كشفت صحيفة "العرب" اللندنية عن هيكلية السلطة الحقيقية وآليات اتخاذ القرار في العاصمة السورية بتركيزها الضوء على محمد مخلوف خال الرئيس السوري بشار الأسد.
وتساءلت الصحيفة في تقرير خاص بها نشر في عددها الصادر الاثنين على صدر صفحتها الاولى تحت عنوان "من يحكم سوريا؟" هل هو بشّار الأسد... أم أن الرئيس السوري مجرّد واجهة لمجموعة عائلية تمارس السلطة من خلاله بعد فرضه رئيسا للجمهورية خلفا لوالده وجرى إقناعه بأنّه يمتلك صفات "القائد الملهم" القادر على أن يكون جديرا بارتداء بذلة حافظ الأسد الذي مارس السلطة المطلقة طوال ثلاثة عقود؟
وكشف مصدر سوري مطّلع على ما يدور في كواليس العائلة الحاكمة أنّ الرجل القوي الحقيقي في سوريا هو محمّد مخلوف، خال بشّار، الذي يسيطر بشكل مباشر أو عبر أبنائه على كلّ مفاتيح السلطة.
وقال المصدر للصحيفة التي تصدر في لندن منذ عام 1977"إن محمّد مخلوف يراجع يوميا كلّ الملفات التي تعاطى معها بشّار أو عالجها وذلك قبل أن يأوي الرئيس السوري إلى فراشه".
وأوضح "أن بشّار يستمع جيدا إلى ما يقوله خاله، وهو على استعداد للتراجع عن أي وعد أعطاه خلال النهار لمجرد أن يكون محمّد مخلوف اعترض على ذلك".
وذكر المصدر السوري أنّ بشار لا يجد حرجا في نفي أن يكون أعطى موافقته على موضوع معيّن عندما لا يكون هذا الموضوع قد وجد موافقة لدى خاله. وهو يكتفي بالقول للذي تلقى الوعد بأنّه لم يوافق يوما على طلبه موحيا لمحاوره بأنه "يكذب أمام رئيس الجمهورية العربية السورية" مع ما يعنيه ذلك من نتائج يمكن أن تترتب على مثل هذا التصرّف !
ويسيطر محمّد مخلوف مع أفراد عائلته، خصوصا نجله رامي، على قطاعات واسعة من الاقتصاد السوري.
وتغطي تلك السيطرة قطاعات الاتصالات والنفط والمصارف والأسواق الحرة وكلّ ما له علاقة بالخدمات والمواصلات والتطوير العقاري. في حين يسيطر على قسم آخر من الاقتصاد شقيق بشّار العميد ماهر الأسد وكيل شركات التبغ، بمن في ذلك "بريتيش أميركان توباكو".
وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خرج بعد تمضية ما يزيد على أسبوع في سوريا إثر اندلاع الاضطرابات فيها في آذار- مارس 2011 بانطباع فحواه أن البلد كناية عن "شركة".
وقال أمير قطر لشخصيات التقاها بعد الزيارة ما فحواه انّ هناك "مجلس إدارة" يدير سوريا وأن الأمر يشبه أي مجلس إدارة في أي شركة، مضيفا أن كل شيء محصور بالعائلة التي يشكّل أفرادها الأساسيون مجلس الإدارة.
ويبلغ محمد مخلوف الثمانين من العمر، لكن الذين يعرفونه عن كثب يقولون إنّه في حالة صحّية جيدة إذ يمارس لعبة "الغولف" يوميا، إضافة إلى أنه متقد الذهن.
ويعتبر "الخال" الشخص الأهمّ في العائلة، بل هو محور الحياة السياسية والاقتصادية في سوريا.
ولعب الدور الأساسي في عملية انتقال السلطة من حافظ الأسد إلى نجله. وقد رتّب كل تفاصيل عملية نقل السلطة بأدق تفاصيلها مبعدا كبار الضباط العلويين من ذوي الطموحات، بمن فيهم علي دوبا وعلي حيدر، عن المواقع المهمة في الجيش السوري.
كذلك، لعب محمّد مخلوف دورا حاسما في إبعاد كلّ من الشخصيتين السنيتين العماد حكمت الشهابي ونائب الرئيس عبد الحليم خدّام عن مواقع القرار في مرحلة ما قبل غياب حافظ الأسد وبعد وفاته.
وقال المصدر لصحيفة "العرب" ذاته أن بشار الأسد ينام يوميا "على يد" خاله ولا يعصي أي توجيه.
وأشار إلى أن محمّد مخلوف اكتسب نفوذه عن طريق حافظ الأسد، إذ كان العضو الوحيد النافذ في الأسرة الذي لم يعترض على زواج الضابط العلوي الآتي من أسرة متواضعة من شقيقته أنيسة.
وتعتبر عائلة مخلوف نفسها من الأسر العلوية الكبيرة، في حين يعتبر آل الأسد، وأصلهم آل الوحش، من الأسر المتواضعة التي سعت إلى الصعود اجتماعيا عن طريق إرسال أبنائها إلى الجيش.
وسهّل موقف محمّد مخلوف زواج حافظ الأسد من أنيسة مخلوف، وهو جميل بقي حافظ الأسد معترفا به حتى اليوم الأخير من حياته.
وطوال عهد حافظ الأسد، بقي محمّد مخلوف في الظل مكتفيا بالسيطرة على بعض القطاعات الاقتصادية، من بينها التبغ والتنباك، ولكن من دون الذهاب بعيدا في منافسة التجّار السنّة. لكنّ السنوات الأخيرة من عهد حافظ الأسد شهدت صعود نجمه وذلك بعدما بدأ المرض ينهش جسد الأسد الأب وبعدما عاد بشّار إلى سوريا كي يعد نفسه لخلافة والده في الرئاسة.
ويلعب محمد مخلوف حاليا دورا أساسيا في العلاقة مع إيران وروسيا التي أمضى فيها فترة لا بأس بها في الصيف الماضي. كذلك، يلعب دورا رئيسيا في بقاء نجيب ميقاتي رئيسا للوزراء في لبنان بدعم من "حزب الله".
والمعروف أن نجيب ميقاتي لا يردّ طلبا لأخيه الأكبر طه ميقاتي الذي تربطه علاقة متميّزة على صعد كثيرة بمحمّد مخلوف، حتى أن طه يعتبر نفسه فردا من أفراد عائلة مخلوف.
وخلص المصدر السوري الموثوق به إلى القول أنّ محمد مخلوف، الحاكم الحقيقي لسوريا، يؤمن بأن في الإمكان حسم الصراع في سوريا عسكريا ما دامت إيران وروسيا على استعداد للذهاب إلى النهاية في دعم بشّار الأسد
http://al-rassed.blogspot.com/2012/11/blog-post_20.html
0 comments:
إرسال تعليق