الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

هل أتى عيد ألميلاد باكرا لحكومات الغرب

بقلم دايفيد كينر

يبدو أن عيد الميلاد أتى باكراً لحكومات الغرب التي تسعى لتوجيه ضربة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

بعد بروز تقارير أفادت عن فرار المتحدث السابق باسم الخارجية السوري جهاد مقدسي إلى واشنطن، كشف ناشطٌ سوريٌ عن رسائل شخصية تبادلها مع مقدسي على "تويتر"، أظهرت أن الأخير كان على اتصال مع المعارضة منذ شهور.

"هل تعتقد أنني أعمى عن الأعمال البطولية للشعب السوري؟" كتب مقدسي  في 21 تموز لرامي الجراح، الناشط في مجال إعلام التواصل الاجتماعي في سوريا، وأضاف مقدسي في الرسالة: "المشكلة الرئيسية التي تمنعني وأكثرية الدبلوماسيين السوريين من الانضمام علناً للحراك هي ممثلو المعارضة".

ومقدسي الدبلوماسي السابق في السفارة السورية في لندن والمنتمي إلى الأقلية المسيحية في البلاد، كان الناطق باللغة الإنجليزية باسم النظام السوري إلى العالم. اختفى فجأة عن الأنظار في أوائل كانون الأول/ ديسمبر وسط معلومات تشير إلى أنه انشق، أو أخذ إجازة إدارية لمدة ثلاثة أشهر وفقا للرواية الرسمية السورية.

و في اليوم 24 من الشهر نفسه، ذكرت صحيفة "ذا غارديان" أن مقدسي انشق بالفعل وهو موجود في واشنطن، حيث كان مسؤولو الاستخبارات الأمريكية يستخلصون منه المعلومات حول خطط  الرئيس بشار الأسد لسحق التمرد في شهره الواحد والعشرين.

تظهر الرسائل التي كشف عنها الجراح محادثتين: الأولى مع مقدسي يوم 7 تموز، والثانية امتدت من 20 إلى 22 الشهرعينه.

في المحادثة الأولى، قدّم فيها الجرّاح نفسه بأنه شخصٌ تم اعتقاله لمشاركته في مظاهرات سلمية (ضد النظام، وتعرض لاحقاً للضرب وقيل له زوراً من قِبَل المخابرات السورية أن زوجته تعرضت للاغتصاب. رد عليه مقدسي رافضاً الإقرار بروايته، ولكن خطابه كان بعيداً كل البعد عن الخطاب المتشدد للنظام.
"نحن لسنا مثاليين يا رامي، ولكننا بحاجة إلى أن نؤمن بسوريا الجديدة"، وكتب المقدسي: "إننا جميعاً بحاجة إلى دعم العملية السياسية".

لكن ابتداءً من 21 تموز/ يوليو، كان مقدسي أكثر تقبلاً لاقتراح الجراح بتخليه عن منصبه الحكومي. وبين هاتين المحادثتين، كان النظام في سوريا قد اهتز بتفجير في دمشق قُتل فيه عدد من الشخصيات في دائرة النظام الداخلي: صهر الأسد آصف شوكت، وزير الدفاع داوود راجحة ومدير المخابرات هشام بختيار.
"عندما أرى أنني لست قادراً على المساعدة في وقف إراقة الدماء سأتخلى عن منصبي" كتب مقدسي في 21 يوليو/تموز. وأتبع ذلك برسالة في 22 تموز/يوليو قائلاً إنه سيأخذ اقتراحات الجراح "بعين الاعتبار".

برز في هذه المحادثات إحباط كلّ من مقدسي والجراح من المجلس الوطني السوري، فهاجم مقدسي "السلوك السياسي الصبياني للمعارضة"، وأكد أن ترك منصبه لا يعني انضمامه إلى صفوفها.

السؤال الأكبر يتمحور حول ما إذا كان مقدسي على تواصل مع ناشطين كالجراح فقط أم أنه كان أيضاً على تواصل مع حكومات معادية لنظام الأسد في ذلك الوقت.

ومقدسي زار نيويورك في تشرين الأول الماضي لافتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة- في وقت لا تزل الكثير من زوايا هذه القصة غامضة، يمكن أن تكون هذه الرحلة قد قدمت لمقدسي فرصةً للتواصل مع دبلوماسيين ومسؤولي مخابرات يبدو أنهم مستفيدون الآن من انشقاقه.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية