بقاع الدنيا ولانستطيع استعادته،ولعلنا نلاحظ في البرامج الوثائقية التي تبثها غير محطة أجنبية وعربية "بي بي سي-الجزيرة" عن تاريخ مصر المعاصر يتضمن مشاهد مصورة لاتتوفر في التليفزيون المصري لأنها تسربت من المخازن إلى الايادي التي تستغل هذه الثروة،وقد حصل ذلك بسبب النفاق الاعلامي ،فعندما قامت الثورة القوا تراث الملك فاروق في الجب،وعندما رحل عبد الناصر تم القاء تاريخ الثورة في المخازن ،لكن السادات مات بعدها بعقد من الزمان وحصل لتاريخه ماحصل للآخرين أيضا ،إنها العقدة الشهيرة وهي الاهتمام بالفرعون الحاكم وتجاهل تراث الفرعون السابق ،ونحن نريد أن نستفيد من اخطائنا،وأن نكرم القيادات الوطنية وليس هناك مثالا لجمال عبد الناصر في الوطنية ،وهو الرجل الذي جعل القومية العربية فكرة تتمشى في الحارات العربية بعد أن كانت تتجول فحسب في أبراج المفكرين العالية.
إن بناء متحف عبد الناصر لايعني فحسب مجرد ترميم منزله أو إعادة طلاء الجدران القديمة وانما بعث الحياة في هذا المبنى العريق،الذي شهد اخصب مرحلة في تاريخنا المعاصر، ويكون ذلك بادخال تكنولوجيا الوثائق من حيث التبويب العلمي ، وفق التسلسل الزمني،وتغذية موقع الزعيم عبد الناصر الموجود على الانترنت بمعلومات وصور ومواد فيلمية جديدة ،والتنسيق مع الدول العربية لتبادل الوثائق،بما يعني في نهاية الامر التوثيق الجاد لتاريخ مصر ،لأن أمة بلا تاريخ هي شجرة في مهب الريح....وأغلب الظن أن فاروق حسني كفنان ومثقف- رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني -حريص على أن يكتب في تاريخه أنه الوزير الذي شيد متحف عبد الناصر فهذا محل فخر له لاشك أنه يسعى- وربما يهرول- إليه.
ان وحدة الدراسات الناصرية بالقاهرة،والتي اتشرف بأنني عضو فيها ستبادر بالاتصال بوزير الثقافة،وتساهم في ايجاد قنوات ضغط من خلال الناصريين في نقابة الصحفيين،واساتذة الجامعات،وسنطرح هذه القضية خلال الندوة التي ينظمها المركز العربي للصحافة بالتنسيق مع الصديق الاستاذ جمال فهمي في نقابة الصحفيين يوم الثلاثاء القادم ويديرها الاستاذ محمد الشرقاوي مع كاتب هذه السطور لكي تظل القضية حية الى ان يتحقق الهدف وهو انقاذ ذاكرة الايام لاسيما ايام مجدها عوضا عن السنين العجاف التي نعيشها اليوم.
0 comments:
إرسال تعليق