الأربعاء، 2 مايو 2012

فيلتمان في لبنان للتحذير من مغبة الانجرار وراء ايران

بيروت - بدأ نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي الاربعاء زيارة رسمية للبنان في وقت يجري جيفري فيلتمان مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط محادثات مع كبار المسؤولين البنانيين والزعماء السياسيين المنتمين الى تيار الرابع عشر من آذار.

وجاءت زيارة فيلتمان لبيروت ولقاءاته مع كبار المسؤولين، اضافة الى تيار المعارضة، وكأنها رسالة تحذير الى الحكومة اللبنانية التي يرئسها نجيب ميقاتي من مغبة الانجرار وراء المطالب الايرانية التي يحملها رحيمي.

ولم تخف مظاهر استقبال رحيمي في مطار بيروت انه يزور بلدا يدور في الفلك الايراني، خصوصا ان الاجراءات الامنية المتخذة كانت تحت الاشراف المباشر لـ"حزب الله" الذي يعتبر قوة مسلحة مستقلة عن سلطة الدولة اللبانية تأتمر بما يصدر اليها عن طهران.

وكشفت مصادر مطلعة في بيروت ان فيلتمان حذّر المسؤولين اللبنانيين من ان اي موافقة على المطالب الايرانية ستجرّ كارثة على البلد.

وسبق للسلطات الايرانية ان طلبت، على اعلى المستويات، ان يوافق لبنان على الغاء نظام التأشيرات للمواطنين الايرانيين وان اتفاقا عسكريا مع ايران، على غرار الاتفاق الايراني- السوري، وان يسمح لايران بدخول النظام المصرفي عن طريق وديعة لها في المصرف المركزي اللبناني (مصرف لبنان).

وتعتقد السلطات الايرانية ان مثل هذا الدخول على النظام المصرفي اللبناني سيسّهل عليها الالتفاف على العقوبات الدولية التي فرضت عليها اذ ان المصارف اللبنانية ستكون عندذاك واجه تتعاطى من خلالها طهران مع النظام المصرفي العالمي.

وكانت حكومة ميقاتي سارعت بعد تشكيلها قبل سنة من الآن الى تلبية الطلب الايراني الاوّل وسعت الى تغطية تلك الموافقة على الطلب الايراني المتعلق بالتأشيرات بشروط ذات طابع شكلي. لكنّها لم تتمكّن من تلبية الطلبين المتعلّقين بالاتفاق العسكري والنظام المصرفي.

ولعبت عوامل عدة دورا في جعلها عاجزة عن ذلك. وبين العوامل العقوبات التي تعرّض لها مصرف لبناني هو "البنك اللبناني- الكندي" بعد اتهامه بلعب دور في عمليات تبييض اموال يستفيد منها "حزب الله".

واضطر المصرف الى تصفية اعماله والانضمام الى مصرف آخر في ما وصف بانّه اول اجراء دولي جدي في حق مؤسسة لبنانية توفّر غطاء للعمليات المالية لـ"حزب الله".

وتوقعت اوساط سياسية لبنانية ان يكون فيلتمان أكّد للمسؤولين اللبنانيين ان مصارف لبنانية اخرى ستلحق بـ"البنك اللبناني- الكندي" في حال اقدام لبنان على اي خطوة تصبّ في تقديم تسهيلات مالية من اي نوع كان الى ايران.

كذلك حذّر من النتائج التي ستترتب على توقيع اتفاق عسكري ايراني- لبناني، خصوصا ان اسرائيل ستعتبر ان ايران قررت ان تكون على حدودها بشكل مباشر غير مكتفية بالسيطرة التي يمارسها "حزب الله" على جزء من الاراضي اللبنانية.

وتعكس زيارة رحيمي للبنان، بحجة رئاسته للجانب الايراني في اللجنة الوزارية المشتركة مع لبنان، اصرارا على المطالب الثلاثة في وقت تحاول طهران اظهار مدى قدرتها على لعب اوراقها الاقليمية، بما في ذلك ورقة لبنان.

وسبق للبنان ان رفض المطالب الثلاثة عندما كان سعد الحريري رئيسا للحكومة وذلك خلال زيارة قام بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لبيروت واخرى قام بها الحريري لطهران. ودفع ذلك ايران، بمشاركة سورية، الى ممارسة ضغوط، من بينها نشر مسلحين في شوارع بيروت، من اجل اسقاط حكومة الحريري والاتيان بنجيب ميقاتي رئيسا للحكومة.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية