الكاتب: مجيد البرغوثي
عندما تتفق جهتان هما على طرفي نقيض ضمن الطيف السياسي على مسألة تبدو غير محتملة للوهلة الأولى، فأنه غالبا ما يكون لها شأن هام.
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية المتزامنة مع إطلالة العصر النووي في عام 1945، كان العالم يتوقع صراعاً جديراً باسم " الحرب العالمية الثالثة " بكل إيحاءاتها الكارثية. فبعد يومين من أحداث 11 سبتمبر، أعلن الكاتب الصحفي في نيويورك تايمز توماس فريدمان أنها قد .. وصلت أخيراً: "هل يفهم بلدي حقاً أن هذه هي الحرب العالمية الثالثة؟
وعلى نحو مشابه، بعد وقوع مجزرة مدرسة بيسلان، شمال أوسيتيا، في 3 سبتمبر المرعب سنة 2004، اقتبست صحيفة التايمز قولاً للقس الأرثوذوكسي الكسندر بوريسوف يحذر فيه رعاياه من الهجمات الأرهابية المناصرة للشيشان عبر روسيا، معلناً : " ان الحرب العالمية الثالثة قد بدأت.
وفي غضون ذلك، يقدم جيمس وولزي مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية الأسبق – وهو من كبار المدافعين عن الهجوم على العراق بصفته عضواً في مجلس السياسات الدفاعية للبنتاجون – تشخيصاً تاريخياً مغايراً. ففي ابريل 2003، بعد غزو العراق مباشرة، كتب يقول إن الحملة على العراق كانت " جزءاً من الحرب العالمية الرابعة". ووفقا لحسابات وولزي، فان الحرب الباردة نفسها كانت هي الحرب العالمية الثالثة. وحذر من أن الصراع العالمي الجديد، كسابقة مباشرة، "سوف ُيقاس ، كما أخشى، بالعقود ".
بدأ تصور وولزي يلقى هوى لدى المحافظين الجدد. وفي عدد سبتمبر 2004 من مجلة كومنتري، نشر نورمان بودوريتز مقالا بعنوان " الحرب العالمية الرابعة: كيف بدأت، ماذا تعني، ولماذا يجب أن ننتصر". ووجد أن " الصراع الكبير الذي زُجَّت فيه الولايات المتحدة في 11/9 يمكن فهمه فقط إذا نظرنا إليه باعتباره الحرب العالمية الرابعة، وبذلك يشير بودوريتز إلى عمل اليوت أ. كوهين، وهو عضو آخر في مجلس السياسات الدفاعية، ومشارك في تأسيس مشروع القرن الأمريكي الجديد، ومدافع عن الحرب على العراق.
كتب بودوريتز: " أتفق مع أحد كبار الدراسين المعاصرين للأستراتيجيا العسكرية، إليوت أ. كوهين الذي يعتقد أن ما يطلق عليه بصفة عامة " الحرب العالمية الثالثة" ( وهو بالمناسبة مصطلح صاغه خبراء الدعاية السوفييت ) يجب أن يعطى اسما جديداً. " فالحرب الباردة" كما يقول كوهين، كانت بالفعل هي " الحرب العالمية الثالثة، التي تذكرنا بانه ليست كل الحروب العالمية تستلزم تحريك جيوش فيها عدة ملايين من الجنود، أو وجود جبهات حربية تقليدية على خارطة ما". وأنا اوافق أيضا على أن طبيعة الصراع الذي نحن فيه الآن يمكن تقديره حق قدره إذا نظرنا إليه على أنه الحرب العالمية الرابعة. ولتبرير تسميتها بهذا الاسم " بدلاً من الحرب على الإرهاب مثلا " -- يعدد كوهين قائمة ببعض " الملامح الأساسية " التي تتشابه فيها مع الحرب العالمية الثالثة. فهي فعلا عالمية، وسوف تتضمن خليطا من الجهود العنيفة وغير العنيفة، وأنها سوف تتطلب تعبئة المهارات، والخبرات، والموارد، إذا لم يكن فيها أعداد هائلة من الجنود، وأنها قد تدوم لمدة طويلة، وأن لها جذورا ً أيدولوجية". وهناك صفة أخرى تشترك فيها الحرب العالمية الرابعة مع الثالثة ولا يذكرها كوهين وهي: ان الحربين كليهما تم إعلانهما من خلال إعلان عقيدة رئاسية."
ويرى بودوريتز أنه كما كانت عقيدة ترومان التي تقضي بالتدخل عالميا ضد انتشار الشيوعية في عام 1947 إيذاناً ببدء الحرب الباردة، فإن عقيدة بوش بشن حملة عسكرية نشطة ضد الإرهاب كانت إشارة لبدء الحرب العالمية الرابعة.
ويشترك في هذا المنطق، من بين الجميع، القائد السري ماركوس – الرجل المُقَنَّع الشاعري، المتدفق الناطق باسم جيش التحرير الوطني، زاباتيستا، وهم متمردو هنود المايا في ولاية تشيباس جنوب المكسيك. فبعيدا عن ردهات السلطة، يوقع ماركوس بيانه المطول والذي يغلب عليه الطابع المسرحي، " من موقعه في الجبال جنوبي شرق المكسيك". ومع انهيار الحوار السلمي مع حكومة المكسيك الآن، يحافظ ماركوس وجيش زاباتيستا على منطقة الحكم الذاتي في مرتفعات وأدغال تشيباس النائية والفقيرة. وفي عام 1997، قبل أحداث 11/9 بكثير، وقبل ظهور عقيدة بوش، كتب ماركوس أن العولمة ( " الليبرالية الجديدة" كما تعرف في أمريكا اللاتينية، إشارة الى العودة إلى ليبرالية السوق الحرة في القرن التاسع عشر) تمثل فعلا "حربا عالمية رابعة" -- سباق من أجل "السيطرة على مزيد من المناطق ". وفي سبتمبر من عام 2004 – وهو نفس الشهر الذي صدر فيه مقال بودوريتز – عاد ماركوس إلى هذه الفكرة في بيان بعنوان " سرعة الأحلام ". وقد حاول ذلك البيان متعدد الاقسام وضع الثورة المتوقفة لرجال زاباتيستا ضمن سياق عالمي.
إن أيدولوجية المحافظين الجدد في الولايات المتحدة تحلم بتاسيس ليبرالية جديدة تشبة "ديزني لاند". كما كتب ماركوس. ولكن الواقع يعمل عكس ذلك الحلم. ويحدد العراق كمثال على :" ما ينتظر العالم إذا ربحت الليبرالية الجديدة هذه الحرب العظمى، أي الحرب العالمية الرابعة: انتشار البطالة بنسبة 70% تقريباً، شَلّ الصناعة والتجارة، بناء الجدران المضادة للتفجير، في جميع الجهات، زيادة مضطردة في التطرف، الحرب الاهلية .. وتصدير الأرهاب للعالم أجمع.
ويقول ماركوس محتجاً أن " الحرب العالمية الرابعة تُشَن حالياً من قبل الليبرالية الجديدة ضد الانسانية .. في جميع الجبهات ومختلف المناطق بما في ذلك جبال المكسيك الجنوبية الشرقية. ويجري ذلك نفسه في فلسطين، والشيشان والبلقان والسودان وأفغانستان، بواسطة جيوش نظامية بدرجات متفاوتة. والليبرالية الجديدة هي التي تجلب التطرف، بواسطة نفس اليد، من هذا الفصيل أو ذاك إلى كل ركن من أركان هذا الكوكب. وهي التي توقع الضحايا في امريكا اللاتينية، وأوروبا وآسيا وإفريقيا وأستراليا والشرق الأقصى، مع قنابل مالية تفتت دولاً كاملة ... هذه الحرب التي تهدف الى تدمير/تهجير مناطق آهلة بالسكان، وتعيد تشكيل/تنظيم مناطق جغرافية محلية وإقليمية، وتكوين خارطة عالمية جديدة بالدم والنار. وهي الحرب التي تترك في طريقها التوقيع الذي يُعَرّف عليها ألا وهو: الموت.
لذلك ربما كان سؤالنا " ما هي سرعة الأحلام؟" يجب أن يقترن بالسؤال التالي: "ما هي سرعة الكوابيس؟".
إن الفقرة السابقة تعترف بوحدة المفارقة بين العولمة من جهة والتطرف العرقي أو الديني الذي يقف ضدها بوضوح من جهة أخرى – وكلاهما يتغذى على حساب الآخر، وكلاهما يسعى إلى كسر التحكم الديمقراطي في المناطق والموارد.
وهناك رؤية طوباوية بشكل مفزع لنفس الظاهرة يقدمها مُنظر آخر من منظري البنتاجون، وهو توماس بي. م. بارنيت من كلية الحرب البحرية الأمريكية، وهو مؤلف كتاب: خارطة البنتاجون الجديدة: الحرب والسلام في القرن الحادي والعشرين ( بوتنام، 2004). ففي مارس 2003، وهو نفس الوقت الذي غزا فيه بوش العراق، نشرت إيسكاواير مقالة شرح فيها بارنيت نظريته:
" دعوني أقول لكم لماذا أرى أن الاشتباك مع نظام صدام حسين في بغداد ليس ضروريا وحتميا فحسب، بل هو أمر جيد أيضاً. عندما تذهب الولايات المتحدة في نهاية الأمر مرة ثانية إلى الحرب في الخليج، فان ذلك لن يشكل مجرد حسم للنتائج القديمة، أو مجرد نزع للأسلحة غير القانونية بالقوة .. إن حربنا الثانية في الخليج ستمثل نقطة ذات دلالة تاريخية – فهي اللحظة التي تبسط فيها واشنطن ملكيتها الحقيقية لزمام الأمن الاستراتيجي في عصر العولمة ... لحظة تجبر الامريكييين على فهم ما أعتقد أنه معيار الأمن الذي يشكل هذا العصر، والمعيار بالتحديد هو: العزلة تحدد الخطر.
ان نظام صدام حسين الخارج عن القانون منفصل بشكل خطير عن عالم العولمة .. دلني على مكان تكون فيه العولمة كثيفة وتتمتع بشبكة اتصال، معاملات مالية، تدفق إعلامي حر وأمن جماعي، أدلك على المناطق التي تمثل حكومات مستقرة تتمتع بمستويات معيشية متنامية ... ومثل هذه المناطق في العالم اسميها المركز الفعال، أو المركز. ولكن دلني على أماكن تكون فيها العولمة شحيحة أو غائبة، أدلك على المناطق المبتلاة بانظمة قمعية سياسياً، وتتميز بانتشار واسع للفقر والمرض والقتل الجماعي الروتيني، و – الاهم من ذلك، وجود صراعات مزمنة تشكل حاضنة للجيل القادم من الإرهابيين العالميين. وهذه المناطق من العالم أسميها الفجوة غير التكاملية، أو الفجوة. ربما كان " ثقب الأوزون " ( الفجوة) في عصر العولمة بعيداً عن الأنظار والعقول قبل 11 سبتمبر 2001، ولكن من الصعب التغاضي عنه منذ ذلك الحين..."
إن الخارطة العالمية التي ترافق تلك المقالة تظهر فجوة بارنيت كمنطقة بارزة مُشتتة حول خط الاستواء. واقصى عرض لها حين يكون مركزها الخليج ، ثم تتجه شمالا لتشمل آسيا الوسطى، والقوقاز والبلقان، ثم تتجه جنوباً لتشمل كل افريقيا تقريبا. ومن جهة الشرق، تضم أجزاء من شبه القارة الهندية وكل جنوبي شرق آسيا بما في ذلك إندونيسيا والفلبين. ومن الغرب، تتعدى الفجوة المحيط الاطلسي لتشمل برزخ أمريكا الوسطى وسلسلة الأنديز حتى جنوبي بوليفيا. وتعرف المكسيك بأنها واحدة من " دول الربط" وتقع ضمن حدود هذه الفجوة الدموية.
وبالنسبة لبارنيت، فإن العولمة إجبارية لجميع الأمم، ويجب فرضها على الدول المارقة بقوة النار الأمريكية. أما الميول الغريزية المعادية للحرب أو العولمة فيجب استبعادها كعنصر مضلل." إن ارتجاف الرُّكَب كرد فعل لكثير من الأمريكيين إزاء 11 سبتمبر يعني أن نقول " دعونا نتخلص من الاعتماد على النفط الاجنبي، وبعدها لن نكون مضطرين إلى التعامل مع هؤلاء الناس". وإن أكثر الفرضيات سذاجة وراء هذا الحلم هو أن خفض الاتصال القليل القائم بين الفجوة والمركز سوف يجعلها أقل خطراً علينا على المدى البعيد.
يرفض بارنيت في الواقع مصطلح " الحرب العالمية الرابعة" على أساس أنه مفزع، ولكنه – على نحو كاشف – يسمي الصراع القائم " العولمة الرابعة"، متبنياً المصطلح الذي طوره بعض منظري البنك الدولي. ومراحل العولمة الأربعة المحددة تتصل الى حد ما بالحروب العالمية الأربعة. المرحلة الاولى امتدت من 1914-1929 – من ويدرو ويلسون الى الكساد الكبير، وشملت الحرب العالمية الأولى، واقتطاع الدول العميلة للغرب الغنية بالنفط من أراضي الدولة العثمانية، والحملة البريطانية ضد التمرد في العراق، وإجهاض عصبة الأمم. وامتدت المرحلة الثانية من 1945- 1980 – وشملت التوسع ما بعد الحرب في نظام العولمة، وإنشاء الأمم المتحدة، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي واتفاقية "الجات". والمرحلة الثالثة من 1980-2001 بدات بالحرب المتجددة ضد الشيوعية، وعقيدة التحرر في عهد ريغان – ثاتشر، وشهدت انهيار الاتحاد السوفييتي، وأدت تراكمياً إلى تأسيس منظمة النافتا، وقيام الاتحاد الاوروبي، ومنظمة التجارة العالمية. أما المرحلة الرابعة، فقد بدأت في عام 2001، بالاندفاع الجديد للتوسع الغربي صبيحة 11 سبتمبر.
والجانب الخطير في أفكار بارنيت هو أنها تمثل تفويضاً بشَنّ هجوم عسكري ليس ضد المُستبدين الذين يبحثون عن دكتاتوريات مُغلقة، ولكن – بنفس المنطق تحديداً – ضد الشعوب الأصلية التي تسعى ببساطة إلى المحافظة على تقاليدها القديمة بالاكتفاء الذاتي وتركها تعيش بسلام. وبالفعل، فان الشعوب الأصلية غالبا ما تكون هي الأهداف الحقيقية للحملات الجديدة ضد الأرهاب. فالمجتمعات الزراعية الفلسطينية تُستاصل من أراضيها التقليدية بواسطة " الجدار الأمني" الإسرائيلي. وجماعات "الايجورز" في مقاطعة زينجيانغ في الصين والبربر في الكابيليا يواجهون قمعاً متصاعداً حيث تنادي الحكومتان الوطنيتان في الصين والجزائر بموقف مشترك مع حملة بوش العسكرية العالمية. والهنود والكامبسينو في كولومبيا مستهدفون من قبل الجيش النظامي وغير النظامي الذي يتلقى الدعم من الولايات المتحدة لانهم ببساطة يطالبون بحقهم في عدم المشاركة في الحرب الاهلية. وفي كل مكان، فإن الوصول إلى المناطق والموارد الطبيعية – النفط والغاز الطبيعي وحتى المياه – يكمن وراء الصراعات الدامية.
وهذا يثير سخرية كاشفة لمصطلح "الحرب العالمية الرابعة": فهي، الى درجة كبيرة، حرب على العالم الرابع. وبالرغم من حقيقة أن "الحساب" أصبحت "مغلوطا" منذ اختفاء " العالم الثاني" بعد انتهاء الحرب الباردة، فان مصطلح "العالم الرابع" يستخدمه المدافعون عنه للإشارة إلى الأعراق التي لا تشكل دولاً، وللثقافات المقتلعة من جذورها. وينشر مركز الدراسات المحلية في أولمبيا بواشنطن مجلة العالم الرابع المخصصة لصراع الوجود الذي تخوضه هذه الجماعات في مختلف مناطق العالم.
إن عبارة "العالم الرابع" تبناها أتباع المفكر اللامركزي الراديكالي ليوبولد كوهر، الذي توقع في بيانه " تقسيم الأمم " انهيار المعسكر السوقييتي والانبعاث العالمي القائم حاليا للإقليمية العرقية. إن رؤية كوهر لعالم إنساني استلهمها جزئياً من حركة الفوضويين الذين أمسكوا بزمام السلطة في كتالونيا وأرغون إبان الحرب الأهلية الإسبانية، عندما كان يعمل هناك كمراسل حربي. توفي كوهر في عام 1949، ولكن وريثه الفكري، جون بابوورث، لا يزال ينشر مجلة "فورث ورلد ريفيو" في انجلترا. وشعار المجلة هو: " من أجل الأمم الصغرى، والمجتمعات الصغرى والسيادة غير القابلة للتصرف للروح الانسانية.
وهكذا يمكن للعالم الرابع ان يستوعب أيضاً الفوضويين، والاقليميين واللامركزيين الذين يستمدون الهامهم من الشعوب الأصلية، ويبحثون عن توفير التضامن معهم – دون ان يحاولوا تعديل ثقافاتهم. والحرب العالمية الرابعة هي حرب علينا، على الفئات الموجودة ضمن القوى الإمبريالية، الفئات التي تسعى الى توسيع الديمقراطية والدفاع عنها وعن الثقافة المحلية ضد التهديدين المترابطين وهما العملقة الاقتصادية وإجراءات الدولة البوليسبة "المعادية للإرهاب" – أو أوروبا الاجتماعية التي يستنهضها ماركوس للتمييز بينها وبين أوروبا الإمبريالية المتمثلة في الإتحاد الاوروبي وحلف الناتو.
وتواجه هذه الحركات خطر الغوايتين: الأولى، الوقوع في التطرف العرقي الديني الذي تصعده قوى العولمة، رغم تناقضه معها، والثاني هو الانضمام للحملات العسكرية العولمية التي تعارض مثل هذا التطرف بشدة. الخطأ الاول يخلط بين الجيوب المسلحة التي يجري تطهيرها عرقياً في البوسنة أو المجموعات الإسلامية المتشددة تماماً في العراق أو مناطق الحكم الذاتي وبين زاباتيستا في تشيباس أو مناطق باريوس التي تحكم نفسها بنفسها في بيونس آيرس. والثاني يخلط بين الديمقراطية الجوفاء والتكنوقراطية التي تزعم العولمة المفروضة بالقوة العسكرية توسيعها وبين الحرية الإنسانية بمعناها المعروف.
إن الحلفاء غير المحتملين لوولزي وبودوريتز وماركوس قدموا مقياساً يمَكِّننا من قياس السرعة النسبية للكوابيس والأحلام.
Resource Box
بيل واينبيرج، محرر مجلة الكترونية بعنوان: "تقرير الحرب العالمية الرابعة" ومشارك في تأسيس المنظمة الوطنية للكفاح من أجل حرية العراق.
نُشر في :http://www.ww4report.com/worldwar4
عندما تتفق جهتان هما على طرفي نقيض ضمن الطيف السياسي على مسألة تبدو غير محتملة للوهلة الأولى، فأنه غالبا ما يكون لها شأن هام.
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية المتزامنة مع إطلالة العصر النووي في عام 1945، كان العالم يتوقع صراعاً جديراً باسم " الحرب العالمية الثالثة " بكل إيحاءاتها الكارثية. فبعد يومين من أحداث 11 سبتمبر، أعلن الكاتب الصحفي في نيويورك تايمز توماس فريدمان أنها قد .. وصلت أخيراً: "هل يفهم بلدي حقاً أن هذه هي الحرب العالمية الثالثة؟
وعلى نحو مشابه، بعد وقوع مجزرة مدرسة بيسلان، شمال أوسيتيا، في 3 سبتمبر المرعب سنة 2004، اقتبست صحيفة التايمز قولاً للقس الأرثوذوكسي الكسندر بوريسوف يحذر فيه رعاياه من الهجمات الأرهابية المناصرة للشيشان عبر روسيا، معلناً : " ان الحرب العالمية الثالثة قد بدأت.
وفي غضون ذلك، يقدم جيمس وولزي مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية الأسبق – وهو من كبار المدافعين عن الهجوم على العراق بصفته عضواً في مجلس السياسات الدفاعية للبنتاجون – تشخيصاً تاريخياً مغايراً. ففي ابريل 2003، بعد غزو العراق مباشرة، كتب يقول إن الحملة على العراق كانت " جزءاً من الحرب العالمية الرابعة". ووفقا لحسابات وولزي، فان الحرب الباردة نفسها كانت هي الحرب العالمية الثالثة. وحذر من أن الصراع العالمي الجديد، كسابقة مباشرة، "سوف ُيقاس ، كما أخشى، بالعقود ".
بدأ تصور وولزي يلقى هوى لدى المحافظين الجدد. وفي عدد سبتمبر 2004 من مجلة كومنتري، نشر نورمان بودوريتز مقالا بعنوان " الحرب العالمية الرابعة: كيف بدأت، ماذا تعني، ولماذا يجب أن ننتصر". ووجد أن " الصراع الكبير الذي زُجَّت فيه الولايات المتحدة في 11/9 يمكن فهمه فقط إذا نظرنا إليه باعتباره الحرب العالمية الرابعة، وبذلك يشير بودوريتز إلى عمل اليوت أ. كوهين، وهو عضو آخر في مجلس السياسات الدفاعية، ومشارك في تأسيس مشروع القرن الأمريكي الجديد، ومدافع عن الحرب على العراق.
كتب بودوريتز: " أتفق مع أحد كبار الدراسين المعاصرين للأستراتيجيا العسكرية، إليوت أ. كوهين الذي يعتقد أن ما يطلق عليه بصفة عامة " الحرب العالمية الثالثة" ( وهو بالمناسبة مصطلح صاغه خبراء الدعاية السوفييت ) يجب أن يعطى اسما جديداً. " فالحرب الباردة" كما يقول كوهين، كانت بالفعل هي " الحرب العالمية الثالثة، التي تذكرنا بانه ليست كل الحروب العالمية تستلزم تحريك جيوش فيها عدة ملايين من الجنود، أو وجود جبهات حربية تقليدية على خارطة ما". وأنا اوافق أيضا على أن طبيعة الصراع الذي نحن فيه الآن يمكن تقديره حق قدره إذا نظرنا إليه على أنه الحرب العالمية الرابعة. ولتبرير تسميتها بهذا الاسم " بدلاً من الحرب على الإرهاب مثلا " -- يعدد كوهين قائمة ببعض " الملامح الأساسية " التي تتشابه فيها مع الحرب العالمية الثالثة. فهي فعلا عالمية، وسوف تتضمن خليطا من الجهود العنيفة وغير العنيفة، وأنها سوف تتطلب تعبئة المهارات، والخبرات، والموارد، إذا لم يكن فيها أعداد هائلة من الجنود، وأنها قد تدوم لمدة طويلة، وأن لها جذورا ً أيدولوجية". وهناك صفة أخرى تشترك فيها الحرب العالمية الرابعة مع الثالثة ولا يذكرها كوهين وهي: ان الحربين كليهما تم إعلانهما من خلال إعلان عقيدة رئاسية."
ويرى بودوريتز أنه كما كانت عقيدة ترومان التي تقضي بالتدخل عالميا ضد انتشار الشيوعية في عام 1947 إيذاناً ببدء الحرب الباردة، فإن عقيدة بوش بشن حملة عسكرية نشطة ضد الإرهاب كانت إشارة لبدء الحرب العالمية الرابعة.
ويشترك في هذا المنطق، من بين الجميع، القائد السري ماركوس – الرجل المُقَنَّع الشاعري، المتدفق الناطق باسم جيش التحرير الوطني، زاباتيستا، وهم متمردو هنود المايا في ولاية تشيباس جنوب المكسيك. فبعيدا عن ردهات السلطة، يوقع ماركوس بيانه المطول والذي يغلب عليه الطابع المسرحي، " من موقعه في الجبال جنوبي شرق المكسيك". ومع انهيار الحوار السلمي مع حكومة المكسيك الآن، يحافظ ماركوس وجيش زاباتيستا على منطقة الحكم الذاتي في مرتفعات وأدغال تشيباس النائية والفقيرة. وفي عام 1997، قبل أحداث 11/9 بكثير، وقبل ظهور عقيدة بوش، كتب ماركوس أن العولمة ( " الليبرالية الجديدة" كما تعرف في أمريكا اللاتينية، إشارة الى العودة إلى ليبرالية السوق الحرة في القرن التاسع عشر) تمثل فعلا "حربا عالمية رابعة" -- سباق من أجل "السيطرة على مزيد من المناطق ". وفي سبتمبر من عام 2004 – وهو نفس الشهر الذي صدر فيه مقال بودوريتز – عاد ماركوس إلى هذه الفكرة في بيان بعنوان " سرعة الأحلام ". وقد حاول ذلك البيان متعدد الاقسام وضع الثورة المتوقفة لرجال زاباتيستا ضمن سياق عالمي.
إن أيدولوجية المحافظين الجدد في الولايات المتحدة تحلم بتاسيس ليبرالية جديدة تشبة "ديزني لاند". كما كتب ماركوس. ولكن الواقع يعمل عكس ذلك الحلم. ويحدد العراق كمثال على :" ما ينتظر العالم إذا ربحت الليبرالية الجديدة هذه الحرب العظمى، أي الحرب العالمية الرابعة: انتشار البطالة بنسبة 70% تقريباً، شَلّ الصناعة والتجارة، بناء الجدران المضادة للتفجير، في جميع الجهات، زيادة مضطردة في التطرف، الحرب الاهلية .. وتصدير الأرهاب للعالم أجمع.
ويقول ماركوس محتجاً أن " الحرب العالمية الرابعة تُشَن حالياً من قبل الليبرالية الجديدة ضد الانسانية .. في جميع الجبهات ومختلف المناطق بما في ذلك جبال المكسيك الجنوبية الشرقية. ويجري ذلك نفسه في فلسطين، والشيشان والبلقان والسودان وأفغانستان، بواسطة جيوش نظامية بدرجات متفاوتة. والليبرالية الجديدة هي التي تجلب التطرف، بواسطة نفس اليد، من هذا الفصيل أو ذاك إلى كل ركن من أركان هذا الكوكب. وهي التي توقع الضحايا في امريكا اللاتينية، وأوروبا وآسيا وإفريقيا وأستراليا والشرق الأقصى، مع قنابل مالية تفتت دولاً كاملة ... هذه الحرب التي تهدف الى تدمير/تهجير مناطق آهلة بالسكان، وتعيد تشكيل/تنظيم مناطق جغرافية محلية وإقليمية، وتكوين خارطة عالمية جديدة بالدم والنار. وهي الحرب التي تترك في طريقها التوقيع الذي يُعَرّف عليها ألا وهو: الموت.
لذلك ربما كان سؤالنا " ما هي سرعة الأحلام؟" يجب أن يقترن بالسؤال التالي: "ما هي سرعة الكوابيس؟".
إن الفقرة السابقة تعترف بوحدة المفارقة بين العولمة من جهة والتطرف العرقي أو الديني الذي يقف ضدها بوضوح من جهة أخرى – وكلاهما يتغذى على حساب الآخر، وكلاهما يسعى إلى كسر التحكم الديمقراطي في المناطق والموارد.
وهناك رؤية طوباوية بشكل مفزع لنفس الظاهرة يقدمها مُنظر آخر من منظري البنتاجون، وهو توماس بي. م. بارنيت من كلية الحرب البحرية الأمريكية، وهو مؤلف كتاب: خارطة البنتاجون الجديدة: الحرب والسلام في القرن الحادي والعشرين ( بوتنام، 2004). ففي مارس 2003، وهو نفس الوقت الذي غزا فيه بوش العراق، نشرت إيسكاواير مقالة شرح فيها بارنيت نظريته:
" دعوني أقول لكم لماذا أرى أن الاشتباك مع نظام صدام حسين في بغداد ليس ضروريا وحتميا فحسب، بل هو أمر جيد أيضاً. عندما تذهب الولايات المتحدة في نهاية الأمر مرة ثانية إلى الحرب في الخليج، فان ذلك لن يشكل مجرد حسم للنتائج القديمة، أو مجرد نزع للأسلحة غير القانونية بالقوة .. إن حربنا الثانية في الخليج ستمثل نقطة ذات دلالة تاريخية – فهي اللحظة التي تبسط فيها واشنطن ملكيتها الحقيقية لزمام الأمن الاستراتيجي في عصر العولمة ... لحظة تجبر الامريكييين على فهم ما أعتقد أنه معيار الأمن الذي يشكل هذا العصر، والمعيار بالتحديد هو: العزلة تحدد الخطر.
ان نظام صدام حسين الخارج عن القانون منفصل بشكل خطير عن عالم العولمة .. دلني على مكان تكون فيه العولمة كثيفة وتتمتع بشبكة اتصال، معاملات مالية، تدفق إعلامي حر وأمن جماعي، أدلك على المناطق التي تمثل حكومات مستقرة تتمتع بمستويات معيشية متنامية ... ومثل هذه المناطق في العالم اسميها المركز الفعال، أو المركز. ولكن دلني على أماكن تكون فيها العولمة شحيحة أو غائبة، أدلك على المناطق المبتلاة بانظمة قمعية سياسياً، وتتميز بانتشار واسع للفقر والمرض والقتل الجماعي الروتيني، و – الاهم من ذلك، وجود صراعات مزمنة تشكل حاضنة للجيل القادم من الإرهابيين العالميين. وهذه المناطق من العالم أسميها الفجوة غير التكاملية، أو الفجوة. ربما كان " ثقب الأوزون " ( الفجوة) في عصر العولمة بعيداً عن الأنظار والعقول قبل 11 سبتمبر 2001، ولكن من الصعب التغاضي عنه منذ ذلك الحين..."
إن الخارطة العالمية التي ترافق تلك المقالة تظهر فجوة بارنيت كمنطقة بارزة مُشتتة حول خط الاستواء. واقصى عرض لها حين يكون مركزها الخليج ، ثم تتجه شمالا لتشمل آسيا الوسطى، والقوقاز والبلقان، ثم تتجه جنوباً لتشمل كل افريقيا تقريبا. ومن جهة الشرق، تضم أجزاء من شبه القارة الهندية وكل جنوبي شرق آسيا بما في ذلك إندونيسيا والفلبين. ومن الغرب، تتعدى الفجوة المحيط الاطلسي لتشمل برزخ أمريكا الوسطى وسلسلة الأنديز حتى جنوبي بوليفيا. وتعرف المكسيك بأنها واحدة من " دول الربط" وتقع ضمن حدود هذه الفجوة الدموية.
وبالنسبة لبارنيت، فإن العولمة إجبارية لجميع الأمم، ويجب فرضها على الدول المارقة بقوة النار الأمريكية. أما الميول الغريزية المعادية للحرب أو العولمة فيجب استبعادها كعنصر مضلل." إن ارتجاف الرُّكَب كرد فعل لكثير من الأمريكيين إزاء 11 سبتمبر يعني أن نقول " دعونا نتخلص من الاعتماد على النفط الاجنبي، وبعدها لن نكون مضطرين إلى التعامل مع هؤلاء الناس". وإن أكثر الفرضيات سذاجة وراء هذا الحلم هو أن خفض الاتصال القليل القائم بين الفجوة والمركز سوف يجعلها أقل خطراً علينا على المدى البعيد.
يرفض بارنيت في الواقع مصطلح " الحرب العالمية الرابعة" على أساس أنه مفزع، ولكنه – على نحو كاشف – يسمي الصراع القائم " العولمة الرابعة"، متبنياً المصطلح الذي طوره بعض منظري البنك الدولي. ومراحل العولمة الأربعة المحددة تتصل الى حد ما بالحروب العالمية الأربعة. المرحلة الاولى امتدت من 1914-1929 – من ويدرو ويلسون الى الكساد الكبير، وشملت الحرب العالمية الأولى، واقتطاع الدول العميلة للغرب الغنية بالنفط من أراضي الدولة العثمانية، والحملة البريطانية ضد التمرد في العراق، وإجهاض عصبة الأمم. وامتدت المرحلة الثانية من 1945- 1980 – وشملت التوسع ما بعد الحرب في نظام العولمة، وإنشاء الأمم المتحدة، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي واتفاقية "الجات". والمرحلة الثالثة من 1980-2001 بدات بالحرب المتجددة ضد الشيوعية، وعقيدة التحرر في عهد ريغان – ثاتشر، وشهدت انهيار الاتحاد السوفييتي، وأدت تراكمياً إلى تأسيس منظمة النافتا، وقيام الاتحاد الاوروبي، ومنظمة التجارة العالمية. أما المرحلة الرابعة، فقد بدأت في عام 2001، بالاندفاع الجديد للتوسع الغربي صبيحة 11 سبتمبر.
