الأحد، 13 مايو 2012
...منكم...لكم...وإليكم...
8:02 م
اضف تعليق
عندما أرى امرأة تسحل في فلسطين و أخرى تغتصب في العراق و ثالثة يهدم بيتها في الأحواز ...عندما أرى أنّ أشرافنا يشدّون حجارة الكرامة على بطونهم الجائعة و نحن لا نملك لهم سوى مشاعر التأسّف السخيفة، حين أرى عراقا يتلوّن بكلّ ألوان الطيف و اللّون العربي في اضمحلال و نحن قد أغلقنا أبواب بغداد ووليّناها أدبارنا، حين أرى لغتنا تضيع في أرض النخيل الأحوازيّة و أبنائها يحاولون وحدهم يائسين التمسّك بما تبقّى منها لتلافي غرقها في لغة أعجميّة ركيكة ...حينها أعرف أن لا معتصم فينا...و أنّ الحمية العربيّة انقرضت أو غابت في هجرة طويلة نحو المجهول...عندما يقولون أنّ السبب هم الحكّام العرب أقول: طيّب لماذا تتشبّثون ببقائهم؟؟؟؟؟ بعضهم خائن و البعض الآخر ثرثار و الباقين يعيشون عيشة الجواميس في الحضيرة...غرقنا بسببهم في الجهل و الفقر و الإقليمية و المذهبيّة و جعلوا شبابنا يميل أكثر فأكثر إلى التطرّف بجميع أنواعه..ضيّعوا مقدّراتنا و ثرواتنا...نهبوا اموالنا و أرزاقنا و حاضرنا و مستقبلنا حالوا بيننا و بين الأحلام حتّى...حطّوا من مقدارنا بين الأممم فصرنا محلّ ازدراء و انتقاص...جعلونا لا نصدّق حتى قدرتنا على الثورة في وجوههم لذلك تجد أغلبنا يرى ما حصل مؤامرة...إنّها يا سادة ليست مؤامرة...لكن أفواه الذئاب الجائعة تكون دائما مفتوحة خاصة عندما يتبعثر القطيع...و لا أتصوّر أنّ حاكما عربيا في زمننا المعاصر أشدّ حرصا على سلامة البلاد من الشعب نفسه...إذا كان الشعب العربي ليس حريصا على سيادة أراضيه و لا على كرامته فلماذا الدفاع عنه إذا؟ لماذا ننصبّ أنفسنا أوصياء عليه فنأمره و ننهاه و ننعته تارة بالتآمر و طورا بالخيانة في نبرة التعالي الفضفاضة؟؟؟؟ صحيح شعبنا عاش عقودا من التغييب الثقافي و السياسي و ذلك تحت تأثير حكامكم الخائنين منهم و "المقاومين" و حتى الأبطال الحقيقيين الذين أحترمهم و أحترم ذكراهم المشرّفة....كلّهم اشتركوا في تدجيننا و تكليس عقولنا...لكن علينا أن ننهض و أن ننفض عنّا غبار اللامبالات و التواكل! أليس ذلك صحيحا؟ تخافون حكم التيّار اليميني المتحالف مع الغرب لانشاء حكومات مناولة تكون عسسا على المصالح الغربية في أراضينا...عندكم حق الخوف...و لا تملكون غيره على ما أرى...ماذا فعلتم لتتصدّون لهذه الوضعيّة؟ هل جمعتهم صفوفكم؟ هل نزلتم بمستوى خطابكم المتعالي و المتغطرس ثقافيا لكي يلمس وجدان الشعب؟ هل جهّزتم خططكم لكي تقودوا الوطن و المواطن إلى برّ الأمان؟...نسيتم أن "الشعب هو المعلّم"؟ نسيتم أن البدايات تكون بالحريّة...الحرّية أولا و اخيرا؟...تقولون أنّكم تخافون على ضياع العروبة؟ عندكم حق الخوف في هذه النقطة أيضا...لكن متى كانت العروبة لعنة أو عقاب؟ العروبة التي لا تحفظ الكرامة و لا ترتقي بالانسان اجتماعيا و اقتصاديا و فكريا و سياسيا تتآكل مع الوقت و تتحلّل كما تتحلّل الحفريات داخل الرواسب الكلسيّة...تخافون على العروبة و تذودن بأنفسكم لحمايتها و في نفس الوقت تلطّخونها بالقاذورات و تقرنون صفاء معانيها بأسماء أناس دمّروها في الصميم؟؟؟ ما هذا الانفصام في شخصياتكم؟ طيّب ستقولون عنّي أنّ كلامي بعيد كلّ البعد عن الرؤية التقدّميّة و انّني أتكلّم من محض عاطفتي الأنثويّة...و ستبتسمون في سرّكم و تهزّون رؤوسكم استخفافا قائلين "النساء!"...هل التقدميّة تبيح لنا التشبّث بالرواسب البالية؟ هل التقدميّة هي مجرّد استعراض لقوّة عضلات ذاكرتنا في استرجاع كلّ ما كتبه مفكّرونا دون محاولة تطبيق ما نظّروه؟ هل التقدّميّة هي أن نشتم من يخالفنا الرّأي دون التأمّل في عوائرنا اشخصة؟...في الأخير اقول لكم أنّه مازال يحدوني الأمل و مازلت أنتظر أن تثوروا على بقايا الصّنميّة التي بداخلكم و أن تخرجوا من قوالبكم الجاهزة و أن ترجعوا لأحضان الجماهير التي بدونها أنتم لا شيء...أنا منكم و إليكم و ما يعيبكم يعيبني حتى و إن خالفتكم الرأي لانّه لا يمكنني الانتماء إلاّ لكم...فلنبني مادمنا قادرين على البدء من جديد. تحياتي للجميع
0 comments:
إرسال تعليق