ليس هناك الكثير من المؤشرات التي تدل على أن الدبلوماسية يمكن أن تنهي الصراع الآخذ في التفاقم في سوريا مما يزيد الضغط على الزعماء الغربيين وأيضا حلفائهم العرب والاتراك ليتجهوا أكثر نحو تأييد فكرة الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد بالقوة.
وفي جنيف يوم السبت حاولت القوى العالمية أن تظهر وحدة الصف من خلال الالتزام بدعم حكومة انتقالية. لكن دبلوماسيين بقيادة كوفي عنان المبعوث الدولي لم يتمكنوا من سد الفجوة بين الغرب وروسيا التي تدعمها الصين حول ما إذا كان ذلك يتطلب رحيل الرئيس السوري ام لا.
وعلى أي حال لم تظهر حكومة الأسد ولا معارضوه الكثيرون اهتماما كبيرا بمثل هذا الاتفاق. بل يتأهب الطرفان فيما يبدو لصراع طويل مع تصعيد العنف واللجوء إلى داعمين من الخارج في مواجهة من الممكن أن تستمر شهورا أو سنوات.
ومن المرجح أن تتعرض الولايات المتحدة للضغط في اجتماع يعقد في باريس الجمعة المقبل لتجمع يطلق عليه اسم "أصدقاء سوريا" من جانب تركيا على وجه الخصوص وحلفاء المعارضة السورية من الدول العربية خاصة المملكة العربية السعودية وقطر لزيادة المساعدة لمقاتلي المعارضة.
ومنذ زمن طويل يساور واشنطن قلق بشأن مساندة المعارضة السورية التي ترى أنها تفتقر للتنظيم ومتشرذمة وقريبة بشكل متزايد من متشددين لهم صلة بتنظيم القاعدة. وقصرت الولايات المتحدة مساعداتها على معدات غير قتالية مثل أجهزة اللاسلكي. وفي العام الذي تشهد فيه الولايات المتحدة انتخابات الرئاسة يرغب البيت الأبيض في تجنب أي شيء يبدو مثل تدخل عسكري مفتوح كالحرب في أفغانستان.
لكن واشنطن تقر أيضا بأن بعض حلفائها قرروا الانخراط أكثر في دعم مقاتلي المعارضة بهمة.
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأميركية يوم الاثنين "نحن قلقون من تدفق المزيد من الأسلحة في وضع يغلب عليه الطابع العسكري بالفعل. لقد اتخذنا قرارنا. دول أخرى تتخذ قرارات أخرى. هدفنا هو محاولة استمرار التنسيق".
ورغم انه من النادر معرفة تفاصيل معلنة عن المساعدات التي تصل الى مقاتلي المعارضة يقول مسؤولون أميركيون ان السلاح الذي تموله السعودية وقطر يصل إلى سوريا وغالبا ما يكون ذلك عبر لبنان ليستخدم ضد الأسد.
ويخشى البعض من أن يؤدي تدخل قوى خارجية إلى زيادة الوضع تدهورا.
وقال اري راتنر وهو مستشار سابق لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية بإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما والآن زميل في مشروع ترومان للأمن القومي "الحقيقة المؤسفة هي أنه وضع صعب للغاية ومن الصعب أن نعلم إلى أين نتجه بناء عليه. تم استدراج دول أخرى إلى حرب بالإنابة والتي ربما تساعد في حد ذاتها في إذكاء العنف".
وما زالت القوى الغربية ملتزمة علنا باللجوء إلى أدوات أخرى لإضعاف قبضة الأسد على السلطة خاصة فرض عقوبات مالية.
ويقول مسؤولون أميركيون إنهم يأملون أن تصدق المعارضة السورية على خطة جنيف لتقاسم السلطة مع الموالين للأسد عندما تجتمع في باريس الجمعة رغم أن متحدثا باسم المعارضة طلب سلاحا بدلا من ذلك. وترفض واشنطن ذلك تماما لكنها تقول إنها لا يمكنها منع دول أخرى من تقديم السلاح.
وما زال الجيش السوري الحر المعارض يعاني من نقص شديد في المعدات وغير قادر على شيء سوى هجمات الكر والفر على عكس قوات الأسد التي أصبحت تستخدم بشكل متزايد الدبابات والعربات المدرعة والمدفعية وطائرات الهليكوبتر الهجومية.
وفي حين أن الجيش السوري الحر يقاتل منذ شهور في جيوب مثل حمص حيث يستفيد المقاتلون من تهريب السلاح عبر الحدود مع لبنان فلا يمكنه بالكاد الاحتفاظ بأي مكاسب يحققها. كما لا توجد لديه الكثير من الخيارات العسكرية عندما تنسحب القوات الحكومية من مناطق المعارضة لتقصفها بالمدفعية التي تقدمها إما روسيا او إيران.
ولكن على الرغم من كل مشاعر القلق من المساهمة في تصعيد العنف فإن بعض من يريدون رحيل الأسد يعتبرون تسليح قوات المعارضة خيارا أفضل من مجرد الانتظار أو من أي شكل من أشكال التدخل العسكري المباشر على غرار ما حدث في ليبيا.
وربما يكون ما قامت به تركيا خلال الأسبوع المنصرم بعد إسقاط الدفاع الجوي السوري طائرة حربية تركية أوضح مثال حتى الآن على ما تقوم به اطراف خارجية لإعادة تشكيل المعركة لصالح مقاتلي المعارضة.
ففي الأسبوع الماضي نقلت تركيا مدفعية ثقيلة وصواريخ مضادة للطائرات إلى حدودها مع سوريا وحذرت دمشق صراحة من أن اي قوات تقترب من الأراضي التركية ربما تتعرض للهجوم.
وقامت حكومة الأسد فيما يبدو بمحاولات من حين لآخر لاختبار عزيمة تركيا لكن مع اقلاع مقاتلات تركية أكثر من مرة بعد اقتراب طائرات هليكوبتر سورية من المجال الجوي التركي بدأت الحكومة السورية في سحب قواتها.
وقال شاهد عيان على الحدود إن القوات البرية السورية انسحبت فيما يبدو 30 كيلومترا داخل اراضيها لكنها تقصف مواقع على بعد ثمانية كيلومترات فقط من الحدود التركية.
ويشكو بعض نشطاء المعارضة من أن ما قامت به تركيا زاد من الوضع تدهورا لأن المناطق التي كانت تتحصن فيها القوات السورية أصبحت تتعرض للقصف.
لكن على الرغم من ذلك فإنه ساعد على إقامة منطقة عازلة بشكل غير رسمي وزاد من مجال المناورة لدى مقاتلي المعارضة الذين ينطلقون بالفعل من تركيا. ويقول بعض المحللين إنه من المرجح أن تحاول الطائرات السورية تجنب إثارة النيران التركية وان ذلك قد يفرض حظر طيران فعلي فوق المنطقة.
وبعد أن وفرت انقرة المأوى لزعماء الجيش السوري الحر وسمحت لهم بالعمل من أراضيها لشهور تشير الآن فيما يبدو إلى القيام بدعم أكثر وضوحا للمعارضة.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لشخصيات من المعارضة السورية اجتمعت في القاهرة الاثنين "ما نراه اليوم هو نظام ابتعد كثيرا جدا عن أي شعور أساسي بالعقلانية."
وأضاف "أصبحت جهة التعامل الوحيدة بالنسبة لتركيا في سوريا الآن الشعب السوري... أي المعارضة السورية.. أنتم".
وهذا من المرجح أن يعني أن أنقرة ستتيح لدول الخليج زيادة شحنات المعدات العسكرية إلى قوات الجيش السوري الحر المتمركزة في تركيا. وتحتاج المعارضة مثل هذه الإمدادات بشدة.
ويعتقد أن أجهزة مخابرات وقوات خاصة غربية تنشط بالفعل على الأرض التركية وربما تتعرض لضغوط لتقديم دعم اكثر. وحتى الآن فإن المسؤولين في واشنطن على وجه الخصوص يقولون إن مهمتهم الأساسية لا تتعلق بمساعدة مقاتلي المعارضة بقدر ما هي التمكن من معرفة من هم وما إذا كان التعاون معهم بدرجة أكبر سيكون آمنا.
ويواكب الارتباك في التحرك يقينا متزايدا في أن الدبلوماسية لا تحرز الكثير من التقدم.
وقالت حياة علوي المحاضرة في مجال دراسات الشرق الأوسط بكلية الحرب البحرية الأميركية "من الواضح أن العجلات تدور في دوائر دون التحرك للأمام... الدليل هو ان نظام الأسد يستمر في ممارسات العنف ضد الشعب السوري حتى على الرغم من دوران عجلة الدبلوماسية".
وأضافت "من المرجح أن يكون هذا السيناريو لشهور مقبلة".
كما بدأ مسؤولون غربيون يتخلون فيما يبدو عن إقناع فلاديمير بوتين رئيس روسيا بالتخلي عن الأسد. وبعد أن أحرجوا انفسهم مرارا بقولهم إن هناك تغييرا كبيرا وشيكا في الموقف الروسي يبدو ان هناك قبولا متزايدا لاحتمال ألا يحدث هذا في الوقت الراهن على الأقل.
فبعد الموافقة على عدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي أدى إلى الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي بدعم من الغرب العام الماضي لا تبدي روسيا والصين أي مؤشر على السماح بتكرار الأمر ذاته في سوريا خاصة في وقت يتهم فيه البلدان الغرب بتشجيع المعارضين الروس والصينيين في الداخل.
وقال انتوني سكينر رئيس شؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مؤسسة "ميبلكروفت" للاستشارات في مجال المخاطر السياسية "هناك حقيقة صارخة وهي أن روسيا والقوى الغربية والعربية ما زالت غير متفقة ولا يمكنها الاتفاق على تفاصيل اتفاق لتقاسم السلطة مما يقلل من الضغط في دمشق".
وأضاف "هذه المساعي الدبلوماسية مثل محاولة نسج سترة من خيوط متهتكة".
وعلى المدى القصير هذا التفكك يمكن ان يستمر.
إذ قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت إنه إذا كانت قوى العالم الأخرى ملتزمة حقا تجاه مجموعة أصدقاء سوريا الموالية للمعارضة "حينئذ سنكون في وضع لا يمكننا فيه الاتفاق على أي شيء".
لكن على المدى الطويل يعتقد دبلوماسيون على نطاق واسع أن الأسد لا يمكنه مجابهة احتشاد القوى ضده خاصة أبناء شعبه. وتخشى الأغلبية من السنة التي تقوم بالاحتجاجات من أن يظل الأسد باقيا في السلطة وفي هذه الحالة سيكون التنكيل شديدا للغاية.
وفي الوقت ذاته فإن الأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد تخشى الهزيمة. لكن ربما يقررون في نهاية الأمر أن أفضل فرصة لهم في النجاة هي التخلي عن زعيمهم.
وعندما يتحقق هذا فإن القنوات الدبلوماسية قد يعاد فتحها. وفي هذه الأثناء فإن القوى الغربية تتساءل عما إذا كان اجتماعها في جنيف يستحق العناء أصلا.
وقال راتنر من مؤسسة ترومان "من الصعب قول إن هذا (اجتماع جنيف) سيحدث في النهاية أي اختلاف".
وأضاف "هناك ميزة في مواصلة التفاهم مع الروس والصينيين لجعل الخيار الدبلوماسي مفتوحا. لكني الآن لا أعتقد أن هناك أملا يذكر في التوصل إلى اتفاق دولي يحل الوضع".
وفي جنيف يوم السبت حاولت القوى العالمية أن تظهر وحدة الصف من خلال الالتزام بدعم حكومة انتقالية. لكن دبلوماسيين بقيادة كوفي عنان المبعوث الدولي لم يتمكنوا من سد الفجوة بين الغرب وروسيا التي تدعمها الصين حول ما إذا كان ذلك يتطلب رحيل الرئيس السوري ام لا.
وعلى أي حال لم تظهر حكومة الأسد ولا معارضوه الكثيرون اهتماما كبيرا بمثل هذا الاتفاق. بل يتأهب الطرفان فيما يبدو لصراع طويل مع تصعيد العنف واللجوء إلى داعمين من الخارج في مواجهة من الممكن أن تستمر شهورا أو سنوات.
ومن المرجح أن تتعرض الولايات المتحدة للضغط في اجتماع يعقد في باريس الجمعة المقبل لتجمع يطلق عليه اسم "أصدقاء سوريا" من جانب تركيا على وجه الخصوص وحلفاء المعارضة السورية من الدول العربية خاصة المملكة العربية السعودية وقطر لزيادة المساعدة لمقاتلي المعارضة.
ومنذ زمن طويل يساور واشنطن قلق بشأن مساندة المعارضة السورية التي ترى أنها تفتقر للتنظيم ومتشرذمة وقريبة بشكل متزايد من متشددين لهم صلة بتنظيم القاعدة. وقصرت الولايات المتحدة مساعداتها على معدات غير قتالية مثل أجهزة اللاسلكي. وفي العام الذي تشهد فيه الولايات المتحدة انتخابات الرئاسة يرغب البيت الأبيض في تجنب أي شيء يبدو مثل تدخل عسكري مفتوح كالحرب في أفغانستان.
لكن واشنطن تقر أيضا بأن بعض حلفائها قرروا الانخراط أكثر في دعم مقاتلي المعارضة بهمة.
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأميركية يوم الاثنين "نحن قلقون من تدفق المزيد من الأسلحة في وضع يغلب عليه الطابع العسكري بالفعل. لقد اتخذنا قرارنا. دول أخرى تتخذ قرارات أخرى. هدفنا هو محاولة استمرار التنسيق".
ورغم انه من النادر معرفة تفاصيل معلنة عن المساعدات التي تصل الى مقاتلي المعارضة يقول مسؤولون أميركيون ان السلاح الذي تموله السعودية وقطر يصل إلى سوريا وغالبا ما يكون ذلك عبر لبنان ليستخدم ضد الأسد.
ويخشى البعض من أن يؤدي تدخل قوى خارجية إلى زيادة الوضع تدهورا.
وقال اري راتنر وهو مستشار سابق لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية بإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما والآن زميل في مشروع ترومان للأمن القومي "الحقيقة المؤسفة هي أنه وضع صعب للغاية ومن الصعب أن نعلم إلى أين نتجه بناء عليه. تم استدراج دول أخرى إلى حرب بالإنابة والتي ربما تساعد في حد ذاتها في إذكاء العنف".
وما زالت القوى الغربية ملتزمة علنا باللجوء إلى أدوات أخرى لإضعاف قبضة الأسد على السلطة خاصة فرض عقوبات مالية.
ويقول مسؤولون أميركيون إنهم يأملون أن تصدق المعارضة السورية على خطة جنيف لتقاسم السلطة مع الموالين للأسد عندما تجتمع في باريس الجمعة رغم أن متحدثا باسم المعارضة طلب سلاحا بدلا من ذلك. وترفض واشنطن ذلك تماما لكنها تقول إنها لا يمكنها منع دول أخرى من تقديم السلاح.
وما زال الجيش السوري الحر المعارض يعاني من نقص شديد في المعدات وغير قادر على شيء سوى هجمات الكر والفر على عكس قوات الأسد التي أصبحت تستخدم بشكل متزايد الدبابات والعربات المدرعة والمدفعية وطائرات الهليكوبتر الهجومية.
وفي حين أن الجيش السوري الحر يقاتل منذ شهور في جيوب مثل حمص حيث يستفيد المقاتلون من تهريب السلاح عبر الحدود مع لبنان فلا يمكنه بالكاد الاحتفاظ بأي مكاسب يحققها. كما لا توجد لديه الكثير من الخيارات العسكرية عندما تنسحب القوات الحكومية من مناطق المعارضة لتقصفها بالمدفعية التي تقدمها إما روسيا او إيران.
ولكن على الرغم من كل مشاعر القلق من المساهمة في تصعيد العنف فإن بعض من يريدون رحيل الأسد يعتبرون تسليح قوات المعارضة خيارا أفضل من مجرد الانتظار أو من أي شكل من أشكال التدخل العسكري المباشر على غرار ما حدث في ليبيا.
وربما يكون ما قامت به تركيا خلال الأسبوع المنصرم بعد إسقاط الدفاع الجوي السوري طائرة حربية تركية أوضح مثال حتى الآن على ما تقوم به اطراف خارجية لإعادة تشكيل المعركة لصالح مقاتلي المعارضة.
ففي الأسبوع الماضي نقلت تركيا مدفعية ثقيلة وصواريخ مضادة للطائرات إلى حدودها مع سوريا وحذرت دمشق صراحة من أن اي قوات تقترب من الأراضي التركية ربما تتعرض للهجوم.
وقامت حكومة الأسد فيما يبدو بمحاولات من حين لآخر لاختبار عزيمة تركيا لكن مع اقلاع مقاتلات تركية أكثر من مرة بعد اقتراب طائرات هليكوبتر سورية من المجال الجوي التركي بدأت الحكومة السورية في سحب قواتها.
وقال شاهد عيان على الحدود إن القوات البرية السورية انسحبت فيما يبدو 30 كيلومترا داخل اراضيها لكنها تقصف مواقع على بعد ثمانية كيلومترات فقط من الحدود التركية.
ويشكو بعض نشطاء المعارضة من أن ما قامت به تركيا زاد من الوضع تدهورا لأن المناطق التي كانت تتحصن فيها القوات السورية أصبحت تتعرض للقصف.
لكن على الرغم من ذلك فإنه ساعد على إقامة منطقة عازلة بشكل غير رسمي وزاد من مجال المناورة لدى مقاتلي المعارضة الذين ينطلقون بالفعل من تركيا. ويقول بعض المحللين إنه من المرجح أن تحاول الطائرات السورية تجنب إثارة النيران التركية وان ذلك قد يفرض حظر طيران فعلي فوق المنطقة.
وبعد أن وفرت انقرة المأوى لزعماء الجيش السوري الحر وسمحت لهم بالعمل من أراضيها لشهور تشير الآن فيما يبدو إلى القيام بدعم أكثر وضوحا للمعارضة.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لشخصيات من المعارضة السورية اجتمعت في القاهرة الاثنين "ما نراه اليوم هو نظام ابتعد كثيرا جدا عن أي شعور أساسي بالعقلانية."
وأضاف "أصبحت جهة التعامل الوحيدة بالنسبة لتركيا في سوريا الآن الشعب السوري... أي المعارضة السورية.. أنتم".
وهذا من المرجح أن يعني أن أنقرة ستتيح لدول الخليج زيادة شحنات المعدات العسكرية إلى قوات الجيش السوري الحر المتمركزة في تركيا. وتحتاج المعارضة مثل هذه الإمدادات بشدة.
ويعتقد أن أجهزة مخابرات وقوات خاصة غربية تنشط بالفعل على الأرض التركية وربما تتعرض لضغوط لتقديم دعم اكثر. وحتى الآن فإن المسؤولين في واشنطن على وجه الخصوص يقولون إن مهمتهم الأساسية لا تتعلق بمساعدة مقاتلي المعارضة بقدر ما هي التمكن من معرفة من هم وما إذا كان التعاون معهم بدرجة أكبر سيكون آمنا.
ويواكب الارتباك في التحرك يقينا متزايدا في أن الدبلوماسية لا تحرز الكثير من التقدم.
وقالت حياة علوي المحاضرة في مجال دراسات الشرق الأوسط بكلية الحرب البحرية الأميركية "من الواضح أن العجلات تدور في دوائر دون التحرك للأمام... الدليل هو ان نظام الأسد يستمر في ممارسات العنف ضد الشعب السوري حتى على الرغم من دوران عجلة الدبلوماسية".
وأضافت "من المرجح أن يكون هذا السيناريو لشهور مقبلة".
كما بدأ مسؤولون غربيون يتخلون فيما يبدو عن إقناع فلاديمير بوتين رئيس روسيا بالتخلي عن الأسد. وبعد أن أحرجوا انفسهم مرارا بقولهم إن هناك تغييرا كبيرا وشيكا في الموقف الروسي يبدو ان هناك قبولا متزايدا لاحتمال ألا يحدث هذا في الوقت الراهن على الأقل.
فبعد الموافقة على عدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي أدى إلى الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي بدعم من الغرب العام الماضي لا تبدي روسيا والصين أي مؤشر على السماح بتكرار الأمر ذاته في سوريا خاصة في وقت يتهم فيه البلدان الغرب بتشجيع المعارضين الروس والصينيين في الداخل.
وقال انتوني سكينر رئيس شؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مؤسسة "ميبلكروفت" للاستشارات في مجال المخاطر السياسية "هناك حقيقة صارخة وهي أن روسيا والقوى الغربية والعربية ما زالت غير متفقة ولا يمكنها الاتفاق على تفاصيل اتفاق لتقاسم السلطة مما يقلل من الضغط في دمشق".
وأضاف "هذه المساعي الدبلوماسية مثل محاولة نسج سترة من خيوط متهتكة".
وعلى المدى القصير هذا التفكك يمكن ان يستمر.
إذ قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت إنه إذا كانت قوى العالم الأخرى ملتزمة حقا تجاه مجموعة أصدقاء سوريا الموالية للمعارضة "حينئذ سنكون في وضع لا يمكننا فيه الاتفاق على أي شيء".
لكن على المدى الطويل يعتقد دبلوماسيون على نطاق واسع أن الأسد لا يمكنه مجابهة احتشاد القوى ضده خاصة أبناء شعبه. وتخشى الأغلبية من السنة التي تقوم بالاحتجاجات من أن يظل الأسد باقيا في السلطة وفي هذه الحالة سيكون التنكيل شديدا للغاية.
وفي الوقت ذاته فإن الأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد تخشى الهزيمة. لكن ربما يقررون في نهاية الأمر أن أفضل فرصة لهم في النجاة هي التخلي عن زعيمهم.
وعندما يتحقق هذا فإن القنوات الدبلوماسية قد يعاد فتحها. وفي هذه الأثناء فإن القوى الغربية تتساءل عما إذا كان اجتماعها في جنيف يستحق العناء أصلا.
وقال راتنر من مؤسسة ترومان "من الصعب قول إن هذا (اجتماع جنيف) سيحدث في النهاية أي اختلاف".
وأضاف "هناك ميزة في مواصلة التفاهم مع الروس والصينيين لجعل الخيار الدبلوماسي مفتوحا. لكني الآن لا أعتقد أن هناك أملا يذكر في التوصل إلى اتفاق دولي يحل الوضع".
0 comments:
إرسال تعليق