ماذا جرى في الجنوب الاثنين 2 تموز 2012؟ في التفاصيل الإخبارية بحسب صحيفة "النهار" أن "حزب الله" أكد ان "انفجار الزرارية نجم عن قيام العدو بتفجير عبوة ناسفة من بعد"، وصحيفة "السفير" هللت لما اعتبرته "إنجازا للمقاومة"...
بداية، وبكل صراحة، لا نعرف ما إذا كان ما جرى يستوجب التهنئة باكتشاف جهاز التجسس الذي فجّرته إسرائيل عبر طيرانها الحربي الذي انتهك السيادة اللبنانية، أم أنه يستوجب إعادة النظر بكل ادعاءات "حزب الله" بعد اكتشاف شبكة عملاء جديدة بين صفوفه وبعدما تبيّن تكرارا أن شبكة اتصالاته الخاصة التي تخرق سيادة الدولة اللبنانية، والتي تحت شعار رفض المس بها اجتاح بيروت والجبل في أيار 2008 موقعا عشرات القتلى والجرحى، مخترقة بالكامل من قبل إسرائيل، وبالتالي لا معنى لوجودها على الإطلاق!
إن ما جرى في الجنوب يشكل سقوطا مكررا ومدوّيا لـ"حزب الله"، وذلك بعدما اتضح أن إسرائيل تخرقه "بالطول وبالعرض"، عديدا وعتادا وتجهيزات، وبالتالي فإن استمرار وجود "حزب الله" بطابعه العسكري يعرّض لبنان لمزيد من الاختراقات الإسرائيلي التي يبدو "حزب الله" بوضوح عاجزا عن وقفها أو حتى الحدّ منها بكل صواريخه وعنترياته!
أما بخصوص ادعاء "حزب الله" تحقيق "إنجازا" في حربه مع إسرائيل، فالسؤال المشروع هو: هل اكتشاف جهاز تنصت إسرائيلي على شبكة اتصالات "حزب الله" إنجاز أم أن بقاء هذا الجهاز لأعوام طويلة قامت خلاله إسرائيل بالتنصت الكامل على "حزب الله" هو إنجاز إسرائيلي ضد "حزب الله"؟
وهل يمكن لـ"حزب الله" أن يؤكد عدم وجود أجهزة تنصت أخرى مشابهة على طول امتداد شبكة اتصالاته بعد اكتشاف عدد منها وكان آخرهم الاثنين 3 تموز؟ أم أن باستطاعة إسرائيل الاطمئنان الى أن "حزب الله" يكتشف (أم هي تفجّر؟) جهازا كل سنة من عشرات الأجهزة التي قد تكون زرعتها على طول شبكة "حزب الله" وعرضها؟!
وماذا عن شبكة التجسس والعملاء التي اكتشفها "حزب الله" بين صفوفه والتي تحدثت عنها "النهار"؟ من أوقفهم؟ من حقّق معهم؟ من سيحاكمهم؟ أين أجهزة الدولة من كل ذلك؟
والأهم.. الأهم.. كيف تمّ اكتشافهم؟ وهل داتا الاتصالات المحجوبة عن الأجهزة الأمنية الرسمية متاحة أمام "حزب الله"؟ ولماذا ارتضى "حزب الله" أن تصبح شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي عاجزة عن ملاحقة شبكات العملاء الاسرائيليين في الداخل منذ حجب الداتا عنها؟ وكيف تمكن الحزب من كشف هذه الشبكة؟ ومن هم أفرادها؟ أوليسوا لبنانيين ومن مسؤولية الدولة اللبنانية محاكمتهم؟ أم أن باستطاعة الحزب محاكمتهم وربما إعدامهم من دون المرور بالقضاء والأجهزة اللبنانية؟
هل سيقوم أي جهاز قضائي، أو حتى وزير العدل بمساءلة "حزب الله" بخصوص الموقوفين من عناصره في هذه القضية؟ وهل يمكن القول إن شبكة اتصالات "حزب الله" تحولت فعليا شبكة عملاء؟!
قد تبدو هذه الأسئلة ساذجة بعدما تزامن حادث الجنوب مع حادث اعتداء حوالى 30 عنصرا من "حزب الله" مدججين بأسلحة حربية على دورية لقوى الأمن الداخلي التي كانت تقوم بواجباتها في الشهر المسمّى "أمني" في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية، بعدما حاولت توقيف أحد الأشخاص الذي كان يحمل سلاحا ظاهرا على دراجته النارية، ويُدعى علي شعيب. وبعد الاعتداء على القوى الأمنية ومحاولة سحبها الى مجمّع "سيّد الشهداء" تمّ إبلاغ مخفر برج البراجنة بأن شعيب هو من عناصر "حزب الله" بما يعطيه حصانة كاملة ضد القوانين اللبنانية!
إن ما يجري في مجمله يشكل سقوطا مدويا مزدوجا مرة إضافية لكل من دويلة "حزب الله" والدولة اللبنانية... فهل من يستيقظ قبل فوات الأوان؟
طوني أبي نجم
بداية، وبكل صراحة، لا نعرف ما إذا كان ما جرى يستوجب التهنئة باكتشاف جهاز التجسس الذي فجّرته إسرائيل عبر طيرانها الحربي الذي انتهك السيادة اللبنانية، أم أنه يستوجب إعادة النظر بكل ادعاءات "حزب الله" بعد اكتشاف شبكة عملاء جديدة بين صفوفه وبعدما تبيّن تكرارا أن شبكة اتصالاته الخاصة التي تخرق سيادة الدولة اللبنانية، والتي تحت شعار رفض المس بها اجتاح بيروت والجبل في أيار 2008 موقعا عشرات القتلى والجرحى، مخترقة بالكامل من قبل إسرائيل، وبالتالي لا معنى لوجودها على الإطلاق!
إن ما جرى في الجنوب يشكل سقوطا مكررا ومدوّيا لـ"حزب الله"، وذلك بعدما اتضح أن إسرائيل تخرقه "بالطول وبالعرض"، عديدا وعتادا وتجهيزات، وبالتالي فإن استمرار وجود "حزب الله" بطابعه العسكري يعرّض لبنان لمزيد من الاختراقات الإسرائيلي التي يبدو "حزب الله" بوضوح عاجزا عن وقفها أو حتى الحدّ منها بكل صواريخه وعنترياته!
أما بخصوص ادعاء "حزب الله" تحقيق "إنجازا" في حربه مع إسرائيل، فالسؤال المشروع هو: هل اكتشاف جهاز تنصت إسرائيلي على شبكة اتصالات "حزب الله" إنجاز أم أن بقاء هذا الجهاز لأعوام طويلة قامت خلاله إسرائيل بالتنصت الكامل على "حزب الله" هو إنجاز إسرائيلي ضد "حزب الله"؟
وهل يمكن لـ"حزب الله" أن يؤكد عدم وجود أجهزة تنصت أخرى مشابهة على طول امتداد شبكة اتصالاته بعد اكتشاف عدد منها وكان آخرهم الاثنين 3 تموز؟ أم أن باستطاعة إسرائيل الاطمئنان الى أن "حزب الله" يكتشف (أم هي تفجّر؟) جهازا كل سنة من عشرات الأجهزة التي قد تكون زرعتها على طول شبكة "حزب الله" وعرضها؟!
وماذا عن شبكة التجسس والعملاء التي اكتشفها "حزب الله" بين صفوفه والتي تحدثت عنها "النهار"؟ من أوقفهم؟ من حقّق معهم؟ من سيحاكمهم؟ أين أجهزة الدولة من كل ذلك؟
والأهم.. الأهم.. كيف تمّ اكتشافهم؟ وهل داتا الاتصالات المحجوبة عن الأجهزة الأمنية الرسمية متاحة أمام "حزب الله"؟ ولماذا ارتضى "حزب الله" أن تصبح شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي عاجزة عن ملاحقة شبكات العملاء الاسرائيليين في الداخل منذ حجب الداتا عنها؟ وكيف تمكن الحزب من كشف هذه الشبكة؟ ومن هم أفرادها؟ أوليسوا لبنانيين ومن مسؤولية الدولة اللبنانية محاكمتهم؟ أم أن باستطاعة الحزب محاكمتهم وربما إعدامهم من دون المرور بالقضاء والأجهزة اللبنانية؟
هل سيقوم أي جهاز قضائي، أو حتى وزير العدل بمساءلة "حزب الله" بخصوص الموقوفين من عناصره في هذه القضية؟ وهل يمكن القول إن شبكة اتصالات "حزب الله" تحولت فعليا شبكة عملاء؟!
قد تبدو هذه الأسئلة ساذجة بعدما تزامن حادث الجنوب مع حادث اعتداء حوالى 30 عنصرا من "حزب الله" مدججين بأسلحة حربية على دورية لقوى الأمن الداخلي التي كانت تقوم بواجباتها في الشهر المسمّى "أمني" في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية، بعدما حاولت توقيف أحد الأشخاص الذي كان يحمل سلاحا ظاهرا على دراجته النارية، ويُدعى علي شعيب. وبعد الاعتداء على القوى الأمنية ومحاولة سحبها الى مجمّع "سيّد الشهداء" تمّ إبلاغ مخفر برج البراجنة بأن شعيب هو من عناصر "حزب الله" بما يعطيه حصانة كاملة ضد القوانين اللبنانية!
إن ما يجري في مجمله يشكل سقوطا مدويا مزدوجا مرة إضافية لكل من دويلة "حزب الله" والدولة اللبنانية... فهل من يستيقظ قبل فوات الأوان؟
طوني أبي نجم
0 comments:
إرسال تعليق