الثلاثاء، 5 مارس 2013

على ارض الشام تجتمع كل النبوءات

بقلم : هشام إبن الحكم


في سوريا سقطت ورقة التوت عن الجميع ، وقلت منذ البدء انني لا انظر الى ثورة الاهل في الشام من زاوية الربح والخسارة ، ولست مؤيدا للثورة لانها سوف تنتصرفحسب ، بل وقفت مع الثورة لانها موقف اخلاقي قبل كل شيئ .
حتى لو لم يقدر لثورة الاهل في الشام سبل النجاح بمعناه المادي ،، فانها قد حققت كامل اهدافها ، فقد اسقطت الاقنعة عن الجميع ، وظهر اللاعبون على حقيقتهم بلا ستار ،ففي الشام تم تحطيم الصنم ، ليس صنم الاسد هو الذي تحطم ولكنه تحطيم اصنام الوصاية الفكرية التي كان يمارسها رجال الدين من المتسولين ،، وكذا طائفة ادعياء الشعارت القومية والثورية ، فقد انطلقت القاطرة ولم تعد الجماهير تأبه كثيرا لتلك الشعارات والمزايدات ، وليس مصادفة ان تنطلق شرارة الثورة على يد اطفال درعا في حاران ،
وما ادراك ماحاران !!! ( 1) 
انه المكان الذي شهد اولى تأملات سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام .
في سوريا تم الكشف عن قواعد لعبة الامم بلا زخارف ،، في ثورة سوريا اجتمعت كل التواريخ في لحظة واحدة ، حتى يخال لك ان الزمن كروي كما الارض كروية ،فهنا يمكنك استحضار معركة عين جالوت بنسختها الجديدة ، ولك ان تستحضر صفحات معركة صلاح الدين في تطهير ارض العرب من الطابور الخامس قبل البدء في صفحات تحرير بيت المقدس ، وان مفاتيح النصر في بيت المقدس انما تختبئ في الشام .
ثورة اهلنا في سوريا جعلت الطفل الرضيع والاحمق وحتى المجنون يعرف ان علاقة ايران بنظام الاسد لاتقوم على اساس المصالح السياسية بل انها علاقات تستند الى البعد الشيعي والتحالف المذهبي ، وان نظام الاسد لايعدو ان يكون حصان طروادة ، يمثل مخلب الشيعة في بلاد العرب ونشر التشيع تحت ستار العروبة وشعارات القومية والمقاومة والممانعة ،
وان الذي يحكم خيوط اللعبة هو الخط الذي يربط بين قم ـــ كربلاء ــ حسينية السيدة زينب في دمشق ــ الضاحية الجنوبية في بيروت .
يخطأ من يعتقد ان الحرب في سوريا ليست طائفية ، بل هي الحقيقة التي يتوارى البعض عن ذكرها ، أما لانه احمق او لانه ديوث يرتضي لنفسه السكوت عن الحق ليغدو شيطان اخرس .
يصدر اية الله جنتي فتوى تنطلق من طهران تدعو الشيعة للجهاد المقدس لنصرة ال الاسد كي لاتقع الشام بيد النواصب ، فيما تتعالى اصوات شيعة العراق لتشكيل جيش مليوني للدفاع عن الاسد ، ويقول احدهم :
اذا نجحت ثورة الشام فأن المعركة ستكون على اسوار كربلاء ..... كل ذلك ويريدنا البعض ان نصدق شعاراته القومية ودعاوى الزيف والظلال التي تصف مايجري في سوريا على انه مؤامرة غربية ضد نظام المقاومة والممانعة المزعومة .
على ارض الرباط في الشام انكشف الظلال وتأكد ان معركة هرمجدون وفق التأويل التوراتي تجري في الشام هي الاخرى ، فالغرب الصليبي يتفق مع ملالي ايران وسدنة هيكل ولاية الفقيه على ضرورة الحفاظ على الشام من السقوط بيد الارهابيين كما يزعمون ،
( هنا تلاحظ عزيزي القارئ :
التطابق في الهواجس الايرانية والغربية والصهيونية ، فالايراني يخشى النواصب بينما الصهيوني يخشى الارهابيين ، وكلا الوصفين عند الصهيوني والايراني يحملان دلالة واحدة، ( اهل السنة ) .
ان الذي يجري في سوريا ليست مجرد ثورة ، بل هي معركة حاسمة سوف تحسم نتائج الحرب التي استمرت قرون بين الامة العربية واعداءها ، وان خسارة هذه الحرب ستجعل العرب يدخلون في مرحلة مظلمة جديدة قد تجعلنا من القوم الغابرين .
ان المعركة ليست كما يحاول بعض السفهاء تصويرها بطريقة تمحو الكثير من ملامحها او دلالاتها ،
وعلينا الحذر من تلك الاصوات المظلله لبعض ادعياء الثقافة وتجار الشعارات من سدنة هيكل ولاية الفقيه الذين يمثلون ذراع ايران الاخطر ، فقد تحول هؤلاء الى صفاقة من المرتزقة وشبيحة القلم الرخيص ، الى حد ان بعضهم صار يصدر الفتاوى التي تعتبر رامي مخلوف ولي امر المسلمين ولا يجوز للجمهور الخروج عن بيعته !!!
كنا والى وقت قريب نعتبر بعض رجال الدين من المنافقين سفهاء ووعاظ سلاطين ، ولم يك احد يشك باهل الثقافة والعلم على اعتبار انهم اما يساريين او ثوريين قوميين وبالتالي لم يكونوا موضع شبهة ،
فقد كان مألوفا ان نجد بعضا من رجال الدين من المنافقين يمنعوا الشعوب من الثورة تحت ذريعة الخوف من الفتنه ،،
او استنادا الى تأويل فقهي لقاعدة:
( درء المفاسد مقدم على جلب المصالح )
وبعضهم كان يرفع صوته معترضا بقوله ان الجهاد غير جائز لعدم وجود الراية الشرعية او ولي الامر
ولكن مع عصر الثورات العربية وتصاعد حركة الاحتجاج ، ظهر لنا فيلق جديد من الفقهاء الثوريين الذين يرددون نفس ،مصطلحات رجال الدين من المرجفين والمنافقين
وبدأنا نسمع ونقرا نفس مصطلحات رجال الدين من وعاظ السلاطين ،فرجل الدين المنافق يقول لايجوز الجهاد الا ،تحت راية شرعية
بينما فقهاءنا الثوريين يقولون لايجوز الخروج على النظام الا بوجود نظرية ثورية وحزب وقيادة طليعية تقود الثورة ، هذا صحيح ولكن متى ستظهر تلك الطليعة ياترى ؟؟ هل هذه الطليعة تختفي هي الاخرى بانتظار امام الزمان لتخرج معه ؟؟
هنا اتساءل :: !!!!!
ماهو الفرق بين طروحات رجل الدين وهؤلاء المثقفين ؟؟؟
ماهو الفرق بين الشيخ البوطي واعظ السلطان في سوريا وبين القلم الايراني الذي يختفي تحت جلباب الثوري القومي ؟؟؟
ياترى هل صار المثقف الثوري ينتظر ظهور المهدي لكي يقود التغيير
هل نحن امام مقتدى الصدر ولكنه يرتدي ربطة عنق ، وجيشه ليس ميليشيا مسلحة بل هي ميليشيا من ادعياء القومية والثورية !!! ..
اعتقد جازما ان الكل اصبح مقلدا لمقتدى الصدر حتى في عقله الباطن ..
وكل عام والشعب في قهر وحرمان حتى ياذن الله بخروج ولي الزمان.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية