الثلاثاء، 27 مارس 2012

وكأن شيئا لم يكن: الأسد يسترضي سكان بابا عمرو ويعدهم بحياة أفضل

اكد الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء خلال تفقده حي بابا عمرو في مدينة حمص في وسط سوريا ان الحي سيعود "افضل بكثير مما كان"، وان "الحياة الطبيعية" سترجع إليه بعد الاحداث الدامية التي شهدها وتسببت بسقوط مئات القتلى قبل اسابيع.

وكان التلفزيون السوري الرسمي اعلن ان الاسد "تفقد منطقة بابا عمرو بحمص". ثم بث "صورا اولية" للزيارة ظهر فيها الرئيس يحيط به محافظ المدينة غسان عبد العال وشخصيات ومواطنين يهتفون له ويتدافعون لالقاء التحية عليه.

وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان الاسد "قام صباح اليوم بزيارة حي بابا عمرو في حمص وجال في شوارعه وعاين ما تعرضت له المباني السكنية والبنية التحتية والمؤسسات الخدمية من تخريب ممنهج على يد المجموعات الارهابية المسلحة".

وبدا الرئيس في الصور التي بثها التلفزيون وهو يستوضح من المحافظ عن الاضرار وعن مدى تقدم اعمال الترميم في الحي.

وقال "ضمن الامكانيات الموجودة حاليا، لا بد من وضع جدول زمني وبهذا الجدول الزمني تتم المتابعة (...) حتى يعرف المواطنون متى ترجع الحياة طبيعية".

وتبين الصور التي عرضها التلفزيون مدى الدمار الذي لحق بالمباني التي ظهرت على بعضها اثار حريق.

ووعد الرئيس السوري بحسب الصور التي بثها التلفزيون، الحشد الذي تجمع حوله بان الحي سيعود "افضل بكثير مما كان عليه من قبل".

وقال له احدهم "نحن معك للموت"، بينما كان الجمع يهتف "الله سوريا بشار وبس"، و"ابو حافظ".

كما قامت سيدة بتقبيله والدعاء له.

وذكرت الوكالة ان الاسد قال لعدد من اهالي بابا عمرو "ان الدولة لم تتأخر في اداء واجبها في حماية مواطنيها لكنها منحت هؤلاء الذين حادوا عن جادة الصواب اقصى قدر ممكن من الفرص للعودة الى وطنيتهم والقاء اسلحتهم".

واضاف "الا انهم رفضوا تلقف هذه الفرص وزادوا في ارهابهم، فكان لا بد من العمل لاستعادة الامن والامان وفرض سلطة الدولة والقانون".

ونقلت الوكالة عن الاسد تشديده على ضرورة "تضافر جهود المحافظة واعضاء مدينة حمص مع اهالي المدينة والعمل بشكل استثنائي لجهة مضاعفة العمل والسرعة في التنفيذ لاصلاح الابنية السكنية واعادة تأهيل البنية التحتية وخاصة المدارس وشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات والمؤسسات الطبية التي تم تخريبها خلال الاعمال الارهابية التي شهدتها حمص".

واكد الاسد خلال تفقده عناصر الجيش والقوات المسلحة في بابا عمرو، بحسب الوكالة، "ان التضحيات والجهود التى يبذلونها كفيلة بالحفاظ على الوطن وحفظ امنه واستقراره".

وسيطر الجيش السوري على حي بابا عمرو بعد اسابيع من حملة قصف متواصل تسبب بنزوح غالبية سكانه وانسحاب الجيش السوري الحر منه.

وفي 22 شباط/فبراير، قتلت الصحافية الاميركية ماري كولفن التي كانت تعمل في صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية، والمصور الفرنسي ريمي اوشليك الذي كان يعمل في وكالة "اي بي 3"، في قصف طال منزلا حوله ناشطون الى مركز اعلامي في بابا عمرو.

كما جرحت في القصف الصحافية الفرنسية اديت بوفييه والمصور الفرنسي بول كونروي اللذين تمكنا مع صحافيين اجنبيين آخرين من الخروج بمساعدة منشقين، من الحي والتسلل الى لبنان قبل وقت قصير من دخول القوات النظامية الحي.

وفاوض الصليب الاحمر الدولي على مدى ايام طويلة قبل ان يسمح لبعثة من الهلال الاحمر السوري رافقتها مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس، بدخول الحي وحمل المساعدات الى السكان.

ولا تزال بعض الاحياء في مدينة حمص، لا سيما في حمص القديمة، تتعرض لقصف، او تشهد اشتباكات بين قوات النظام ومنشقين.

على صعيد آخر أكد سكان ومصادر أمنية محلية إن قوات سورية توغلت في شمال لبنان الثلاثاء ودمرت مبان واشتبكت مع مسلحين سوريين معارضين لجأوا إلى هناك.

وقالوا إن القوات السورية توغلت بضع مئات من الأمتار داخل الأراضي اللبنانية. وقال مصدر أمني في بيروت إن اشتباكات وقعت قرب الحدود غير المرسمة بشكل جيد لكنه لم يؤكد دخول القوات السورية لبنان.

وضربت قذائف شمال لبنان في الأسبوع الماضي ويقول سكان إن القوات السورية عبرت الحدود لفترة قصيرة أثناء تعقب قوات المعارضة في الأشهر القليلة الماضية.

وقال أبو أحمد (63 عاما) وهو أحد سكان منطقة القاع الجبلية النائية "عبر أكثر من 35 جنديا سوريا الحدود وبدأوا يدمرون منازل."

وذكر ساكن آخر أن الجنود وكان بعضهم يستقل حاملات جند مدرعة أطلقوا قذائف صاروخية وتبادلوا اطلاق نيران المدافع الرشاشة مع المسلحين المعارضين. وأضاف أن جنودا دمروا منزلا بجرافة.

وأغلق الجيش اللبناني المنطقة التي فر إليها المئات من اللاجئين السوريين وبعضهم من الاعضاء النشطين في الجيش السوري الحر من سوريا خلال الانتفاضة المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد.

وقال سكان إن القوات السورية ما زالت متوغلة داخل الأراضي اللبنانية بمسافة ما بين 200 و500 متر داخل الأراضي اللبنانية.

وقالت سوريا الاثنين إن "مجموعات إرهابية مسلحة" في سوريا تتلقى سلاحا من أنصارها في لبنان.

وذكر بشار جعفري مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة في خطاب أرسل الأسبوع الماضي إلى مجلس الامن التابع للأمم المتحدة والامين العام بان كي مون وأعلن عنه الاثنين إن الخبراء والمسؤولين والمراقبين يجمعون على أنه يجري تهريب أسلحة إلى الأراضي السورية من الدول المجاورة بما في ذلك لبنان.

وتفيد تقديرات الامم المتحدة أن قوات الأسد قتلت أكثر بكثير من ثمانية آلاف شخص خلال الانتفاضة. وتقول الحكومة إن "مجموعات إرهابية مسلحة" قتلت ثلاثة آلاف من قوات الامن.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية