الجمعة، 16 نوفمبر 2012

بصراحة... وعلى بساط "أحمدي"

بقلم: محمد البوعزيزي

 أستغرب الهبة العربية الأخوية المجترة من الكثيرين من غلاة العرب، والقوميين العرب، والوحدويين، وأولهم بعض الناصريين، وسواهم، بُعيد تعرض غزة المحتلة للقصف من قبل العدو الصهيوني، واستشهاد عدد من الاخوة الفلسطينيين، ومنهم أحد أبرز قادة كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة "حماس" الشهيد أحمد الجعبري وطبعا، هذا الإستغراب لا يعني بأي حال، أن ما يحصل لا يستحق أي ردة فعل، ولو بالكلام، كما يحصل الآن، أو بالبيانات، أو بالتصريحات السياسية، على امتداد مساحات أمتنا العربية، وايضا الدول الإسلامية، وخصوصا منها الدول المصنفة مقاومة وممانعة، علما أنها لا تحمي فلسطينيا مستهدفا بالموت، ولا تطعم طفلة فلسطينية جائعة تحت الحصار الصهيوني، المستمر على غزة منذ احتلال كل فلسطين في العام 1948، بقبول عربي وقح، وبموافقة غربية ـ أممية أكثر وقاحة وفجورا سبب الاستغراب، هو شعوري بأن كل من أعلن موقفا اليوم، أو في الأمس وقبله، حيال ما يجري في غزة، فوجيء بما حصل، وكأن العدو الصهيوني يقوم بعملية غادرة بحق أهالينا في فلسطين للمرة الاولى، وكأن العدو يستهدف قادة مقاومين فلسطينيين، ومدنيين عزل للمرة الاولى، وكأن هذا العدو، أقسم بالله الذي نؤمن به، وبآلهته، بأنه لن يقوم بأي اعتداء على أهالينا في أي شبر من فلسطين، وأنه وعدنا بكل ذلك، ولم يف بوعده، أو أنه تعهد لنا بتقديم سلام مزعوم، ونحن لم نستوعب طريقته في إيصالنا الى هذا الحلم، الذي يراود العديد من الحكام العرب، من غير المقاومين أو الممانعين سبب استغرابي، هو ردة الفعل التي تدلل على أن أصحابها يعيشون خارج السياق الطبيعي لحاضرنا، الذي يخط تاريخنا العربي مجبولا بالحقارة والذل، منذ تم احتلال فلسطين. واليوم يتذكر كل هؤلاء أن غزة تتعرض لقصف صهيوني غاشم، والعدو يقتل أهالينا على مرأى من المجتمع الدولي الاكثر حضارة وتطورا منا، وأمام ناظري أوروبا رائدة الحريات في العالم، وأم الثورة الصناعية، التي نقلت العالم من حياة الجهل والبدائية، الى ما نحن عليه اليوم وأيضا استغرب موافقة بعض هؤلاء على سقوط الشهداء يوميا في سوريا، على أيادي عصابات الأسد الصغير، لأنهم يطالبون بالحرية، بل ومنهم من يؤازر هذا النظام في فعلته، ماديا وسياسيا وإعلاميا، وبعض البعض يسانده في القتال المباشر ضد أهالينا في سوريا، واستنكارهم تعرض العدو لأهالينا في فلسطين المحتلة لأنهم أيضا يطالبون بالحرية، أي مفارقة هذه؟ فهل يجوز الصمت على قتل السوريين لأن من يستهدفهم يدعي المقاومة؟ وفي المقابل يدعي البعض استنكاره ما يحصل في فلسطين؟ لأن قاتلهم هو العدو الصهيوني؟ ما الذي تريدون قوله؟قتل الشعب السوري حلال وقتل الشعب الفلسطيني حرام!!!أهذا ما تريدون قوله؟؟إن قتل اي عربي حرام حرام حرام الى يوم الدين، وقتل أي نفس بغير وجه حق اتاحه الله ايضا حرام، كائنا من كان صاحبهاالرجاء احترام عقول الناس، كفوا عن التمثيل والتبجح، وارموا شعار فلسطين الذي تاجرتم به على مدى عقود، أنتم وقادتكم المقاومين والممانعين، لأنكم لا تخجلوا من مواقفكم، ولا من تأييدكم لنظام عنصري يقتل أهالينا في سوريا، ولا يتردد في إدانة ما تعرضت له غزة، وبكل وقاحة يستنكر القصف على هذا القطاع الذي لا تعادل مساحته، مساحة حي صغير في دمشق، دمشق التي صب جام غضبه وحقده عليها، لأن أهاليها يطالبون بالحرية، مبررا ذلك باستغلال العنوان السخيف الذي يشبهه ويشبه مريديه، وهو قتال ما يسمى "القاعدة"، وللاسف أنتم تصدقون، وتمعنون في بغيكم مساندة لنظام عنصري عميل للأجنبي ويحتل قلب عروبتكم استغرب عدم مطالبتكم دول المقاومة والممانعة، ومنها سوريا، بتنفيذ وعودها أمامكم على الأقل، وأمام المقاومين والممانعين، وها هي غزة، هي المعيار، وعندما نرى الطيران الحربي السوري الذي ضل طريقه في فضاءات أمتنا الواسعة، وراح يوزع هدايا الموت على أطفال ونساء وشيوخ وشباب سوريا دون وازع، في كل مدينة وقرية وحي وزاروب، بل وفي كل شارع، وممر ودار ومنزل، يتجه الى أجواء فلسطين المحتلة، ويرمي صواريخه على المحتلين الصهاينة، ويكف شروره عن سوريا أرضا وشعبا، سنرفع لكم وله القبعة، ونقول أخطانا بحقه وحقكم، لأن هذا النظام العنصري يعرف العدو الحقيقي، ونحن كنا من الضالين ولكن، نقول بكل صراحة، وعلى بساط "أحمدي"، لقد وضعوا ذيل الكلب الأعوج أربعين سنة في القالب، وهي الفترة التي تقارب حكم آل الاسد في سوريا، وعندما أخرجوه، عاد الى اعوجاجه

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية