بقلم حسان القطب
فلسطين والقضية الفلسطينية عنوان استخدمه كل ديكتاتور لبسط سلطته على دولته ولممارسة الظلم على شعبه، تماماً كما يقوم حزب الله اليوم كما بالأمس بتوزيع السلاح على جمهوره باسم فلسطين والقضية الفلسطينية، والخطوة الأكثر وقاحة في هذا الإطار كانت اجتياح المناطق اللبنانية والعاصمة بيروت في 7 أيار/مايوم من عام 2008، باسم حماية المقاومة التي تستعد لحماية لبنان وتحرير فلسطين، وتعرضت غزة مع نهاية عام 2008، لعدوان واسع ولم يحرك حزب الله ساكناً، وانفضاح أمره دفع نصرالله ليرفع صوته قائلاً بأن حزب الله دعم حركة حماس خلال الحرب دون التدخل المباشر....؟؟؟
وحين اندلعت الثورة السورية المنصورة بإذن الله، وقف حزب الله إلى جانب النظام الفاشي المذهبي الطائفي، الذي يقوده بشار الأسد مستنداً إلى ارتباط هذا النظام بمحور الممانعة والمقاومة الذي تقوده إيران لتدمير إسرائيل وتحرير فلسطين ومنع التوطين...؟؟؟ وسقط وما زال يسقط العديد من القتلى من حزب الله باسم الدفاع عن هذا النظام وإجرامه ولحماية استمراره في قتل أبناء شعبه والاعتداء على احرار لبنان وأبناء لبنان..ولكن لم نر أو نسمع او نشهد استعداداً من قبل حزب الله أو تحضيراً لمقاوميه كما يقول ومجاهديه كما يدعَي، لكي يتدخل فاتحاً جبهة الجنوب على مصراعيها امام مجاهدي المقاومة الفلسطينية لدعم الشعب الفلسطيني في غزة ولتخفيف الضغط عن الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل او في غزة هاشم الصامدة المجاهدة.. بل على العكس من ذلك فهو يدفع بعض الأبواق لتهاجم القيادة المصرية مطالباً إياها بالتدخل العسكري وأخذاً عليها عدم التحضير لتحرير فلسطين، وهي لم تستلم السلطة بشكل كامل بعد..ولم يمض عليها في السلطة أشهر..؟؟ بينما يتجاهل إيران ومضى على مرشدها وفريقه في السلطة 33 عاماً ولم يبادر إلى اليوم سوى إلى دعم بعض المجموعات في اليمن والبحرين والعراق ونيجيريا والباكستان، وشراء بعض الأصوات في فلسطين، ويهدد كل يوم بتدمير إسرائيل بالكامل إذا اعتدت عليه....؟؟؟ السؤال المطروح، هل هذا هو شرط التحرير وعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه..؟؟ إذاً المطلوب من الشعب الفلسطيني حتى يعود إلى أرضه ويحرر ترابه أن يناشد قادة إسرائيل المبادرة إلى ضرب إيران لعل هذه الأمنية بالعودة تتحقق...؟؟؟؟
على العكس من كل هذا فإننا نرى ونسمع ونشاهد ونتأكد كل يوم بأن حزب الله يوزع سلاحاً في الداخل اللبناني من الجنوب إلى الشمال، ويحاول زرع مجموعات خاصة به في بؤر امنية، وجزر مسلحة ويغطي الفساد والمفسدين من كافة الطوائف طالما هم، مؤيدين لمشروعه وداعمين لسياساته، ويعملون على تغطية جرائمه تماماً كما حدث في صيدا، حين تم التحضير للكمين الفتنة..؟؟ وبعد ان تم تهريب القتلة بسرية تامة وبرعاية كاملة..تأكيداً لوجود روح إجرامية ونيات مبيته..؟؟ وهل هذا يخدم فلسطين وشعب فلسطين..؟؟ وهل هذا هو تصويب البوصلة الذي يدعوا إليه حزب الله والجماعات المؤيدة له بقوة الدولار الأميركي والرعاية السياسية والحماية الأمنية التي يؤمنها لهم....؟؟
الشعب العربي واللبناني بشكل خاص ينتظر أن يرى أفعال لا ان يسمع أقوال ويريد ان يرى نتائج لا أن يسمع اتهامات.. إذا كانت فلسطين هي مبرر حمل السلاح وتجاوز القانون وكل ما يجري من تجاوزات، فهذا هو الوقت المناسب لنرى الاندفاع نحو تأييد القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني....وبكل قوة....؟؟ وينتظر بشكل خاص هذه الأبواق التي تتحدث عن فلسطين كل يوم وساعة في الميادين والساحات وعبر كل سفير ومن خلال توزيع الأخبار، برؤوس معممة وأخرى قد أعماها نور المال ومنار الضلال..؟؟ فلتبادر هذه القوى ومن معها للانطلاق نحو الحدود الجنوبية ونحو القدس وغزة.. وهذا متاح اليوم بكل سهولة ويسر، لنرى مدى صدقها هي وراعيها إيران وحزب الله، ومع نفسها إذا كانت صادقة، وهي بالتأكيد ليست كذلك، إنها التجارة نفسها التي اعتمدتها أنظمة الطغاة، التي تقوم على استغلال القضية الفلسطينية وليس لخدمتها.....؟؟؟ وعلى إدانة الجميع حتى تتجنب الإدانة عن نفسها..؟؟؟
0 comments:
إرسال تعليق