والجانب الخطير في أفكار بارنيت هو أنها تمثل تفويضاً بشَنّ هجوم عسكري ليس ضد المُستبدين الذين يبحثون عن دكتاتوريات مُغلقة، ولكن – بنفس المنطق تحديداً – ضد الشعوب الأصلية التي تسعى ببساطة إلى المحافظة على تقاليدها القديمة بالاكتفاء الذاتي وتركها تعيش بسلام. وبالفعل، فان الشعوب الأصلية غالبا ما تكون هي الأهداف الحقيقية للحملات الجديدة ضد الأرهاب. فالمجتمعات الزراعية الفلسطينية تُستاصل من أراضيها التقليدية بواسطة " الجدار الأمني" الإسرائيلي. وجماعات "الايجورز" في مقاطعة زينجيانغ في الصين والبربر في الكابيليا يواجهون قمعاً متصاعداً حيث تنادي الحكومتان الوطنيتان في الصين والجزائر بموقف مشترك مع حملة بوش العسكرية العالمية. والهنود والكامبسينو في كولومبيا مستهدفون من قبل الجيش النظامي وغير النظامي الذي يتلقى الدعم من الولايات المتحدة لانهم ببساطة يطالبون بحقهم في عدم المشاركة في الحرب الاهلية. وفي كل مكان، فإن الوصول إلى المناطق والموارد الطبيعية – النفط والغاز الطبيعي وحتى المياه – يكمن وراء الصراعات الدامية.
وهذا يثير سخرية كاشفة لمصطلح "الحرب العالمية الرابعة": فهي، الى درجة كبيرة، حرب على العالم الرابع. وبالرغم من حقيقة أن "الحساب" أصبحت "مغلوطا" منذ اختفاء " العالم الثاني" بعد انتهاء الحرب الباردة، فان مصطلح "العالم الرابع" يستخدمه المدافعون عنه للإشارة إلى الأعراق التي لا تشكل دولاً، وللثقافات المقتلعة من جذورها. وينشر مركز الدراسات المحلية في أولمبيا بواشنطن مجلة العالم الرابع المخصصة لصراع الوجود الذي تخوضه هذه الجماعات في مختلف مناطق العالم.
إن عبارة "العالم الرابع" تبناها أتباع المفكر اللامركزي الراديكالي ليوبولد كوهر، الذي توقع في بيانه " تقسيم الأمم " انهيار المعسكر السوقييتي والانبعاث العالمي القائم حاليا للإقليمية العرقية. إن رؤية كوهر لعالم إنساني استلهمها جزئياً من حركة الفوضويين الذين أمسكوا بزمام السلطة في كتالونيا وأرغون إبان الحرب الأهلية الإسبانية، عندما كان يعمل هناك كمراسل حربي. توفي كوهر في عام 1949، ولكن وريثه الفكري، جون بابوورث، لا يزال ينشر مجلة "فورث ورلد ريفيو" في انجلترا. وشعار المجلة هو: " من أجل الأمم الصغرى، والمجتمعات الصغرى والسيادة غير القابلة للتصرف للروح الانسانية.
وهكذا يمكن للعالم الرابع ان يستوعب أيضاً الفوضويين، والاقليميين واللامركزيين الذين يستمدون الهامهم من الشعوب الأصلية، ويبحثون عن توفير التضامن معهم – دون ان يحاولوا تعديل ثقافاتهم. والحرب العالمية الرابعة هي حرب علينا، على الفئات الموجودة ضمن القوى الإمبريالية، الفئات التي تسعى الى توسيع الديمقراطية والدفاع عنها وعن الثقافة المحلية ضد التهديدين المترابطين وهما العملقة الاقتصادية وإجراءات الدولة البوليسبة "المعادية للإرهاب" – أو أوروبا الاجتماعية التي يستنهضها ماركوس للتمييز بينها وبين أوروبا الإمبريالية المتمثلة في الإتحاد الاوروبي وحلف الناتو.
وتواجه هذه الحركات خطر الغوايتين: الأولى، الوقوع في التطرف العرقي الديني الذي تصعده قوى العولمة، رغم تناقضه معها، والثاني هو الانضمام للحملات العسكرية العولمية التي تعارض مثل هذا التطرف بشدة. الخطأ الاول يخلط بين الجيوب المسلحة التي يجري تطهيرها عرقياً في البوسنة أو المجموعات الإسلامية المتشددة تماماً في العراق أو مناطق الحكم الذاتي وبين زاباتيستا في تشيباس أو مناطق باريوس التي تحكم نفسها بنفسها في بيونس آيرس. والثاني يخلط بين الديمقراطية الجوفاء والتكنوقراطية التي تزعم العولمة المفروضة بالقوة العسكرية توسيعها وبين الحرية الإنسانية بمعناها المعروف.
إن الحلفاء غير المحتملين لوولزي وبودوريتز وماركوس قدموا مقياساً يمَكِّننا من قياس السرعة النسبية للكوابيس والأحلام.
Resource Box
بيل واينبيرج، محرر مجلة الكترونية بعنوان: "تقرير الحرب العالمية الرابعة" ومشارك في تأسيس المنظمة الوطنية للكفاح من أجل حرية العراق.
نُشر في :http://www.ww4report.com/worldwar4
0 comments:
إرسال تعليق