الخميس، 1 ديسمبر 2011

روسيا نصحت سوريا بالتمويل فامتثلت موالاة لبنان

قبل ان يطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء من المجلس المركزي في قاعة مجمع سيد الشهداء في الرويس، ليحدد موقف الحزب من التمويل ويشرح الاسباب التي املت اليوم قبول « المرفوض » امس، سارع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى تأكيد ثقته بالحزب وحكمة قيادته في تفهم خطوة التمويل وتقدير دقة الظرف الذي نمر به وحراجته مؤكدا انها ستغلب كما دائما المصلحة الوطنية والواقعية السياسية على اي اعتبار آخر.

وجدد ميقاتي، الذي تلقى مزيدا من جرعات الدعم الدولية لحكومته بمواقف اثنت على خطوته الجريئة شكل ابرزها اليوم اتصال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون به مهنئا على دفع حصة لبنان ومؤكدا دعم جهوده في سبيل تعزيز الاستقرار والسلام فيه، دعوته للاطراف المعنية بالحكم على الافعال وتقييم خطوة التمويل من زاوية المصلحة العامة والمساهمة في اقفال هذا الملف وعدم تركه عرضة للتساجل، مشيرا الى ان تمويل المحكمة يمثل خطوة اساسية في سياق عمل الحكومة ويدفع للتفرغ والاسراع في معالجة القضايا الكثيرة التي يعاني منها لبنان واللبنانيون على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والمالية.

واعلن عن دعوة مجلس الوزراء للانعقاد الاسبوع المقبل لمتابعة درس الملفات التي تواكبها الحكومة بجلسات عمل متخصصة يشارك فيها الوزراء المعنيون لا سيما لجهة اقرار مشروع موازنة العام 2011 وارساله الى المجلس النيابي، مؤكدا العزم على المثابرة في معالجة القضايا الانمائية والادارية وابعادها عن التجاذبات السياسية.

رسالة طمأنة: وجاء موقف الرئيس ميقاتي مثابة خارطة طريق للعمل الحكومي في المرحلة المقبلة ورسالة غير مباشرة تضمنت اشارات تبعث على طمأنة الفريق الحكومي القلق على مصير مشاريعه من خلال تأكيد رئيس الحكومة مرارا اطلاق ورش العمل ودرس الملفات الاجتماعية والادارية والانمائية التي تشكل عمليا احد مطالب التيار الوطني الحر الذي اكد وزيره غابي ليون اليوم لـ « المركزية » ان الحكومة اذا لم تأخذ بهذه المطالب فإن وزراء التيار سيستمرون في الاعتكاف، مؤكدا ان التمويل ثانوي امام اهمية مطالب الناس المحقة. ونفى اي مقايضات بين قبول التيار بتمرير التمويل وحصوله على مطالبه الخمسة.

ازمة المعارضة: في المقابل تترقب المعارضة بحذر خطوات الحكومة في مرحلة ما بعد التمويل، بعدما اعتبرته انجازا من شقين الاول تنفيذ التزامات لبنان الدولية وسداد حصته من موازنة المحكمة والثاني سحب اعتراف الاكثرية ولا سيما حزب الله بالمحكمة بعدما اعلن رئيس الحكومة بنفسه تحويل حصة لبنان من صندوق الدولة وليس من جيبه الخاص بحسب ما كانت دعت اصوات في الاكثرية، ما اضفى شرعية كاملة على المحكمة.

وقالت اوساط سياسية مراقبة في هذا المجال، ان خطوة ميقاتي حشرت المعارضة وسحبت من يدها ورقة كانت توظفها لشن هجماتها واضعاف حكومة « حزب الله » وفق توصيفها، واجبرتها على تقديم التهانئ لميقاتي بدل المراهنة على اسقاط حكومته واقفال ابواب الدول في وجهه.

سيناريو التمويل: واوضحت الاوساط ان اقرار التمويل تدرج دوليا من روسيا الى سوريا فالاكثرية، وتحدثت عن نصح روسي لسوريا بضرورة الايعاز لحلفائها في لبنان بتمرير التمويل لتتمكن موسكو من التحرك دوليا في اطار مساعدة سوريا في المرحلة المقبلة، وهو ما ابلغته دمشق لموفدين لبنانيين زاروها اخيرا فكان ما كان وانقضى الامر، اذ تراجعت حدة المواقف المتصلبة وتحول التمويل من فزاعة الى « فدية » ومصلحة وطنية.

انفتاح الغرب: وسط هذه الاجواء، شرع الغرب ابوابه امام « من وفى بالتزاماته » وبدأت المشاورات الدولية لتوجيه الدعوات الرسمية للرئس ميقاتي، حيث علمت « المركزية » ان رئيس وزراء فرنسا فرنسوا فيون سيوجه قريبا دعوة رسمية لنظيره اللبناني لزيارة فرنسا كما تتحضر رومانيا لدعوة مماثلة، بحيث كسر التمويل الطوق المضروب دوليا على الحكومة منذ تشكيلها، بعدما اثبت رئيسها التزامه بالقرارات الدولية ولم يقحم لبنان في محور الممانعة والمواجهة.

خلوة بكركي: على خط آخر، استقطبت بكركي اليوم الانظار في ضوء زيارة رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة على رأس وفد، حيث اجتمع الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وعقد معه خلوة انضم اليها لاحقا رئيس حزب الكتائب امين الجميل وتم عرض للتحولات التي تشهدها المنطقة العربية وانعكاساتها على لبنان.

واشارت اوساط تابعت اللقاء لـ « المركزية » الى ان البطريرك تطرق والرئيس السنيورة بداية الى تمويل المحكمة واعتبرها خطوة مهمة في المسار الصحيح لتسيير شؤون البلاد، واذ وصفت الاجواء بالايجابية جدا اكدت ان حوارا منفتحا تخلل الخلوة فيما كان الوفد المرافق للرئيس السنيورة يجتمع بالكاردينال نصرالله صفير.

وادرجت الاوساط الزيارة في اطار اقتراح الرئيس الجميل بضرورة عقد مؤتمر اسلامي – مسيحي على المستوى العربي، كان عرضه على شيخ الازهر احمد الطيب خلال زيارته الاخيرة لمصر، اضافة الى التشاور في المستجدات في اعقاب زيارة البطريرك الى السراي وخطوة تمويل المحكمة واتجاه الراعي اثر عودته من الفاتيكان نحو توسيع اقنية التشاور مع القيادات السنية في البلاد.

ولاحقا زار الرئيس السنيورة البلمند واجتمع الى بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم في اطار مواز لزيارة بكركي.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية