الخميس، 27 ديسمبر 2012

رجل دين علوي: النظام السوري ورطنا في حرب طائفية ضد السنة ..أبناء الطائفة يعيشون في خوف كبير

يستهل رجل الدين العلوي المعارض الذي انتقل حديثا إلى مدينة أنطاكية في تركيا، كلامه بحادثة كبيرة الدلالة كما يقول؛ «لقد قام شاب من أبناء الطائفة العلوية التي يتحدر منها الرئيس السوري بشار الأسد في منطقة مشقيتا التابعة لريف اللاذقية، باقتحام أحد المزارات الدينية حيث يصلي العلويون ويعقدون نذورهم.. وقام بتحطيم المزار بالكامل».. ويتابع: «فعل الشاب ذلك بعد أن سقط عدد من الصواريخ على القرية من جهة القرى التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة، لقد أدرك بوعيه البسيط أن الأولياء والمزارات لا يمكن أن تحمي الطائفة من الخطر الوجودي المحدق بها».
يشير رجل الدين، الذي رفض ذكر اسمه،  إلى أن «أبناء الطائفة العلوية يعيشون في خوف كبير، بعدما أدركوا أن لحظة سقوط نظام الأسد قد أوشكت، مما سيعرضهم لانتقامات شرسة من قبل الأكثرية السنية»، موضحا أن «الكثير من العائلات العلوية تركت بيوتها في العاصمة دمشق وعادت إلى قراها في ريف اللاذقية».
 ويكشف رجل الدين العلوي عن أنه ومع مجموعة من الناشطين العلويين قاموا بإقناع الكثير من الشبان في القرى العلوية بعدم الالتحاق بخدمة الاحتياط العسكرية «كي لا يتورطوا في قتل إخوتهم السوريين»، مضيفا: «لقد ورطنا النظام في حرب طائفية ضد السنة، لو شارك العلويون في الثورة منذ بدايتها لسقط النظام وسقطت معه جميع أسباب الخوف عند العلويين، أما بعد كل هذا الدم الأمر صار صعبا جدا»، موجها بذلك دعوة إلى أبناء الطائفة السنية بـ«أن يمدوا يدهم لبقية للعلويين بعد سقوط النظام كي ندفن الأحقاد ونبني سوريا الحرية والعدالة والديمقراطية».
 وعن دور رجال الدين في كل ما يحصل بسوريا، وعما إذا كانوا يقومون بأي خطوات إيجابية في القرى التي يوجدون فيها، قال: «يصعب علينا لعب أي دور في ظل وجود النظام، قد يكون لنا دور بعد سقوطه للحد من العنف المتوقع». ويعتب رجل الدين المعارض كثيرا على المعارضة السورية بكافة هياكلها التنظيمية، سواء «الائتلاف الوطني» أو «المجلس الوطني»، مشيرا إلى أن «المعارضة لم تقدم خطوات عملية لطمأنة العلويين ودفعهم للتخلي عن عائلة الأسد؛ على العكس اكتفت بالكلام العام واعتمدت على شخصيات علوية لا تملك حيثيات شعبية».
أما في ما يتعلق بالعلاقة بين النظام والطائفة، فيجدها رجل الدين المعارض وثيقة جدا «إذا اعتبرنا النظام مجموعة من رؤساء الأجهزة الأمنية وبعض أركان العائلة الحاكمة».. ويقول في هذا السياق: «رؤساء الأجهزة الأمنية يكتسبون شرعيتهم من رجال الدين العلويين بهدف التغطية على فسادهم، إذ نجد أن لكل ضابط أمن كبير رجل دين يتابعه على الصعيد الديني»، ويضيف: «تنطبق هذه الحال على بعض ضباط الجيش المتحدرين من الطائفة العلوية». وبعد أن يستدرك أن هذه الحالة ليست سياسة ممنهجة من قبل النظام أو الطائفة، ينفي أن يكون هنالك «تحالف بين المؤسسة الدينية العلوية وعائلة الأسد»، مشددا على أن «العلويين ليس لديهم سلك كهنوتي على الطريقة المسيحية أو مجلس إفتاء حسب الإسلام. رجال الدين جزء من الشعب في التعاليم العلوية».
الشرق الأوسط

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية