الأحداث التي حصلت منذ إنتصار ثورة الخميني على الشاه وتصرفات ملالي إيران منذ الخميني إلى الخامنئي تفرض نفسها بوضوح عن التباس العلاقة بين النظام الأيراني والكيان الصهيوني مع حليفه الولايات المتحدة. هل هم أصدقاء في الخفاء واعداء في العلن وما يجمعهم فعلا هو عدائهم المشترك للعرب. هل ما يريده النظام الأيراني من العرب غير ما يريده الكيان الصهيوني؟
منذ قيام الكيان وهو يحاول التوسع في كل الأتجاهات ليقضم مزيد من الأراضي العربية أما بالحرب أو بالتطبيع منذ قيام النظام الأيراني الجديد وهو يحاول التوسع أيضا طارة بتصدير الثورة إلى بلاد العرب أو البقاء في ألاراضي العربية المحتلة سابقا وطورا في التدخل في شؤون الدول العربية الداخلية في العلن إيران والكيان أعداء لكن هذا لم يثني إيران من شراء أسلحة صهيونيه في حرب الخليج الأولى. وهناك تقاطع أدوار ومصالح، بين العدوّيْن "الحميميْن" إيران والكيان. في هدير الحرب وتهديدات التدمير والإلغاء، تجري مياه كثيرة تحت جسورهما، لتقاسم النفوذ في الشرق الأوسط والعالم العربي كقوتين اقليميتين يحسب حسابهم وهذا كله سيكون على حساب العرب.
في العلن إيران تسمي أميركا الشيطان الأكبر ولكن هذا لم يثني إيران من مساعدة هذا الشيطان الأخبار في إحتلال أفغانستان وسقوط بغداد. هل من المعقول عن يكونوا أعداء في جنوب لبنان وحلفاء في بغداد؟
ماذا تريد إيران من سوريا ولبنان؟
تمددت إيران في سوريا ولبنان خلال الثمانينات من القرن الماضي وقضى الأثنين على المقاومة الوطنية اللبنانية التي حاربت العدو الصهيوني والتي كانت ذاتية القرار لصالح مقاومة مذهبية صرفة هم مرجعيتها تنفذ ما تؤمر به. طبعا إيران هي الشريك الأكبر والنظام السوري هو أكبر من تابع واصغر من شريك. إيران تحاول التمدد إلى البحر المتوسط واستعملت النظام السوري، حزب الله والمقاومة الفلسطينية ( الجهاد الأسلامي وحماس نوعا ما) لتنفيذ خططها. الموضوع أكبر من مساعدة المقاومة ضد الكيان الصهيوني، الموضوع هو الأمساك باوراق ضغط إذا إقتضى الأمر لامرار مصالح إيران إذا تضاربت مع مصالح الكيان الصهيوني والغرب. ومثال على ذلك طائرة أيوب وحرب حزب الله في لبنان 2006 وغزة.
بطريقة أو باخرى فان النظام الأيراني يحارب على طريقته ولكن ليس برجاله وقد تعلم النظام السوري هذه الطريقة. النظام السوري لم يحارب بعد سنة 1974, إستعمل لبنان كورقة وصندوقة بريد وكذلك فعلت إيران. خلال إجتياح 1982 الجيش السوري فر من لبنان، خلال حرب 2006 إستعمل لبنان لتوجيه رسائل . نعم ارسلوا أسلحة ولكن لماذا لم يتدخلوا عسكريا؟ في حرب غزّة سنة 2008، ومع أن "حماس" و"الجهاد" كانتا جزءاً منظومة الممانعة والمقاومة ، ألم يصدر "الوليّ الفقيه" خامنئي فتوى حرّم فيها على الإيرانيّين المشاركة في القتال إلى جانب الفلسطينيّين، واكتفت إيران بصواريخ كلام ورسائل حَمَام . ألم يفعل النظام السوري وحزب الله نفس الشيء اكتفوا بوابل من التصريحات الرنانة متذرعين بحجج واهية. واليوم في العدوان الصهيوني على غزة ألم يقفوا متخاذلين ويكتفوا بالخطابات الرنانة والتبريرات الواهية فدمشق منشغلة في قتل شعبها ، ونظام الملالي يكابر في مواجهة أزمته، و"حزب الله" منهمك في الأعتداء على اللبنانيين والدفاع عن حكومته، ولملمة ملفّات المخدرات والادوية الفاسدة. أين ذهبت مقولة لا صوت يعلو صوت المعركة؟
هل الربيع العربي قرب العلاقات القريبة أصلا بين إيران والكيان الصهيوني؟
إيران والكيان لم يرتاحوا لحصول هذا الربيع الذي يعني يقظة هذه الشعوب العربية النائمة منذ أجيال. لم يرتاحوا إلى انتعاش مصر وتحولها إلى قوة إقليمية مؤثرة وخصوصا في الوضع الفلسطيني. ألا يخاف الكيان أن يفقد ما كان يروج له لسنوات أنه الديمقراطية الوحيدة في الشرق؟ ألا يخاف نظام الملالي من إمتداد الربيع العربي إلى أرضه؟ الأحداث اثبتت بان الكيان الصهيوني يفضل بقاء النظام السوري قويا وحتى حزب الله في لبنان وايران لان هذا يخدم مشروع الكيان الصهيوني في مواجهة العرب. وخلافاً لكلّ المظاهر ألم تكن حرب تمّوز 2006 وجه من وجوه هذه العلاقة التي تمشي بخطوط حمراء يلتزم بها الجميع. إذا لماذا هذا الأستقرار في جنوب لبنان منذ سنة 2006? لماذا جبهة الجولان مستقرة منذ 1974. أليس هذا ساحة تلاقي لطرفي "النزاع" أليس وجود حزب الله في لبنان ونظام بشار الأسد حاجة صهيونية؟ حتى أن هذا الكيان يكاد أن يكون شريك فعلي في جبهة الممانعة وكل هذا لخدمة مشروع إيران والكيان في تقاسم الجبنة العربية. شركاء في الجريمة وقد يتصادمون عند إختلاف مصالحهم ولكن في حدود الخطة المرسومة ويستطيعون توظيفها من أجل متابعة الهدف الحقيقي.
هل ستنكشف خطوط هذه المؤامرة مع سقوط نظام بشار الأسد؟
0 comments:
إرسال تعليق